يواصل الطلاب البنغلاديشيون احتجاجاتهم في عموم البلاد، ضد قواعد التوظيف في الخدمة المدنية، مؤكدين أنهم لا يثقون برئيسة الوزراء الشيخة "حسينة"
وفي إطار ذلك أمرت حكومة "حسينة" أمس بإغلاق المدارس والجامعات لأجل غير مسمى وكثفت جهودها لقمع أسابيع من المسيرات المطالبة بحقوق التوظيف المتساوية في القطاع العام.
واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق الحشد، بينما اشتبك المتظاهرون والطلاب من حزب "رابطة عوامي" الحاكم الذي تتزعمه رئيسة الوزراء في الشوارع بالطوب وعصي الخيزران.
وفي خطابها المتلفز للأمة، أدانت حسينة "قتل" المتظاهرين ووعدت بمعاقبة المسؤولين عنه بغض النظر عن آرائهم السياسية.
لكن الهيئة الرئيسية التي تقف وراء مسيرات هذا الشهر "طلاب ضد التمييز"، قالت: "إن كلماتها كانت مخادعة" وحثت أنصاره على مواصلة النضال.
ودعت المجموعة البنغلاديشيين إلى الإضراب العام على مستوى البلاد يوم الخميس، وحثتهم على إبقاء المتاجر مغلقة والبقاء في منازلهم قبل الاحتجاجات الجديدة المخطط لها في وقت لاحق من اليوم.
وبينما تردد صدى النداء بشكل مكثف في العاصمة "دكا"، لم تُشاهد أي مركبات تقريبًا على الطرق المزدحمة بالمدينة.
وأعلنت الشرطة يوم الخميس أن متظاهرًا سابعًا توفي مساء اليوم السابق واعترفت بأن الشاب البالغ من العمر 18 عامًا قُتل بأسلحة الشرطة.
وأصيب أكثر من 500 شخص في اشتباكات في أنحاء البلاد يوم الأربعاء، وتوفي ستة أشخاص حتى يوم الثلاثاء.
ولم يحدد خطاب حسينة الجهة المسؤولة عن الوفيات، لكن تصريحات مسؤولي المستشفيات والطلاب التي قدمت سابقا لوكالة فرانس برس تشير إلى أن بعض الضحايا على الأقل لقوا حتفهم نتيجة استخدام الشرطة لأسلحة غير فتاكة خلال المظاهرات.
وقالت منظمة العفو الدولية إن لقطات فيديو من اشتباكات هذا الأسبوع أظهرت أن قوات الأمن البنغلاديشية تستخدم القوة غير القانونية.
واستمرت الاشتباكات طوال الليل، بما في ذلك اشتباكات على مشارف دكا بين الشرطة وأكثر من 1000 متظاهر أشعلوا النار في أكشاك تحصيل الرسوم على جانب الطريق.
وتشهد الدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ أسابيع احتجاجات على حصص الوظائف في القطاع العام، والتي تشمل حصة 30 في المائة مخصصة لأفراد عائلات المقاتلين من أجل الحرية الذين قاتلوا ضد باكستان في حرب الاستقلال عام 1971.
ويعود سبب المظاهرات التي بدأت منذ عدة أسابيع إلى احتجاج الطلاب على وضع السلطات نظام المحاصصة في الوظائف الحكومية لأنه حسب رأيهم يحابي حلفاء الحزب الحاكم.
وقد تصاعدت وتيرة الغضب في صفوف الشباب منذ أن انطلقت شرارة الاحتجاجات من جامعة دكا في بداية هذا الأسبوع.
وقد أسفرت المظاهرات حتى الآن عن مقتل 6 أشخاص. لقوا مصرعهم يوم الثلاثاء الماضي.
وقد تم تعليق الدراسة صباح الخميس وأُغلقت مقرات الإقامة الجامعية واشتبك الطلاب مع الشرطة التي ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.
ويطالب المحتجون بإنهاء نظام المحاصصة الذي أقره نظام الشيخة حسينة والذي يخصص30% من الوظائف الحكومية لعائلات قدماء المحاربين الذين شاركوا في حرب الاستقلال عام 1971 التي انفصلت بموجبها البلاد عن الهند.
ويقول هؤلاء إن القرار تمييزي وهو يحابي أنصار رئيسة الوزراء التي قاد حزبُها وهو حزب رابطة أوامي حرب الاستقلال.
ويطالبون باستبداله بنظام قائم على الكفاءة. وقد نصب عناصرالشرطة حواجز على مداخل جامعة دكا في محاولة لإجهاض الحركة الاحتجاجية.
وفازت حسينة (76 عاما) بالانتخابات العامة الرابعة لها في يناير/كانون الثاني في انتخابات لم تشهد وجود أحزاب معارضة حقيقية وفي حملة قمع واسعة النطاق ضد منافسيها السياسيين الذين قاطعوا الانتخابات.
وبالإضافة إلى ذلك تعيش البلاد حالةً من الاستبداد حيث تم إعدام قادة مهمين مثل "عبد القادر ملا" و"كاميرا الزمان" في العمليات التي شنتها حكومة "حسينة" ضد حركة الجماعة الإسلامية البنغلاديشية في عام 2010.
وحاكمت حكومة "حسينة" قادة الجماعة الإسلامية في محكمة أنشئت خصيصًا بتهمة دعم باكستان في حرب عام 1971.
وتوفي زعيم الجماعة الإسلامية "غلام عزام"، البالغ من العمر 92 عامًا، أثناء احتجازه في عام 2014. (İLKHA)