ذكر رئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان"؛ أن حلف شمال الأطلسي يقترب من نقطة تحول، ويجب أن نتذكر أن التحالف العسكري الأكثر نجاحا في تاريخ العالم بدأ كمشروع للسلام، ونجاحه في المستقبل يعتمد على قدرته على الحفاظ على السلام، ولكن النظام السائد اليوم ليس السلام بل الحرب، وبدلا من الدفاع، الهجوم، كل هذا يتعارض مع القيم الأساسية لحلف شمال الأطلسي.
وأشار إلى أنه قبل 25 عاما، انضمت المجر إلى حلف شمال الأطلسي على وجه التحديد بسبب طبيعته الدفاعية. وقد ظلت حليفا مخلصا منذ ذلك الحين، حيث شاركت في مهام حلف "الناتو" وأنفقت 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
وأضاف: "لكن عندما يتعلق الأمر بمستقبل الناتو، فإننا لا نتفق مع معظم الدول في كل شيء، اليوم، يتحدث المزيد والمزيد من الأصوات في الناتو عن ضرورة أو حتى حتمية المواجهة العسكرية مع مراكز القوى الجيوسياسية الأخرى في العالم، إن هذا التصور للمواجهة الحتمية هو بمثابة نبوءة ذاتية التحقق، فكلما زاد اعتقاد زعماء حلف شمال الأطلسي بأن الصراع أمر لا مفر منه، تعاظم دورهم في التعجيل به".
وفي رأيه، أصبح هذا الأمر الآن واضحا بشكل متزايد بسبب الأخبار التي تفيد ببدء الاستعدادات لعملية محتملة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، وحتى التقارير الرفيعة المستوى التي تفيد بأن قوات الناتو أصبحت بالفعل بالقرب من الجبهة الأوكرانية.
وأشار أوربان إلى أن المجر أبرمت اتفاقاً مع حلف شمال الأطلسي يقضي بعدم قدرتها على المشاركة في عمليات الحلف خارج أراضيها، بما في ذلك في أوكرانيا.
ووفقا له، "عادة ما يبني أنصار المواجهة حججهم على التفوق العسكري لحلف شمال الأطلسي والعالم الغربي، ويرى المؤرخ البريطاني "أرنولد توينبي" أن الحضارات تسقط بالانتحار، وليس بالقتل.. وباعتبارنا أقوى تحالف عسكري عرفه العالم على الإطلاق، فإن ما يجب أن نخشاه ليس الهزيمة على يد أي عدو خارجي. إن العدو الخارجي، إذا كان لديه عقل، لن يجرؤ على مهاجمة دولة عضو في الناتو، يجب علينا أن نكون حذرين للغاية من تخلينا عن القيم التي يقوم عليها تحالفنا".
وأشار مخاطبا الحلفاء إلى أن المهمة اليوم يجب أن تكون الحفاظ على حلف شمال الأطلسي كمشروع سلمي، إن الغرض الذي تم إنشاء حلف شمال الأطلسي من أجله هو ضمان السلام لصالح التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية المستقرة.
واختتم أوربان قائلا: "يحقق الناتو هدفه عندما يحقق السلام بدلا من الحرب، وإذا اختار الصراع بدلا من التعاون، والحرب بدلا من السلام، فإنه سوف ينتحر".
وذكر أوربان أن صناعة الدفاع المجرية تواصل تطورها في العديد من المجالات، من أنظمة الدفاع الجوي إلى المركبات الجوية بدون طيار، وقال: "إن الحرب في أوكرانيا أظهرت أن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تواجه نقصا خطيرا في القدرة الصناعية العسكرية". (İLKHA)