ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، نقلا عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم، أن عددا من مسؤولي الاتحاد الأوروبي اقترحوا حرمان المجر من رئاسة مجلس الاتحاد، بعد زيارة أوربان إلى روسيا والصين.
وتابعت الصحيفة: "لقد قدم بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشكل خاص اقتراحا لحرمان هنغاريا من رئاسة الاتحاد".
وكان وزير خارجية لوكسمبورغ السابق "جان أسيلبورن" قد قال، في مقابلة مع صحيفة بوليتيكو: "إن دول الاتحاد الأوروبي لن تكون قادرة على إقالة المجر من منصب رئاسة الاتحاد قبل الموعد المحدد.
وقد أصبحت المجر الرئيس المؤقت لمجلس الاتحاد الأوروبي في يوليو الجاري ولمدة 6 أشهر.
وتتعرض "بودابست" لانتقادات بسبب سياساتها المستقلة ووجهات نظرها "غير السائدة" في الاتحاد الأوروبي.
وقد أصبحت الرئاسة المجرية نفسها مراراً وتكراراً موضوعاً للابتزاز.
وطوال العام الماضي، ترددت مطالبات من "بروكسل" بحرمان "بودابست" من رئاستها الشرعية بسبب موقفها غير المقبول بشكل عام، ورفضها دعم بعض مبادرات الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا.
وقد اعتمد البرلمان الأوروبي قرارا بهذا المضمون في مايو 2023.
وفي الرد على ذلك، أكدت الحكومة المجرية دائما أنها، وبرغم الهجمات، تستعد بشكل منهجي للرئاسة، وهو ما تنص عليه قواعد الاتحاد الأوروبي، وتعتبر كل المحاولات لمنع ذلك بمثابة أعمال ضغط سياسي من التوجهات الليبرالية داخل الاتحاد.
وكانت آخر قضية كبرى هي رحلة رئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان" إلى روسيا والصين، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: "إن أوربان لا يمثل الاتحاد الأوروبي في رحلاته، وإن بودابست لم تبلغهم في المفوضية بالزيارات سواء قبل الرحلات أو بعدها".
وهددت المفوضية بإلغاء رحلة الخريف التقليدية للمفوضين الأوروبيين لحضور اجتماع موسع في بودابست التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.
وقد وصل أوربان إلى موسكو مع وفد في 5 يوليو الجاري وعقد اجتماعاً مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، ووصف زيارة موسكو بأنها المرحلة التالية من مهمة السلام، حيث كانت الأولى إلى كييف، 2 يوليو.
وقال رئيس الوزراء المجري إنه يعتزم عقد عدة اجتماعات مماثلة غير متوقعة قريبا. وزار "أوربان" بكين يوم الاثنين الماضي، حيث قال إن المجر تعارض المواجهة مع الصين، وتؤيد التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين.
من جانبه علق متحدث الكرملين "دميتري بيسكوف" على الزيارة بأن "أوربان" أظهر إرادته السياسية للحوار، وهو ما تعتبره موسكو إيجابيا ومفيدا للغاية.