جاء في مقالة للأستاذ رياض مكاييف:
سئمتُ من هذه الفترة، لا يوجد صح ولا خطأ... كل شيء مختلط... العيد ليس عيد، الناس تتفرج لا تتفرج... كل شيء مختلط... اللحى حرّة، الحجاب حرّ... من يصلي ومن لا يصلي هما نفس الشيء... المساجد متشابهة دائما، الأئمة في حيرة، المجتمع في حيرة... أريد العودة إلى التسعينات... في هذه الفترة لم يعد هناك شيء اسمه قضية... الأساتذة أصبحوا مدوّنين، ضاعت قضيتنا.. أصبح الشيوخ أثرياء، المريدون أصبحوا مؤيدين... اجتمعت الطوائف، أصبح السنة شيعة، الشافعي حنفي.. أصبح الحج سياحة، والعمرة أصبحت عطلة... أريد العودة إلى التسعينات... أريد أن أكون صاحب قضية، وليس متفرّج؛ أريد أن أكون صوفياً، وليس ثرياً... أريد أن أذهب إلى الحج، وليس في إجازة...
سئمتُ من هذه الفترة، ليس هناك أخ أو صديق... الجميع تبدد... كأننا في بلاد الغربة، أو المنفى... لا يأتي أحد ولا يذهب أحد، كل شيء في المراكز التجارية... الجوامع فارغة، الطاولات خاوية... الحديث فارغ، الصداقات فارغة... لا يُؤذّن كما كان، ولا يُستمع إلى القرآن كما كان... الأغاني فارغة، الأناشيد فارغة... الأعياد فارغة، أيامنا فارغة... أرغب في العودة إلى التسعينات... أرغب في أن أُعلّق الملصقات مع رفاق النضال في الليل، وأقرأ في النهار... أرغب في الدفاع عن الحجاب، والإصرار على ترك اللحية... أرغب في أن أكون رجلاً صاحب مسؤولية بحق، ليس على سبيل المظاهر... أريد أن أمتلك قضية، ليس فقط فريق كرة القدم... أفتقدُ المسيرات في الشوارع، والمحادثات في البيوت، والخُطب في المساجد... أشعر بالضجر من هذه الفترة...Formun ÜstüFormun Altı
لا أريد البيتزا، أريد خبز البيدا، أريد الطماطم والبصل من التسعينيات... أريد الخبز والشاي... أفتقد الجبن والبيض... أفتقد تحيات وأحضان أصدقائنا ... أريد أن يكون الربا حراماً، أريد أن يكون رمضان رمضان، أريد أن يكون عيد الأضحى عيداً... أريد أن تكون روسيا هي العدو، وأن تكون أمريكا هي الشيطان كما كانت من قبل... أريد استعادة فلسطين وأفغانستان والبوسنة والشيشان وتركستان الشرقية... أريد عودة المجاهدين...الشيخ أحمد ياسين وعبد الله عزام، أريد عودة علي عزت بيغوفيتش وجوهر دوداييف...لقد سئمت من هذه الأسماء الجديدة ... لا أريد أن أكون صديقاً للجميع وكل شيء... أفتقد ذرف الدموع أثناء الاستماع إلى أخبار القضية، والإثارة أثناء التفكير في الأمة، والاستعداد للجهاد ضد الظالم، ومعارضة العدو... أنا افتقد إعطاء المال للجهاد من أجل القضية افتقد الخسارة وإحياء ذكرى الشهداء... افتقد تنظيم ليلة من أجل فلسطين وحماية الشيشان وإرسال التحية إلى البوسنة وأفغانستان... أريد العودة إلى التسعينات... اشتقت لكشمير... اشتقت لها يا أخي ألم تشتق لها؟ أريد أن تتوحد الأمة وتستيقظ... أفتقد عدم النوم في الليل من أجل الأمة، وزيارة أصدقائي في السجون، وإحضار الطعام لأيتام الشهداء...
لقد سئمت من هذه الفترة ... من ابتساماتهم المزيفة ، من كونهم أصدقاء من أجل المنافع المادية ، من التصويت من أجل المصالح السياسية ، من القتال من أجل الاقتصاد ... لقد سئمت من فقدان القضية الحقيقية للسلطة ... لقد سئمت من البكاء من أجل غزة، والمسيرات من أجل فلسطين، والصلاة من أجل الشيشان... لقد سئمت من الأحزاب السياسية والجاليات الإسلامية والمدرسين المزيفين والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ... أريد أن أعود إلى التسعينيات ... أريد أن أعود إلى قضية حقيقية، قضية طريقها واضح، وكلمتها واضحة... لا أريد أن أعبد الدولار واليورو وسوق الأسهم ... لا أريد أن أخاف من الاقتصاد وقرارات البنك المركزي ... أريد أن أخاف الله... لقد سئمت وتعبت من الدعاوى القضائية المزيفة ... أريد أن أهاجر إلى التسعينيات وأكون شهيدا هناك... لا أريد أن أصبح عضوا في حزب الشعب الجمهوري ... لا أريد أن أكون ضحية للحداثة، أريد أن أكون ضحية لقضية الإسلام... أريد أن أكون شهيدا للإسلام، وليس شهيدا للديمقراطية!
تحية لغزة، استمروا في المقاومة!(İLKHA)