أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بالضفة الغربية زاهر جبارين أن مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربية الذي تعمل عليه حكومة "نتنياهو" يستدعي موقفًا من الأردن الشقيق شعبًا وحكومة يتناسب مع خطورة مخططات الاحتلال، وما يعنيه هذا القرار من تهديد للأمن القومي الأردني.
وأشار إلى أن ما ينوي القيام به الوزير الصهيوني "سموتيرش" من هدم منازل الفلسطينيين وحرمانهم من أرضهم يعني عملية تهجير صامتة قد تتحول لعملية تهجير صاخبة في أي لحظة تتوفر فيها الظروف.
وشدد على أن حماية الأردن وأمنه القومي يبدأ من انتصار المقاومة في غزة، ودعم المقاومة في الضفة وحمايتها.
وأوضح جبارين أن انتصار المقاومة في غزة هو انتصار للأردن، ودعم المقاومة في الضفة وحمايتها يعني قبر مشروع الوطن البديل ودفنه في عقول الصهاينة الذين يحاولون تمرير المشاريع التصفوية لقضية الشعب الفلسطيني تمهيدًا للتهجير.
ووجه التحية لأهل الكرامة، الذين ما زالت أرواحهم تتوق إلى أمجاد البطولة والفداء، فالكرامة تعني العزة والأنفة ورفع الضيم، وفي الأردن، الكرامة تعني معركة بطولية خاضها الشعب الأردني الأصيل بجانب شعبنا الفلسطيني، وتم فيها كتابة وحدة الهدف والمصير بمداد الدم.
وأضاف: "فيا أهل الكرامة، ويا أبناء وأحفاد صناع تاريخها، اليوم فلسطين تنتظر منكم العون والنصر، أنتم أهل الرباط وأكناف بيت المقدس، وكيف لمن جاور القدس أن يقبل بضيم لترابها؟ وكيف لمن كانت له الوصاية لحماية المقدسات ألا تثور حميته للدفاع عن الأقصى حبًا وشوقًا وفداء؟."
وبين جبارين أن أهل الأردن اليوم قادرون على صناعة التاريخ وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الأردن بدعم شعبنا البطل في معركته ضد المحتل، فالميادين تنتظركم، وصناعة المعادلات تبدأ من إرادتكم وقراركم، وأطفال غزة وأهلها ينتظرون مواصلة فزعتكم، وليكن قرار شعبنا الأردني البطل أننا سنوصل المساعدات ونغيث شعبنا الفلسطيني بلا سقوف وبلا حدود.
وقال جبارين إن معركة طوفان الأقصى التي بدأتها كتائب القسام ستظل خالدة في أهدافها، نبيلة في غايتها، تسكب في طريقها أطهر الدماء وأزكاها من أجل القدس والأقصى. وأكد أن غزة البطلة الصابرة المحتسبة تنوب عن الأمة في معركة الميدان، فلا أقل من أن تنوب الأمة عن المجاهدين في إطعام أبنائهم وعائلاتهم التي يحاصرها الجوع.
وتساءل: "أين مئات الآلاف الذين يخلفون الغزاة الكماة أبناء القسام والمقاومة وهم يواصلون المعارك والتصدي للعدوان؟ فو الله لا أرى أحدا غيركم يا أبناء الأردن يتقدم صفوف الأمة".
وأضاف: "إننا ونحن نخوض الصراع مع العدو المجرم، نؤكد أننا سنواصل صمودنا وتصدينا لهذا العدوان، ولن ترهبنا المجازر".
وشدد القيادي جبارين على أنه لن يكتب لأحلام الغزاة المجرمين من اليمين الصهيوني ولا لخرائطهم التي تدرس في مناهجهم وتوضع على منصات احتفالاتهم أي نجاح ما دامت المقاومة بخير ورجالها في ميادين النزال.
ونوه جبارين إلى أنهم في حركة حماس وهم يديرون المواجهة، يؤكدون أن العدو غير جاد في المفاوضات أو وقف الحرب، وما أعلن عنه رئيس وزراء العدو عن قبوله بالمرحلة الأولى من الصفقة هو عين الحقيقة التي تحاول إدارة بايدن التغطية عليها.
وأكد قائلًا: "قدمت الحركة في سبيل وقف العدوان مقاربات جادة وتفصيلية لإنجاز اتفاق قابل للتطبيق قد توافق مع رأينا الوسطاء والمبعوثون الأمريكيون، الذين تراجعوا لاحقًا خوفًا من سطوة الصهيونية العالمية وأدواتها المالية والإعلامية".
وبيَّن أن بيئة صنع القرار في حكومة كيان العدو يديرها سياسيون هم الأكثر فاشية وتطرفًا في العالم، ويمارسون الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبنا وعمليات القتل بدوافع أيديولوجية ونظريات التفوق العرقي؛ وطالب العالم أجمع بإدراج أسمائهم كمجرمي حرب، والبدء بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على عصابة المجرمين في تل أبيب التي تسمى حكومة، لحين خضوعها للإرادة الدولية بوقف الحرب ووقف الإبادة الجماعية.
وشدد على أن شعوبنا العربية والإسلامية، بمن فيهم نشامى الأردن، مطالبون بتصعيد حراكهم الميداني والشعبي من أجل وقف الحرب الإجرامية وإنقاذ أطفال غزة من المجاعة والجوع الذي ينهش أجسادهم أمام شاشات التلفزة التي يراقبها العالم بصمت.
وختم القيادي جبارين كلمته بقوله: "بورك جمعكم يا أهل الكرامة، يا أهل الوصاية، القدس والأقصى أمانة في أعناقكم، فهذه الأمانة ثقيلة وعظيمة في ميزان الله وميزان الأمة، فإياكم أن تمس الأمانة وأنتم حُماتها، إن أطفال غزة أمانة في أعناقكم، فواصلوا دوركم في إغاثتهم ووقف الإبادة الجماعية التي تأكل أجسادهم، واصلوا حشودكم في الميادين، فحراككم في الميادين يسمع صداه في كل العالم". (İLKHA)