تجددت المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية سنار (جنوب شرق) وشمال دارفور غرب السودان، بينما أجبر القتال أكثر من 600 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، على الفرار إلى تشاد.
وهاجمت قوات الدعم السريع دفاعات الجيش على بعد حوالي سبع كيلومترات شمالي سنار مع تساقط قذائف المدفعية في حي سنار التقاطع.
وتلقى سكان الحي نصائح من عسكريين بإخلاء المنطقة مع اقتراب المعارك من مدينة سنار الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومتر جنوبي الخرطوم.
وتأتي هذه المعارك بعد 24 ساعة من سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة "جبل موية" الاستراتيجية الواقعة على الطريق القومي الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الابيض.
وقال "عمار حسن" المتحدث باسم المقاومة الشعبية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، على حسابه في فيسبوك: "إن منطقة جبل موية سقطت في يد قوات الدعم السريع بعد معارك مستمرة بذلت فيها قوات الجيش كل غال ونفيس"، حسب تعبيره.
وقالت مصادر محلية سودانية: "إن مدينة سنار جنوب شرقي البلاد شهدت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مساء الثلاثاء، حاولت من خلاله الأخيرة السيطرة على المدينة".
وأفادت المصادر بأن قوات الجيش تمكنت من صد الهجوم ومطاردة قوات الدعم السريع خارج مدينة سنار على مسافة سبع كيلومترات.
وبحسب مواطنين من مدينة سنار؛ فإن المدينة شهدت ازدحامًا في حركة السير صوب مدينة سنجة، حوالي 45 كيلومتر جنوبي سنار فضلاً عن نزوح السكان إلى مناطق شرق سنار، بحسب صفحة سودان تربيون السودانية.
وإزاء هذه التطورات، نفى والي سنار "توفيق محمد" سقوط المدينة بيد الدعم السريع وأكد في بيان تعرض سنار لهجوم من الدعم السريع عصر الثلاثاء.
وأوضح الوالي أن سبع سيارات حاولت الالتفاف ودخلت حدود المدينة وأطلقت ثلاثة قذائف ما أحدث ارتباكًا وهلعًا وسط المواطنين.
وأشار إلى التعامل مع السيارات المهاجمة وتدميرها بالكامل بفضل جهود الجيش وجهاز الأمن والمستنفرين وكافة القوات النظامية، وأكد عودة الهدوء للمدينة كما تحدث عن استعداد القوات النظامية والجماعة المتطوعة للقتال والدفاع عن عاصمة مملكة سنار التاريخية.
وكانت منطقة جبل موية شهدت، الإثنين، حالات نزوح واسعة للسكان صوب مدينة سنار الواقعة على بعد حوالي 25 كيلومتر جنوب شرق جبل موية، وذلك بعد عمليات نهب واسعة نفذتها عناصر الدعم السريع بقرى المنطقة.
يذكر أن قوات الدعم السريع أعلنت، صباح الثلاثاء، سيطرتها على مناطق "جبل موية" بولاية سنار بعد معارك ضارية ضد الجيش، بينما لم يعلق الجيش على المعارك التي دارت هناك وعلى تخوم مدينة سنار.
وتسببت العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في جبل موية لليوم الثاني على التوالي في قطع طريق سنار – ربك وتوقف حركة المركبات التجارية التي تقل المسافر.
وجبل موية هو سلسلة جبلية تضم عدد من القرى وهو ذو موقع استراتيجي يربط بين ولايات سنار والنيل الأبيض والجزيرة، ويبعد الجبل على بعد حوالي 30 كيلومتر شمال مدينة سنار.
في غضون ذلك، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء: إن الصراع في السودان أجبر أكثر من 600 ألف لاجئ سوداني و180 ألف تشادي كانوا يقيمون بالسودان، غالبيتهم من النساء والأطفال، على الفرار إلى تشاد".
وذكرت المفوضية، في بيان، أن الأزمة الإنسانية في شرق تشاد بلغت "نقطة حرجة"، ودعت إلى تقديم دعم دولي عاجل للاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد، وفق وما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة".
وأوضحت المفوضية أن تدفق اللاجئين لا يظهر أي علامات على التراجع، حيث عبر يوميًا خلال أيار/ مايو الماضي نحو 630 شخصًا معبر أدري الحدودي بين تشاد والسودان.
وقالت المفوضية: "إنها وسعت مع شركائها مخيمات اللاجئين وبنت قريتين للعائدين التشاديين، مشيرة إلى أن تلك الجهود غير كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة للاجئين في تشاد".
وذكرت أن ثلث الوافدين الجدد إلى تشاد يعيشون حاليًا ظروفًا مزرية في مواقع عشوائية على طول الحدود.
وحذرت المفوضية الأممية من تدهور الوضع بسرعة على حدود تشاد، حيث لا تزال احتمالات حدوث المزيد من النزوح مرتفعة، مع استمرار القتال في مدينة الفاشر السودانية والمناطق الريفية المحيطة بها في شمال دارفور.
وأوضحت مفوضية اللاجئين أن نداءها لعام 2024 من أجل الاستجابة الإنسانية في شرق تشاد يعاني من نقص التمويل، حيث تم الحصول حتى اليوم على 10% فقط من المبلغ المطلوب وقدره 214.8 مليون دولار.
ونبهت إلى أنها تحتاج بشكل عاجل إلى 80 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الفورية للاجئين والمتمثلة في بناء 3 مواقع إضافية مزودة بالخدمات الأساسية والبنية التحتية لنقل 150 ألفًا من الوافدين الجدد. (İLKHA)