لقد بدأت عيون العالم تتفتح ، نرى أن طوفان الأقصى يوقظ النائمين رويداً رويداً. لقد اعتدنا على أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والدول العربية وغيرها نائمة أو تتظاهر بالنوم، إن حركات النوم هذه تشبه تماماً حركات المراهقين الذين يتظاهرون بالنوم كيلا يمنحوا مقاعدهم لكبار السن في الحافلة، أومثل الشباب الذين عملوا طوال اليوم وتعبوا وناموا ليصبح إيقاظهم أمراً صعباً، وهؤلاء النائمين قد تعبوا أيضاً لكن من حمل الأسلحة والذخائر إلى مرتكبي الإبادة الجماعية.
لا صرخات جميع الأطفال الأبرياء الذين قُتلوا، ولا صرخات جميع النساء العزل اللواتي قُتلن، لم ولن تساعدهم على إيقاظهم. لا كل القسوة ولا الاحتجاجات الصاعدة من الساحات... يا له من نوم رهيب يكاد يكون كالموت.
نحن لا نشاهد سوى بعض العلامات الصغيرة: امرأة تصرخ معبرة عن اشمئزازها من البرامج التي تُظهر إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية على قنوات التلفزيون الأمريكية على أنها عزلاء وبريئة ، و تُصرّح أنها لا تفتخر بكونها مواطنة أمريكية، ويبعث الأمل فينا أن هذه المعتقلة احتجت مرة أخرى بعد ساعة ونصف من خروجها، وأعربت عن أن معاناتها لا تقارن بما يعانيه الفلسطينيون. إذن الناس يستيقظون وبدؤوا يفتحون أعينهم ، حتى لو كانوا أفرادًا، وهذا في الواقع ما يخشاه الغرب.
لقد أصبح طوفان الأقصى بمثابة "قبلة الحياة" بالنسبة للعديد من الناس الذين يستيقظون بين الحين والآخر. سواء كانوا يرتدون ملابس الهبيين أو يتصرفون كمخربين في الشوارع، إلا إنها تمنح لكل من يحمل قلباً صادقاً لمسة ذهبية لروحه وتبعث الحياة فيه. فالبشرية لاتزال صامتة وتأخذ جانب الظالم في موقف غربي متناقض.
وقد كشف العالم العربي والحكام عن حقيقة مهمة. شهدنا كيف أظهرت تصريحات الحكام العرب تابعيتهم للغرب وعبوديتهم له لسنوات عديدة صحتها. فعندما غادر الغرب هذه البلدان ومنحها ما يُعرف بالاستقلال ، تركوا محلهم دمى تابعة لهم تعتنق أخلاقيات وأساليب حياتهم. وقاموا بلعب لعبتهم وفقًا لقاعدتين أساسيتين هما:
- يجب على من يلعب اللعبة أن يعرف القواعد جيدًا ويلتزم بها.
- إذا لم تتمكن من تغيير اللعبة، قم بتغيير اللاعب.
هذه المرة خرجت اللعبة عن السيطرة في فلسطين. ورغم أنهم حاولوا تغيير اللاعب، إلا أن حماس، كانت هي اللاعب، فلم تسمح بذلك. لقد تجاوز تأثير اللعبة حدود فلسطين وانتشر حول العالم. هم أيضاً انتبهوا لوجود موجة صامتة قادمة من الأعماق، ولكن كانوا متأخرين. لقد فقدوا السيطرة على اللعبة واللاعب ولم يعد بإمكانهم وضع قواعدهم.
إذن يكفي شخص واحد مستيقظ ليوقظ العالم بأسره من نومه.(İLKHA)