أعلن الجيش السوداني، الإثنين، تدمير قوة ضخمة تابعة للدعم السريع في محيط سلاح المدرعات جنوب الخرطوم فيما تواصلت المواجهات العنيفة بين القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع في صحراء شمال دارفور غربي السودان.
ومنذ آب/ أغسطس من العام الماضي سعت قوات الدعم السريع للسيطرة على سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم أحد الأسلحة المهمة للجيش السوداني، حيث خاضت معارك عنيفة مع القوات المسلحة في محيط القاعدة الواقعة جنوب الخرطوم.
وقال بيان مقتضب للإعلام العسكري: "إن الجيش في سلاح المدرعات كبد الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والمعدات من خلال هجوم استباقي".
وأشار إلى أن القوات المسلحة تمكنت من إزالة عدد من الارتكازات التي أقامتها قوات الدعم السريع في ضاحية "جبرة" جنوبي العاصمة السودانية وقامت بطردهم من داخل المنازل وتأمين عدد من الأعيان المدنية.
وفي منطقة جنوب الحزام، الكائنة جنوب الخرطوم، تواصلت العمليات الحربية بين طرفي النزاع بعد توقف دام أكثر من شهرين، وبحسب مصادر محلية فإن الطيران المسير والمدفعية الثقيلة استهدفت أهدافاً ثابتة ومتحركة في معسكرات قوات الدعم السريع في المدينة الرياضية وأرض المعسكرات، بحسب سودان تربيون.
وأشارت المصادر بسماع دوي انفجارات قوية وتصاعد لأعمدة الدخان ناجمة من القذائف التي سقطت في مقرات الدعم السريع.
في الأثناء تواصلت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع وفصائل من القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة بوتيرة أكثر عنفًا بمناطق واسعة في صحراء ولاية شمال دارفور، حيث تركزت المعارك في محيط بادية "الزرق" وهي واحدة من أكبر قواعد الدعم السريع في إقليم دارفور.
وقال مسؤول في القوة المشتركة: "إن قواتهم المتمركزة في الصحراء تمكنت من الحاق هزيمة قاسية على قوات الدعم السريع في منطقة وادي "أمبار" التابعة لمحلية أمبرو بولاية شمال دارفور".
وأشار إلى أن القوة المشتركة ما تزال تطارد المجموعات التابعة لقوات الدعم السريع، متهمًا عناصر الدعم السريع بحرق عدد من القرى واقعة في محيط بادية الزرق.
لكن منصات تابعة لقوات الدعم السريع، قالت: "إن قواتها تمكنت من تدمير متحرك للحركات المسلحة في وادي أم بار، واستولت على عدد كبير من المركبات القتالية وأسر عدد من الجنود".
ويدور قتال عنيف منذ أكثر من أسبوع بين عناصر تابعة لحركتي تحرير السودان وتجمع قوى تحرير السودان ضد قوات الدعم السريع بالقرب من بلدة "الزرق" الواقعة على الحدود بين السودان وليبيا وتشاد، وهي امتداد للمواجهات الدائرة منذ أكثر من شهر في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
وتشهد مدينة الفاشر مواجهات عسكرية دامية بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة ضد الدعم السريع منذ 10 أيار/ مايو الماضي، خلفت أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، وتدميرًا هائلاً في البنى التحتية، وأجبرت الآلاف على الفرار من المدينة المكتظة.
وعلى الصعيد الإنساني، قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "فيليبو غراندي"، الذي يزور ولاية النيل الأبيض جنوب غربي الخرطوم: "إنّ الولاية تستضيف ما بين مليون ومليوني لاجئ ونازح، وتلك علامة واضحة على تأثير الحرب".
وحذر غراندي، في تغريدة على منصة إكس، من تفاقم سوء الأوضاع والتحديات الإنسانية المستمرة في الولاية، بسبب مخاطر الفيضانات والمجاعة، وقرب المنطقة من خط المواجهات العسكرية.
وتضغط أطراف دولية لوقف المواجهات العسكرية في العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، لكونها تأوي نحو 800 ألف نازح قدموا من ولايات دارفور المختلفة الخاضعة كليًا لسيطرة قوات الدعم السريع. (İLKHA)