قُتل 40 شخصًا على الأقل وأصيب آخرون إثر قصف مدفعي وصاروخي عنيف نفذته قوات الدعم السريع على محلية كرري الواقعة في شمال أم درمان، أمس الخميس.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، صعّدت قوات الدعم السريع وتيرة استهدافها لأحياء شمال أم درمان، وهي مناطق مأهولة بالسكان، مما تسبب في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين.
وتخضع منطقة كرري كليًا لسيطرة الجيش، وبها ما يعرف بالقيادة الجوالة لإسناد القيادة العامة للجيش، كما تضم عدد من المقار العسكرية في المنطقة، أبرزها قاعدة وادي سيدنا العسكرية التي تنطلق منها معظم الطائرات الحربية التي تقصف تمركزات الدعم السريع في مناطق متفرقة من الخرطوم، علاوة على قيادة الفرقة التاسعة المحمولة جواً، والكلية الحربية، وغيرها من المواقع، كما أن سلطات ولاية الخرطوم تباشر مهامها من كرري.
وقال بيان أصدرته تنسيقية لجان مقاومة كرري: "إن الإحصائية الأولية لضحايا القصف المدفعي الذي نفذته مليشيا الجنجويد الإرهابية بلغت نحو 40 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 50".
وتوقع البيان أن يكون عدد الضحايا أكثر، لعدم وصول بعض الضحايا لمستشفى النو، علاوة على نقل بعض القتلى إلى مرافق طبية خاصة وآخرون تم دفنهم قبل وصولهم لأي مرفق طبي.
وأفادت مصادر سودانية بأن قوات الدعم السريع أطلقت ما يزيد عن 50 قذيفة مدفعية من مواقع تمركزها في مدينة الخرطوم بحري، سقطت في أحياء "الواحة، الحارات 18، 30، 19، 17"، علاوة على شارع الوادي والحتانة وبالقرب من جسر الحلفايا الرابط بين أم درمان وبحري، بحسب صفحة "سودان تربيون" السودانية.
وأضافت المصادر: "إن القصف المدفعي والصاروخي تسبب في دمار هائل طال منازل المواطنين ومرافق خدمية".
وأطلق ناشطون دعوات للتبرع بالدم ولوازم طبية لمستشفى النو، وهو المرفق الحكومي الوحيد الذي يعمل في ولاية الخرطوم.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على منطقة كرري العسكرية، حيث ظلت منذ بدء الحرب في 15 نيسان/ أبريل 2023 تهاجم المنطقة بضراوة ولكن دون جدوى في ظل استماتة الجيش في الدفاع عن كامل المحلية.
وتستضيف كرري في حاراتها المختلفة عددًا كبيرًا من النازحين القادمين من أحياء بحري المختلفة وسكان أم درمان القديمة وجنوب وغرب أم درمان، بعضهم يعيش في مراكز إيواء داخل المدارس الحكومية.
وأمس الخميس، توعد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني "عبد الفتاح البرهان"، برد قاسٍ على ما سماه جرائم المليشيا بحق ضحايا "ود النورة" بعد تقارير عن سقوط عشرات القتلى في هجوم نفذته قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وأكد البرهان أن لا تفاوض أو جلوس مع من وصفهم بداعمي المليشيا، مشيرًا إلى أن لديهم فيديوهات بشأن متورطين متهمين بتسجيل بيانات للإذاعة والتلفزيون لإعلان الاستيلاء على السلطة.
وأضاف: "إنهم سيقاتلون قوات الدعم السريع للنهاية حتى لو بقي آخر جندي في القوات المسلحة"، في حين نشر مجلس السيادة الانتقالي على حسابه في منصات التواصل الاجتماعي مشاهد لزيارة البرهان لمدينة المناقل بولاية الجزيرة.
في المقابل، دعا "يوسف عزت"، المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في السودان، إلى وقف الحرب الدائرة في البلاد فورًا، معتبرًا أن الأمر صار ضرورة.
وقال عزت: "إن من أشعلوا الحرب لم يتصورا استمرارها، ولا أن يدفع الشعب السوداني ثمن ما سماها طموحاتهم البائسة"، مضيفًا: "إن استمرار الحرب لن يحقق سلطةً لأي طرف عسكري أو سياسي، وإن حماية المدنيين واجب مقدم على أي حلول أخرى". (İLKHA)