وقد افتتح المؤتمر د. طارق الزمر رئيس مركز حريات بكلمة المركز التي أكد فيها ان المقاومة الشعبية التي تجسدت في أبرز مظاهر نجاحها في "طوفان الأقصى" هي رد الشعوب الطبيعي والتلقائي على الهزيمة المرة للجيوش العربية في الخامس من حزيران/ يونيو، والإعلان عن إفلاس النظام العربي، وفشله في التصدي للمشروع الصهيوني، وقد أشاد بصمود المقاومة لما يقرب من 8 شهور في مواجهة حرب عدوانية إسرائيلية أمريكية، مدعومة غربيًا بشكل كامل، في الوقت الذي أدان هزيمة الجيوش العربية في 6 ساعات، وهو ما رتب احتلال عدة دول ومساحات كبيرة من الأراضي العربية.
ومن هنا أصبحت المقاومة الشعبية لها مبرراتها وأسبابها، حيث التقطت الشعوب الإشارة، وتقدمت وتسلمت الراية، لتدير بنفسها مقاومة شعبية مخلصة، أخذت في التوسع واستثمار الفرص، حتى بلغت ذروتها في "طوفان الأقصى"، الذي زلزل كثيرًا من الثوابت في منطقتنا بل والعالم، ودشن لعصر جديد، وجعل ثقافة المقاومة ثقافة عامة في أرجاء العالم العربي والإسلامي، وذلك بعد أن تبين أنها الطريقُ الوحيد للتخلص من احتلال المشروع الصهيوني، ومن التبعية الغربية المهينة التي يستلزمها في أرجاء منطقتنا.
وبرغم أن "طوفان الأقصى" قد أسس لعصر جديد، طوى صفحة الخامس من حزيران/ يونيو.. عصر جديد انتهت فيه الهزائم إلى غير رجعة.. عصر جديد تمت فيه محاصرة المشروع الصهيوني في العالم كله لأول مرة.. إلا أن ذكرى هذه الهزيمة المرة يجب أن تظل حاضرة، لمراجعة أسبابها، المتعلقة بطبيعة النظم السياسية التي أنتجتها، ولاتزال تصر على تكريسها، ولاستخلاص الدروس والعبر من وقائعها، وهو ما يوجب مراجعة التهديدات التي لاتزال حاضرة، ولا يزال يتعرض لها الأمن القومي العربي والإسلامي، والتي تتجلي اليوم في أخطر مظاهرها في العدوان الهمجي على غزة، وحرب الإبادة التي لا تتوقف، برغم التحذيرات والنداءات الدولية: السياسية، والدبلوماسية، والقانونية، والقضائية.
وقد تناول د. سامي العريان - مدير مركز الإسلام والشئون الدولية - في مشاركته في المؤتمر: "المسارات الاستراتيجية اللازمة لمناصرة فلسطين ودفع أخطار الأمن القومي العربي والإسلامي" وأكد فيها على خطورة المشروع الصهيوني الوظيفي على الأمة كلها، وأن وجوده في فلسطين هو لأداء هذه الوظيفة، نيابة عن التحالف الغربي الذي لايزال يستهدفها، وأن القضية الفلسطينية قد أصبحت بالفعل قضية عالمية وهو ما يستلزم استثمار هذه الفرصة التاريخية لهزيمة المشروع الصهيوني.
أما د. رفيق عبد السلام - وزير الخارجية التونسي الأسبق - فقد تعرض في مشاركته "لأهم مظاهر العجز العربي التي كشف عنها طوفان الأقصى" حيث أشار إلى انه قد تم التأسيس لهذا العجز باتفاقية "سايكس بيكو" التي كانت ضرورية لوعد "بلفور" الذي أسس للكيان الصهيوني بالمنطقة، والأخطر من ذلك هو تأسيس بعض الحكومات العربية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني، في الوقت الذي يعتبرون تركيا أو إيران أو الإسلام السياسي، هم من يمثل الخطر على الأمن القومي العربي.
وقد تناول في مداخلة د. محمد عماد صابر - رئيس منتدى برلمانيون من أجل الحرية -: "تهديدات الأمن القومي الموجهة لمصر" ولاسيما في عدوانه الأخير على رفح واحتلاله لمحور فيلادلفيا وقتله للجنود المصريين.
•وفي كلمته تعرض د. أحمد طعمة- الرئيس السابق لحكومة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية- "لتهديدات الحرب على غزة للأمن القومي في سوريا والأردن ولبنان" وقد أكد على أن هزيمة حزيران/ يونيو برغم مراراتها كانت بمثابة عودة لوعي الشعوب حتى وصلنا لطرفان الأقصى.
وفي مشاركة أ. ماهر زيد - النائب السابق بمجلس الشعب التونسي ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان ورئيس المنظمة الوطنية لمكافحة الفساد - تناول: "اتفاقات أبراهام ومدى استهدافها للأمن القومي العربي".. وجاءت مشاركة أ. إسلام لطفي - المحامي المصري وأحد قادة ائتلاف شباب ثورة كانون الثاني/ يناير- عن "الدور الواجب على مصر والأردن لمقاومة مشروع التهجير القسري. (İLKHA)