كتب الأستاذ سعد الله أيدن عن أطفال غزة وبطولاتهم:
إن الأمة تتعلم من الشعب الفلسطيني العزة، والعيش بشرف، والتحلّي بالشجاعة والإيمان. ناهيك عن الرجال والنساء الفلسطينيين والغزيين؛ حتى أطفالهم البالغين من العمر ثماني سنوات هم رموز للكرامة والإيمان والشجاعة. قلوبهم الصغيرة مليئة بالإيمان والقوة.
إن صرخات الإيمان والكرامة التي تنطلق من قلوب صغيرة تُشعرُنا نحن المسلمين -الضعفاء والعاجزين والجبناء والدنيويين والمهملين- بالعار. تُشعرنا أننا أشخاصٌ غافلون، نردد بعض الشعارات، نذرف بعض الدموع، ثم نتابع حياتنا اليومية مرتاحين، نضيع في صخب العالم وكأن شيئًا لم يكن، ولا ينقص شيء على معدتنا أو نومنا أو فرحنا هذا يجعلنا نخجل في أقل تقدير من كوننا مسلمين.
وماذا عن إداراتنا... قادتنا ورؤسائنا وحكامنا لا أعرف ماذا أيضاً... رغم أن لديهم ملايين الجنود وعدد لا يُحصى من الطائرات الحربية والدبابات والمدافع والصواريخ، إلا أنهم لا يصدرون سوى الضجيج والصراخ، ويوجهون كل أنواع الشتائم إلى العصابات الصهيونية وكأنهم مسؤولون في المنظمات غير حكومية، فهل يُعقل ان يكتقي الحكّام بالشتم اللّعن؟! كيف يظهرون على الشاشات بلا خجل ويتحدثون بينما أطفال الأمة، أطفال في المهد، يُحرقون أحياء؟ بأي ضمير يمكنهم الذهاب إلى الفراش والنوم بشكل مريح، ويتناولون ما لذّ وطاب من الأطعمة دون أن يغصوا خجلاً؟
كيف يتحدثون عن استقلالهم وقوتهم دون أن يخجلوا؟! ويتباهو بقدرتهم؟ كيف يتحدثون عن العدالة والحرية ولا أعرف عن ماذا أيضًا؟
شاهد صرخة هذا الطفل البالغ من العمر سبع سنوات! كلماته مليئة بالكرامة والشجاعة... يقولها بابتسامة، بثقة وإصرار كبير... فلنستمع ونذوب من الخجل... ففي رؤوسنا أبطال مزيفون ، رسل حرية مزيفون، ثوريون مزيفون، يخافون من ظل الصهاينة رغم أنهم يتباهون بقوتهم وتقنياتهم، عندما يستمعون لهذا الطفل ألا يشعرون بالخجل. نعم، على الأقل يجب أن يصمتوا، وعليهم أن يتخلوا عن بطولاتهم الزائفة..
طفلة من غزة في السابعة من عمرها.. طفلة جميلة.. ملاك حلوة حنونة مبتسمة دائماً.. ربما انضمت الآن إلى قافلة الشهداء وعانقت السماء مثل إخوتها الصغار. ربما أُحرق في الخيام التي هاجمها الأوغاد الصهاينة... من يدري... أليس عشرات الأطفال الأبرياء يستشهدون كل يوم بسبب هجمات الصهاينة الدنيئة؟
وذاك الطفل الصغير، الذي لم أتمكن من معرفة اسمه ومصيره، يظهر في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يبتسم ويقول بقوة وثبات:
"لو قالوا لي اذهب إلى مكان آخر، فلن أذهب أبدًا! ولو أعطوني الآلاف من الدولارات، أو حتى الملايين، فلن أذهب أبدًا! حتى لو قصفت إسرائيل هذا المكان، فلن أذهب! هل يمكن أن أخاف منهم؟ هم جبناء... إذا لم تكن هناك طائرات حربية، فهم لا يساوون شيئًا! يحاولون طردنا، لكننا لن نذهب! بغض النظر عما يحدث، لن نذهب! هذا وطن أجدادنا، ولن نذهب! سنصمد، سنصمد، وسنصمد، مرة أخرى! لا أخاف من الأسلحة، أو الصواريخ، أو القنابل! إنما أخاف من الله فقط! هو من يحمينا! إذا مت، فسأموت في وطني! سأكون شهيدًا هنا!"
يبلغ هذا الطفل الصغير من العمر سبع سنوات... فما يجب علينا إما ننهض بكرامة أو نظل في هذا الذل، نبكي مثل النساء، ونتحسر وكأننا أموات أحياء...(İLKHA)