ذكر بيانٌ صادرٌ عن مؤسسات وهيئات علماء المسلمين، من ثلاثين دولة؛ أن ممثلين عنهم التقوا، برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس "إسماعيل هنية" في جلسة استمرت لمدة يومٍ كامل، وذلك في يوم الـ25 من ذي القعدة 1445هـ، الموافق لـ2 من شهر حزيران / يونيو 2024 م.
هذا وجاء نص البيان الصادر بعد هذا اللقاء كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المجاهدين وعلى آل بيته الطيبين وأصحابه أجمعين؛ وبعد:
فإنّ وفوداً من علماء الأمة الإسلامية يمثلون مؤسسات وهيئات العلماء في ثلاثين دولة قد التقوا على مدار يوم كاملٍ يوم الأحد 25 ذي القعدة 1445هـ / الموافق لـ 02 يونيو 2024 مـ في اجتماعٍ هو الأول من نوعه مع القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية - حـمـاس - برئاسة الأخ المجاهد إسماعيل هنيَّة منذ انطلاق طوفان الأقصى المبارك، إذ بحث اللقاء القضايا المتعلقة بطوفان الأقصى والقدس وفلسطين، مع بيان أهم المستجدات والتطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والواجبات تجاهها، وقد توجه الحضور بالدعاء لله تعالى أن يتقبل برحمته شهداء طوفان الأقصى، وأن يمنَّ بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وأن يربط على قلوب أهلنا الصابرين المرابطين على ارض غزة، وأن يثبِّت المُـقاومين المجاهدين في غزة وخارجها.
وبناءً على مجريات اللقاء فإن علماء الأمة الإسلاميّة بما يمثلون من مؤسسات وهيئات يؤكدون الآتي:
أولاً: الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في جهاده الواجب ومقاومته ضدَّ العدو الصهيوني الغاصب، وأن علماء الأمة جزء من هذه المعركة يدًا بيد مع المجاهدين الذين يحققون النكاية بالعدو ويوقعون به الإيلام المبارك ويذودون بجهادهم عن الأمة الإسلاميّة جمعاء.
ثانياً: أنَّ حركة المقاومة الإسلامية حماس وجميع فصائل المقاومة على أرض فلسطين هي حركات تحرر وطني وعنوان الجهاد المبرور في الأمة وأنها تمثل ضمير الأمة وتطلعاتها في التحرير والتمكين، وأنّ كل محاولات الطعن بها من جهاتٍ أو كياناتٍ أو وسائل إعلام ما هي إلا خدمة للعدو الصهيوني في حربه الإجراميّة.
ثالثاً: أن القدس والمسجد الأقصى المبارك هما محور الصراع بين الأمة الإسلامية والكيان الصهيوني وداعميه، فعلى الأمة بمؤسساتها وشرائحها كافة أن تضطلع بمسؤوليتها التاريخية وواجبها الشرعي في العمل على تحرير فلسطين والمسجد الأقصى ومواجهة المخاطر التي تتهدد مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: ضرورة استثمار المتغيرات والتحولات الكبرى التي أحدثتها معركة طوفان الأقصى استراتيجياً وحضارياً ويدعون أبناء الأمة الإسلاميّة أن يكونوا على الجانب الصحيح من التاريخ فإن المشروع الصهيوني يشهد نهاياته على أيدي المجاهدين الأبطال وأخيار الأمة وأحرار العالم؛ فطوبى لمن كان في سفينة الحق والجهاد في سبيل الله تعالى في مواجهة العلو والإفساد الصّهيونيّ.
خامساً: وجوب العملُ على توحيد الأمَّة الإسلامية بجميع مكوناتها في مواجهة العدوِّ وحلفائِه، ونبذ النزاعات التي تعمق الشروخ وتزيد الفرقة، فالعدو يستهدف بيضتها بمكوناتها وتياراتها كافة، مما يوجب شرعًا وعقلًا مواجهته بقواها كافة.
سادساً: تحريم التطبيع مع العدوِّ الصهيونيّ بكلِّ صوره وأشكاله، وتفعيل المقاطعة الشاملة للمؤسسات الداعمة للكيان الصهيوني، والمؤسسات المطبعة معه.
وأخيراً فإن العلماء يوجهون التحيّة لأهلنا في غزة نساءً ورجالاً وأطفالاً، شباباً وشيبا، كما يحيّون المجاهدين القابضين على زناد المواجهة، ويجددون ثقتهم في قيادة المقاومة ويؤكدون دعمهم التام لها في معركتها الميدانية ومعركتها السياسية التفاوضيّة للوصول إلى وقفِ حربِ الإبادة الجماعية، والانسحاب الكامل لقوات العدو من غزة، والإعمار وإنهاء الحصار، وصفقة تبادل أسرى جادَّة تُنهي معاناة الأسرى في سجون الاحتلال.
قال سبحانه وتعالى: "وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ". (İLKHA)