كتب الأستاذ عبد الله أصلان عن مشكلة الكلاب الضّالة المنشرة في المناطق السكنية:
أحد بنود جدول الأعمال الرئيسية في البلاد اليوم هو الكلاب الضّالة، لا بد أن عدد الكلاب الضالة قد زاد مؤخرًا، لأن هجماتهم هنا وهناك زادت أيضًا بسبب القوة التي يكتسبونها من وجودهم معًا.
تهاجم الكلاب في مجموعات كبيرة الأشخاص الذين تجدهم بمفردهم وقد تصيبهم أو تقتلهم.
كما لوحظ أن بعض الأشخاص الذين فروا من الكلاب لقوا حتفهم بسبب دهسهم من قبل المركبات المارة.
في ضوء هذا الجدل الداخلي والخارجي الكثيف حول هذه المسألة، فإن التحدث عن الكلاب بهذا القدر يشير إلى حجم المشكلة، وبطبيعة الحال عندما تكون هناك مشكلة يتعرّض لها البشر ويتأذون منها، يبحث الناس عن الحلول، لأنه في النهاية يبقى البشر هم أثمن المخلوقات.
ومن أجل التوصل إلى حل، قدم حزب العدالة والتنمية أولاً ومن ثم حزب الهدى مقترحات تشريعية إلى البرلمان، ولكن كما هو الحال دائمًا عندما يتعلق الأمر بالكلاب، تبدأ اعتراضات المتنفذين والتي تكره البشرية تزداد، حيث بدأوا في ضخ مشاعر الكراهية من كل جانب بوكأنهم يقولون كيف يمكنكم التفكير في "حل" لهؤلاء "الكائنات".
عندما يتعلق الأمر بالعدل والحق، يبدو أنهم يدافعون بشدة عن حقوق الجميع في الحياة وحرية السفر والسّلامة، ومع ذلك يعارضون بشدة أي خطوات تتعلق بسلامة الإنسان.
أولئك المنغلقين على الحلول المطروحة دون أن يُفكّروا بالأطفال والشباب والشيوخ الذين مُزقت أجسادهم نتيجة اعتداءات الكلاب، لا يُمكن ان يكونوا إلى جانب حقوق الإنسان بالعدالة والحرية والأمن.
ومن المثير للاهتمام أنهم يكونون على هذا النحو فقط عندما يتعلق الأمر بالكلاب أو القطط، بينما لم "يقاتلوا" بهذه الطريقة من أجل ملايين الدجاج الذين تم إعدامهم، ولم نرى هذه المعارضة منهم تجاه ملايين المواشي التي سيتم إعدامها في جميع أنحاء العالم بسبب تلوث الهواء.
عند الحديث عن هذا الموضوع، يجب ألّا يُفهم كما لو أن لدينا مشكلة مع الحيوانات غير الضارة، لأنه لا يوجد شيء من هذا القبيل على الإطلاق.
أقول إنه عندمايكون هناك ضرر يلحق بالبيئة فلابد من إيجاد حل له، ولا يهم حتى لو كان الإنسان هو الذي يسبب الضرر؛ وينبغي أن ينال النافع ثوابه، وأن ينال الضار عقابه، أو على الأقل ينبغي اتخاذ تدابير لمنع الضرر.
فلو أن الكلب ينتظر خروفاً ليلد في الغابة بالتأكيد لن يأخذ هذا الاهتمام نفسه، ولا يمكن تشبيهه بالبحث عن حلول لمشاكل الكلاب الضالة الجماعية في المدن.
وبهذا المعنى فإن معارضة مقترحات الحل المقدمة إلى البرلمان بحجّة الحب للحيوان، إنّما هو في الحقيقة عداوة تجاه الإنسان.
الحل الذي يتعلق بتخدير الحيوانات الضارة هو طريقة تطبقها العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والسويد، لكني لا أقول بالضرورة أنه يجب أن يتم تخديرها؛ بل أقول أنه يجب العثور على الحل وتطبيق الطرق التي تحمي الناس من أضرار الكلاب العدوانية، وإذا كان الحل الأخير هو التخدير، فليكن كذلك.(İLKHA)