تحدّث الأستاذ محمد كوكطاش في مقالته عن أعداء المسلمين، من هم ومتى نتخذ أي شخص كعدو:
بالطبع، يجب أن نتحدث ونكتب في هذا الموضوع برويّة وهدوء، ونبتعد عن الغضب والعاطفة، فهذه النقطة أساسية.
هل للمسلمين أعداء؟ ومن هم؟ وهل هذا العداء دائم؟ وهل يمكن أن يتغير عداءنا لشخص ما؟ وما هي المعايير التي يمكننا استخدامها لاعتبار شخص ما عدوًا؟
هل اليهود هم أعداء المسلمين منذ البداية؟
من هم المسيحيون؟ ومن هم الصليبيون؟ وما هو الغرب؟ ومن هو الغربي؟
يتطلب العصر الذي نعيش فيه معرفة العالم الخارجي بشكل أفضل بكثير من الفترات السابقة، وتقييمه بأسس صحيحة وعادلة.
يتعين علينا تصنيف وتعريف العالم الخارجي بشكل جيد جدًا، ثم وضع الأمور في مكانها بناءً على منظور قرآني، ومن ثم معرفة كيفية التعامل المناسب مع كل فئة.
عدونا الدائم هو الشيطان.
بداية يجب أن نعلم أن عداوة المسلم الدائمة إنما هي للشيطان.
"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا" (فاطر6)
" أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلً" (الكهف 50)
عداؤنا للناس..
عندما نتحدث عن التعامل مع الناس وتحديد الأعداء، فإن عداءنا للبشر في الأساس هو انحراف يمكن أن يتغير في أي وقت، وقد يكون مؤقتًا حسب الظروف.
نحن نكره البشر لصفاتهم السيئة التي يكتسبونها لاحقًا ولتجسيدها في الأعمال، وبما أن تغير هذه الصفات ممكن، فإن عداءنا للبشر قابل للتغيير والتحول.
"عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الممتحنة7)
وليس غرضنا من تغييرهم أن يتبنوا أفكارنا و ديننا بشكل كامل.
لا عداوة إلا للظّالمين
لنتمكن من إعلان العداء للناس، يجب أن يكونوا قد وصلوا إلى أقصى حد في القسوة والفساد، هذا الحد هو حد الظلم، عندما يبلغ الناس حد الظلم في أفعالهم ضدنا، وعندما يبدأون في الظلم، فإننا في هذا الوقت نعلن العداء لهم ونعلم أننا ملزمون بفعل ما يجب فعله مع هؤلاء.
"فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" (البقرة 193)
"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (الحج 39)
الظالمون قد يكونوا من داخل المسلمين وليس فقط من خارجهم. فعلى سبيل المثال، السجون في البلدان الإسلامية مليئة بالمسلمين الذين ينتمون إلى التفكير التوحيدي. وقد يكون الظالمون ليسوا فقط في المناصب الحكومية بل أيضًا خارجها.
الجماعات الكافرة المختلفة في ضوء سورة الممتحنة
وفي الواقع، فإن هذه السورة لا تصنف الكافرين فيما بينهم بطريقة جميلة فحسب، بل تضع أيضًا قواعد إلهية حول كيفية موقفنا تجاه كل منهم.
الطائفة الأولى من الكفار، مشركو مكة:
وهم أعداء الله والمسلمين.
لقد كذبوا بالدين الحق الذي أرسله الله،
لقد أخرجوا رسول الله وأصحابه من مكة ظُلماٍ لمجرد أنهم قالوا ربنا الله.
إن محبتهم والتصرف بطريقة تُشعرهم بالحب، يعني الانحراف عن الطريق المستقيم.
المبادئ الرئيسية لهذا المثال هي:
التحرر من هؤلاء الكفار، والانفصال عنهم إيمانًا وعقيدةً، والتخلّص منهم، والابتعاد عنهم، ورفض آلهتهم، إبراز الهوية التوحيدية في وجههم، و بغضهم حتى يؤمنوا بالله وحده مثلكم.
المجموعة الثانية: الكفار الذين لا يقاتلون المؤمنين
الذين لا يقاتلون المؤمنين في دينهم
الذين لا يخرجون المؤمنين من ديارهم.
فإن الله تعالى لا يمنع المؤمنين من الإحسان إليهم.
ولا يمنع معاملتهم بالعدل.
عندما يتم النظر في هذه النقطة بعناية، فإنها تتطلب من المؤمنين أن يكونوا في مركز مهيمن حيث هم.
وبهذه المشاعر، جمعة مباركة للجميع!(İLKHA)