أصدر مجلس إدارة "جامعة غرناطة"، الذي انعقد، أمس الجمعة، في جلسة غير عادية، قراراً ينصّ على إلغاء الاتفاقيات الأكاديمية والبحثية مع الجامعات الصهيونية تصميماً من الجامعة على ممارسة الضغوط، في إطار صلاحياتها، من أجل وقف المجزرة، وبالتالي الوصول إلى وقف العمليات العسكرية أو الإدانة الصارمة لانتهاكات حقوق الإنسان.
ويأتي هذا القرار، كما أكّدت إدارة الجامعة في بيان أصدرته أمس، انطلاقاً من التزامها بالسلام والعدالة الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان والتعاون بين الشعوب، مؤكدةً أن هذا الالتزام موجود في النظام الداخلي للجامعة، والذي ينصّ على مشاركة المجتمع الجامعي في الأنشطة والمشاريع المتعلّقة بتعزيز الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية والسلام والإدماج، فضلاً عن أهداف التنمية المستدامة.
ونصّ القرار على تعليق تنقّل الطلاب الوافدين والمغادرين، إضافة إلى أعضاء الهيئة التدريسية والبحث والموظّفين الفنيّين والإداريين والخدميّين مع الجامعات الصهيونية، وتحديداً اتفاقيات التنقّل الثنائية (إيراسموس)، كما تمّ تعليق اتفاقيات التدريس والدورات الصيفية الموقّعة مع "جامعة بال إيلان" و"جامعة تل أبيب".
ونصّ القرار على أنّ جامعة غرناطة لن توقّع اتفاقيات جديدة، ولن تُشارك في مشاريع تعاون أكاديمي دولية جديدة مع الجامعات الصهيونية.
في المقابل، سيتم تكثيف العلاقات مع الجامعات الفلسطينية والتعاون مع المنظّمات غير الحكومية العاملة على الأرض لمساعدة واستضافة الطلّاب والباحثين والأساتذة الفلسطينيّين، وكذلك الطلاب والباحثين والأساتذة الذين تعرّضوا للانتقام، بغضّ النظر عن جنسيتهم، بسبب معارضتهم للمجزرة.
وتضمّن القرار، أيضاً، تعليق التعاون العلمي والتقني مع المؤسّسات الصهيونية، ضمن اتحادات البحث التي تروّج لها "المفوضية الأوروبية" وتشارك فيها "جامعة غرناطة"، ومع أيّ اتحاد فيه شريكٌ صهيوني، إضافةً إلى تجنُّب استغلال البنية التحتية العلمية للجامعة من قبل طواقم البحث من هذه الاتحادات، وتعليق الإقامات البحثية الواردة والصادرة.
وفي الإطار نفسه، لن تشارك الجامعة في اتفاقيات مشاريع بحثية جديدة بالتعاون مع جامعات أو منظّمات أو مؤسّسات تابعة للاحتلال.
تأتي الخطوة في سياق الحراك الشعبي المتضامن مع فلسطين والرافض للإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال، والذي شهدته جامعة غرناطة والمدينة بشكل عام؛ حيث شهدت الجامعة اعتصامات طلّابية مطالبة بقطع العلاقات الأكاديمية والبحثية مع كيان الاحتلال.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أصدر مجلس الجامعات الإسبانية، الذي يضم 76 جامعة، بيانًا أدان فيه العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
كما أعلنت جامعة برشلونة، هذا الشهر، قطع العلاقات مع الكيان المحتل، استجابة لمناشدات من طلبتها المعتصمين تضامنًا مع فلسطين.
وتأتي هذه المواقف، امتدادًا لقرارات وتصريحات سابقة شهدتها إسبانيا ضد العدوان الصهيوني.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدرت بلدية برشلونة قرارًا بقطع علاقاتها المؤسساتية مع الكيان الصهيوني احتجاجًا على العدوان على غزة.
كما كرر رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز"، تأكيده على أن بلاده بصدد الاعتراف بدولة فلسطين، داعيًا إلى هدنة دائمة في قطاع غزة. (İLKHA)