تحدث الأستاذ أوزقان يامان عن أمراض القلوب و أثرها على حال الأمّة اليوم:
"فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ" المائدة 52
وهذه واحدة من الآيات الكثيرة التي تفسر الوضع الحالي في فلسطين، فتحدثت الآية عن أولئك الذين لديهم أمراض في قلوبهم.
مثل ماذا؟
مثل الذين يقعون بين نارين، فلا يمكنهم تبنّي الأفكار الغربية كلياً ولا يريدون التخلّي عن قيمهم تماماً، بل يحاولون أن يجدوا توازنًا بينهما.
مثل التفكير في أن الخوف سيحول بيننا وبين الموت، أو مثل عدم الخوف من الله، بل الخوف من ألّايفي الله وعده (معاذ الله).
مثل مثل التفكير في أن العنصرية والقومية السلبية والقومية المستهلكة هي الحل الأفضل لمستقبل الشعب.
مثل أولئك الذين يدعون لرفع أسعارالفائدة المتمثلة بالربا ، بدلاً من الدعاء للتخلص من منها.
مثل التعامل مع النخبة و المشهورين بطريقة لائقة، ومع الأجانب و الفقراء بطريقة جافّة.
مثل تعظيم الكفّار وتكريمهم، بينما يُطرَح الصالحون جانبًا بتعليقات مثل "اصمت يا حاج".
ويكون المرض بدرجات، فهناك ما هو خفيف جدًا، ومنها ما هو حاد ومزمن.
أولاً وقبل كل شيء، وبما أن مشكلتنا تتعلق في المقام الأول بالإدارات، ينبغي أن نتحدث عن المسؤولين، لذا فإن الأمر الأهم هو أمراض القلوب التي أصابتهم، والتي يجب الانتباه إليها جيداً.
فعندما أعلنت تركيا أنها ستنهي التجارة مع نظام الاحتلال، ربما كان من المتوقع أن تشيد الدول الإسلامية الأخرى بهذا القرار وتعرب عن دعمها.
أو عندما قيل لعبيد الصهاينة القادمين من الغرب إن «حماس ليست منظمة إرهابية»، كان ينبغي أن تأتي رسائل التهنئة من حكام الدول الإسلامية الأخرى.
ولكن هناك بعض الأشخاص الذين أُصيبت قلوبهم بأكبر مرض وأعظمه، وهم الذين أصيبوا بمرض "خدمة المحتل".
إن الخوف من عدم دعم الصهاينة يجعلهم يخافون من يُلقوا مع كراسيهم في بئر نفط، أو أن يُغرَقوا في قاع البحر الذي غرق فيه فرعون.
هذا في الواقع أكثر من مجرد مرض.
انتقل لنا عن طريق الكتب قصة عن القديس المعروف باسم " السلطان بيردي " أو "شيخ الإسلام بيردي" الذي عاش في إسبرطة إيغردر في القرن 16.
كان هذا الرجل، عندما يذهب إلى المسجد، يلتقي بعدد كبير من الناس، لكنه لا يُلقي السلام إلا على عدد قليل منهم فقط. وعندما سَأله أحد تلاميذه عن سبب ذلك، قام بتمرير يده على عينيه، ثم أرسله إلى السوق، وعندما نظر هذا التلميذ إلى الناس في السوق، رأى أن بعض الناس كانوا يشبهون القرود، وبعضهم كانوا يشبهون الذئاب، وبعضهم كانوا يشبهون الكلاب، وبعضهم كانوا يشبهون الثعالب، وبعضهم كانوا يشبهون الخنازير. فعاد إلى شيخه مذهولاً مما رأى، فمرر الشيخ يده مرة أخرى على عينيه، ورجع إلى الحقيقة.
نقرأ في الأحاديث عن أن بعض البشر سيُبعثون يوم القيامة على هيئة القرود والخنازيرتبعاً للجرائم التي ارتكبوها أثناء وجودهم في الدنيا.
في الوقت الحالي، يبدو أن نهاية العالم قد حانت، ولم يعد هناك شيء مخفي، ولن نستغرب إذا قيل أن رؤساء الدول هم عملاء لهذه الشبكة الصهيونية.
باختصار، حتى يخفف ألم فلسطين، يجب أن يتمكن العالم الإسلامي من التخلص من الأمراض التي غطت جزءاً كبيراً من قلبه، ولن يتعافى العالم حتى يتم القضاء على اللعنة التي زُرعت فيه، ولن يعود العالم إلى طبيعته حتى يتم التضييق على أحفاد القردة و الخنازير و التخلص منهم.
نسأل الله الشفاء . (İLKHA)