كتب الأستاذ حسن ساباز في مقالته التي بيّن فيها أن الصهيونية والإرهاب وجهان لعملة واحدة:
بعض الدول الأوروبية تبذل جهداً كبيراً مؤخراً لتجريم الاحتجاجات المناهضة للنّظام الصهيوني الغاصب، وعلى الرغم من استخدام لغة حذرة في المظاهرات واستهداف نظام الاحتلال الصهيوني، وليس اليهود، إلا أن المتظاهرين أُتُهموا بمعاداة السامية، وعندما تتضح سخافة هذا الاتهام، فإنهم يزعمون هذه المرة أن "معاداة الصهيونية هي معاداة للسّامية" بل ويحاولون توسيع نطاق القوانين التي تهدف إلى معاقبة معاداة السامية، والتناقض واضح لدرجة أنهم أنفسهم يدركون أن هذا الإدّعاء ليس له أي مصداقية؛ لكن رغم ذلك يستمر الإجماع على تكريس هذه الكذبة.
كل شيء يصبح واضحاً عند بالنّظر إلى الواقع العمليّ، فالصهيونية هي احتلال، يسعى لإيجاد وطن لليهود، تم طرد الناس من منازلهم، وتعريضهم للإبادة الجماعية، وتم نفيهم بالقوة من أراضيهم.
الصهيونية لا تعترف بالقانون، فقد تم طرد الناس من منازلهم ليتم استيطان اليهود فيها، وتم الاستيلاء تدريجياً على المساجد وتحويلها إلى كُنس يهودية، واستفادوا من القوانين الفاشيّة التي وضِعت لهذا الغرض.
الصهيونية إرهاب، تم تأسيس الدولة اليهودية عن طريق أنشطة إرهابية، وتبرز أسماء ثلاثة منظمات في المصادر وهي: هاجاناه (1920-1948)، وإرجون (1931-1948)، و شتيرن (1937-1948)... قامت هذه المنظمات على مدار 28 عامًا بالعديد من الجرائم الوحشية والمجازر، وقد شغلت شخصيات بارزة في هذه المنظمات مناصب رئاسية ووزارية في النظام الإرهابي الذي تم إنشاؤه لاحقًا.
وعلى الرغم من كل المجازر والإبادة الجماعية، فإن أوروبا تسعى دائماً لتشويه المفاهيم والمساواة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية بموقف يمثل قمة التناقض والنفاق.
وقد بدأت في الآونة الأخيرة شخصيات سياسية - من الذين أدركوا هذا الواقع - برفع أصواتهم، فقد أدلى عضو البرلمان البلجيكي مارك بوتنغا بتصريحات ملفتة حول ما حدث في وقت سابق فقال:
"لماذا تطالبون بفرض عقوبات على إيران بسبب هجومها على إسرائيل، ولا تطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل؟ إسرائيل تقصف سوريا ولبنان وتقصف مستشفيات غزة، و في بعض الأحيان، تصل صواريخ إسرائيل إلى العراق، لماذا لا تعتبر إسرائيل إرهابية؟ لقد أرسلتم طائراتكم العسكرية والمقاتلات لحماية إسرائيل، لماذا لم تحموا أي طفل في غزة خلال الستة أشهر الماضية؟ هل قاعدة عسكرية إسرائيلية أكثر قيمة من 15ألف طفل فلسطيني؟ هذا التناقض في المعايير يدمّر جميع قيم الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن أن يستمر الأمر هكذا!"
في أوروبا التي تحكمها السياسة والبيرقراطية ووسائل الإعلام الخاضعة للنظام الصهيوني، فإن تعريف أعمال نظام الاحتلال بأنها "نشاط إرهابي" يتطلب شجاعة، ويبدو أن بعض قرر إظهار هذه الشجاعة و "المخاطرة بكل شيء".
وفي حين أن معارضة الإبادة الجماعية واتخاذ موقف إنساني أمر طبيعي وواجب على كل إنسان، لكن المؤسف أننا اليوم يجب أن نصفه بأنه "شجاعة"، فينبغي علينا رفع الصوت والتأكيد بشكل أكثر وضوحاً على أن الصهيونية هي في الواقع أحد الأشكال الملموسة للإرهاب.
كلمات رئيس حزب الهدى، زكريا يابيجي أوغلو، لها قيمة في هذا الصّدد حينما قال:
"معاداة الصهيونية هي مكافحة الإرهاب، معارضة الصهيونية هي معارضة للإرهاب، يجب على العالم أجمع، على كل الأحرار الذين لم يتخلّوا عن حريتهم ولم تستعبدهم الصهيونية العالمية، أن يرفعوا أصواتهم عالياً ويعارضوا هذا الإرهاب اللّاإنساني وهذه الإبادة الجماعية..."(İLKHA)