كتب الأستاذ "سعد الله آيدن" مقالة تحدّث فيها عن الحكومات الإسلامية و خضوعها للصهاينة جاء فيها:
بدايةً تجدر الإشارة إلى أنّ كونك صهيونياً لا يتطلب منك أن تكون يهودياً، كل من يخدم الصهاينة واللوبيات الصهيونية، يسترشد بها، يهتدي بها، ينفذ مشاريعها، ويحمي مصالحها، كل قائد أو مدير أو سياسي أو مثقف أو رأسمالي، بغض النظر عن دينه أو قوميته أو طائفته، هو صهيوني.
لقد أظهرت عملية طوفان الأقصى التي استمرت ثمانية أشهر أن غالبية الحكومات في العالم الحديث تقع تحت سيطرة وإشراف الصهاينة واللوبيات الصهيونية، فالصهاينة يحكمون في الواقع العديد من البلدان، من الدول الغربية إلى الدول الإسلامية، ومن أمريكا وإنجلترا إلى المملكة العربية السعودية والأردن.
وبعبارة أخرى، فإن العالم الحديث هو عالم يهيمن عليه الصهاينة، فالحضارة الغربية هي في الحقيقة حضارة صهيونية وليست حضارة مسيحية، إن العالم الغربي يقع تحت هيمنة الصهاينة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وثقافياً، والعالم الإسلامي، الذي يعتمد على العالم الغربي، يقع بالتالي تحت سيطرة الصهاينة.
ومنذ طوفان الأقصى، أصبحت هذه الحقيقة مقبولة بشكل متزايد من قبل الجميع، إن الحكومات في العالم الغربي والعالم الإسلامي، وحتى روسيا التي هي في حالة حرب مع الغرب، تقع تحت سيطرة اللوبيات الصهيونية، واللوبيات اليهودية والموساد، ورغم أن روسيا حليفاً اسمياً لسوريا ولها قواعد عسكرية في الأراضي السورية، إلا أنها لا تمنع هجمات وقصف الصهاينة على الأراضي السورية، رغم أنها تمتلك الإمكانيات، لكنها تغض الطرف.
أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وبقية الدول الغربية الأخرى، لا تتراجع عن تقديم المساعدة للصهيونيين، على الرغم من احتجاجات شعوبها، والاعتراضات من الطبقة المثقفة، وطلاب الجامعات، ورغم تعرض قيمها الحضارية الأساسية للانهيار.
لقد بدأت الشعوب الإسلامية الآن تدرك أن الحكومات في الدول الإسلامية تلتزم الصمت أمام كل هذه الأعمال الوحشية والمذابح والإبادة الجماعية، ليس بسبب جبنها أو رضاها عن ذلك أو خجلها، ولكن لأنها صديقة وداعمة للصهاينة، فهي تابعة لهم، ومدينة لهم بالبقاء في السلطة.
لقد تسبب طوفان الأقصى في هزة عنيفة وشكل تهديداً كبيراً لوجود النظام الصهيوني لدرجة أن الأنظمة الغربية والشرقية المعتمدة على الصهاينة، مزقت الأقنعة المزيفة عن وجوهها وطرحتها جانباً وكشفت عن وجوهها الصهيوني، رغم الخسائر والتكاليف الكبيرة التي تكبدتها بذلك.
وفي العالم الإسلامي على وجه الخصوص، كان الأمر أكثر إثارة للدهشة وحتى الرعب عند تمزيق الأقنعة المزيفة عن وجوههم، على سبيل المثال، الأردن والسعودية ومصر وما يسمى بالإدارة الفلسطينية برئاسة عباس وآخرين.. ففي مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الغربية، لم تتردد زوجة ملك الأردن في القول أنها تضع نفسها كل يوم مكان أم إسرائيلية تعتقل حماس ابنها وهي حزينة و مستاءة للغاية، وأعلن مسؤول كبير في السعودية أنهم ما زالوا مصممين على التطبيع مع إسرائيل، وكأن كل هذه الفظائع والمجازر لم تحدث على يد الصهاينة، أما ما يسمى بالإدارة الفلسطينية برئاسة عباس... فإن عباس لم يتردد في إعلان التزامهم بضمان أمن إسرائيل، المهم بالنسبة له ليس أمن شعبه، بل أمن الصهاينة الذين يذبحون شعبه... لأنه صهيوني أيضاً، ويدين بسلطته للصهاينة.
ولذلك فإن جماهير الشعب الواعية، والشرائح الإسلامية المهتمة بقضية القدس وحرية الأمة، مهما كان مذهبهم أو طائفتهم، ومهما كانت المشاكل التي حدثت بينهم في الماضي، عليهم أن يتّحِدوا فوراً ضد الجبهة الصهيونية ويشكّلوا جبهة القدس ويقدّموا كل أنواع الدعم لبعضهم البعض ويقاتلوا من أجل هزيمة الجبهة الصهيونية ويجب ألا يدّخروا أي جهد أو تضحية في سبيل ذلك.(İLKHA)