الأستاذ ناشد توتار: صمت العالم الإسلامي

انتقد الكاتب "ناشد توتار" الصمت المدقع للعالم الإسلامي على المجازر و الإبادة التي تشهدها غزة،وقارن بين ردة فعل العالم الغربي و ردة الفعل في العالم الإسلامي، محذراً مما سيؤول إليه الوضع في حال استمرار الصمت ....

Ekleme: 13.05.2024 17:51:22 / Güncelleme: 13.05.2024 17:51:22 / Arapça
Destek için 

تحدث الأستاذ "ناشد توتار" في مقالته عن صمت العالم الإسلامي، و إلى أين سيودي بنا هذا الصمت:

تستمر الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكثر من سبعة أشهر، وكانت قد اتسعت رقعة هذه الهجمات الإرهابية لتشمل مدينة رفح.

 تُعرض علينا صور المجازر التي سبّبتها القنابل التي تسقط من البر والبحر والجو كل يوم على أكثر من مليون ونصف مليون إنسان محاصرين في منطقة صغيرة، ورغم أن كل هذه المجازر والدمار والإبادة الجماعية التي تحدث في مكان يعتبر قلب العالم الإسلامي، إلا أن الجثة كادت تتكلّم، والعالم الإسلامي لم يُصدر أيّ صوت.

لقد تحولت المباني إلى أنقاض، وأُخرج منها الأطفال والرضع ممزقون، وصرخات الأمهات المفجوعة، ودموع الآباء .. كل هذا لم يكفِ لفتح أعين العالم الإسلامي العمياء، ردود أفعال ضعيفة، وتصريحات سياسية لا تتجاوز الإدانة، وتعريفات بالخطوط الحمراء، وغيرها من الأفعال التي لا يمكنها حتى أن تبطّئ من عجلة المجازر القاتلة، ناهيك عن وقفها. ويَثبُت كل يوم أن الصّراخ والتهديد والقول هذا خطنا الأحمر لا يعني شيئاً في مكان لا تستخدم فيه القوة. الصهاينة القتلة ليس لديهم لغة يفهمونها غير القوة، وللأسف مرت سنوات منذ أن نسيت الدول التي تمثل العالم الإسلامي هذه اللغة...

لقد فشل العالم الإسلامي ليس فقط بنظر الدول بل بنظر شعوبه ومنظماته غير الحكومية ومراكزه الثقافية و الفنية والجامعات في قضية غزة... بينما شعوب الغرب تخرج بمظاهرات تصل إلى الملايين وتردد شعارات مثل  "فلسطين حرة"، في العالم الإسلامي- باستثناء اليمن والأردن- لم ينجحوا بتنظيم تظاهرات يصل عددها إلى عشرات الآلاف فقط . في حين أن كولومبيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها تتخذ  خطوات فعلية ضد الشبكة الإرهابية، للأسف، لم يصدر أي إجراءات ممائلة من الدول الإسلامية، باستثناء عدد قليل من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الصهاينة. في الوقت الذي تحتج فيه الجامعات الغربية من أجل حرية فلسطين، ووقف الهجمات على غزة، وإقامة دولة فلسطينية من النهر إلى البحر، وتتعرض لعنف الشرطة، لم يكن هناك أي تحرك على هذا النطاق في جامعات الدول الإسلامية حتى الآن. وبينما يدين الفنانون الغربيون الشبكة الإرهابية ويدلون بتصريحات تدعم الفلسطينيين أثناء حصولهم على أرقى الجوائز، فإن فنانينا مع أنهم يبدون مثلنا، ولكنهم أكثر يهودية من اليهود أنفسهم، يبدأون خطابهم بمقدمات تنتقد حماس وتُظهر أنهم يشعرون بالأسف تجاه الأطفال اليهود.. 

ورغم أن المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكبها الشبكة الإرهابية هي قضية تهم الإنسانية جمعاء، إلا أن هذه القضية هي قضية العالم الإسلامي تحديداً، ومهمة كسر أيدي الشبكة الإرهابية وسحق رأسها تقع على عاتق العالم الإسلامي، ولم يعد هناك مبرر أو عذر لحكام الدول الإسلامية لالتزام الصمت وحرمان غزة من الدعم الفعلي والامتناع عن استخدام القوة العسكرية ضد الشبكة الإرهابية، لأن هذه الحرب هي حرب يشنها الصهاينة ضد الإسلام، لأن هذه الحرب هي حرب تخوضها الشبكة الإرهابية المسماة إسرائيل ضد شرف وكرامة وعزة جميع الدول الإسلامية، ممثلة في فلسطين وغزة، ولأن هذه الحرب هي حرب تشنها الشبكة الإرهابية على مقدسات الإسلام وشرف المسلمين وكرامتهم وعفتهم، وعلى الرغم من وضوح الأطراف، فإن قادة العالم الإسلامي يواصلون منع البلدان التي يمثلونها من الانحياز إلى أحد الطرفين من خلال اتخاذ موقف جبان ومشين ومخز، الخوف لا طائل منه، بطريقة أو بأخرى، ستنتشر نار غزة في كل الاتجاهات شيئاً فشيئاً،  وأولئك الذين اختاروا طرفاً مسبقاً سوف يتذوقون المجد، أما الذين لا زالوا يتخبطون سوف يتذوقون الذل والعار.

ومن الواضح أن اللغة الوحيدة التي تفهمها إسرائيل القاتلة هي القوة العسكرية والمسلحة، وطالما تم تأجيل استخدام هذه القوة، فإن صور المجازر من غزة ستظل تظهر أمامنا، وسيستمد الصهاينة البرابرة الشجاعة من ذلك ويحولون الجغرافيا الإسلامية إلى غزة شيئاً فشيئاً، وسنظل نشاهد بعيوننا نصر اليهود، فاليهود الذين لا يتجاوز عددهم العشرين مليوناً، سيسودون العالم الإسلامي الذي يبلغ تعداده ملياري نسمة. لا سمح الله!. (İLKHA)