كتب الأستاذ رياض مكاييف مقالة تحدّث فيها عن تقصير الأمة الإسلامية في تقديم العون للمجاهدين في غزة، ليصل إلى المغزى من نصب برج الساعة في مكة المكرمة ، فجاء في المقالة:
يتابع العالم المجازر في غزة وكأنه يشاهد فيلماً هوليودياً. وخاصة أن العالم الإسلامي لا يزال يلتزم الصمت بينما يُقتل إخوانه في الدين على يد الإرهابيين الصهاينة، والمسجد الأقصى المعروف بأنه ثالث أقدس مسجد في الإسلام، لا يزال تحت الاحتلال.
إنه لأمر محزن حقاً ومؤلم أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لتقديم المساعدات اللازمة لغزة، في فلسطين هناك مجاهدون، وخاصة في غزة، يقاتلون ضد المنظمة الإرهابية الإسرائيلية ويواصلون القتال، أتذكر... خلال الحرب الروسية الشيشانية، تم إرسال الغذاء و الدواء و الملابس إلى الشيشان، لكن الدّعم الذي يحتاجه المقاتلون ليس طعامًا وملابس مستعملة وأدوية، بل الأسلحة التي يملكها العدو، لتكون حرباً عادلة.
تتحول الحرب إلى إبادة جماعية عندما لا يملك طرفاً سوى الأسلحة التقليدية وقاذفات الصواريخ، لكن الطرف الآخر يمتلك أسلحة تتراوح بين الأسلحة النووية والطائرات والدبابات والسفن الحربية والصواريخ الباليستية وأنظمة الدفاع الجوية، وليس هذا فحسب، فعندما تدعم كل الدول الغربية المنظمة الإرهابية الإسرائيلية، تشتد هذه الحرب و تصبح أكثر عنفاً، وبحسب تقرير الأمم المتحدة، يموت طفل كل 10 دقائق في غزة، وليست هذه هي الحقيقة، بل في مثل هذه الحروب، في كلّ دقيقة تُؤخذ حياة، وتُمنع حياة من أن تولد، هذه هي الإبادة الجماعية...
والآن دعونا نغيّر الاتجاه قليلاً...
في الحرب الروسية الأوكرانية قدم الغرب لأوكرانيا كل أنواع الأسلحة لاستخدامها ضد روسيا، بالإضافة إلى ذلك قدم الدعم المادي والمعنوي أيضاً، وفتحت الأبواب للمواطنين المدنيين في مناطق الحرب وقدموا لهم كافة أنواع الدعم المادي، وتم تقديم مليارات الدولارات للجيش الأوكراني، وتوفير الطائرات والدبابات والصواريخ والقذائف الصاروخية والرصاص والإمدادات الطبية والتدريب ... هناك 4 دول تقدم الدعم لأوكرانيا رسميًا ضد روسيا، وهي بولندا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا، وفي فرنسا تضاعف إنتاج الأسلحة ثلاث مرات...
الشيء نفسه يحدث مع المنظمة الإرهابية الإسرائيلية، وبينما يفعل الغرب ذلك، نحن نتشارك صور ولقطات فيديو لبعض المنظمات غير الحكومية وهي توزع الحساء في غزة... متى نقدم السلاح للمجاهدين الذين يحفظون كرامتنا وشرفنا في غزة؟ لو كان لديهم أسلحة ثقيلة لاستخدامها ضد التنظيم الإرهابي لتغير مسار ومضمون هذه الحرب تماماً، بينما الغرب كله يستطيع أن يقدم الأسلحة لإسرائيل، لماذا لا يُسمح للدول الإسلامية بتقديم السلاح لفلسطين... لماذا لا توفر الدول الإسلامية بدءاً من تركيا الأسلحة اللازمة لمجاهدي غزة؟ إذا لم يكن لديهم أسلحة ضد الطائرات فإن الحرب ستدمر كل المدن والقرى... ستنهار البلاد و تغمرها الأنقاض.. لن تتحول المباني فقط إلى أنقاض، بل حتى النفوس البشرية ستصبح أنقاضاً أيضًا.. لا يغرّكم الصمود الذي يظهره أهل غزة، فهو نابع من إيمانهم بالله، ولكن عندما لا يرى الإنسان الدعم و تخذله أمّة بأكملها، فإن الركام المحيط به سيتحول تدريجياً إلى صدمات نفسية... دعونا نرسل الأسلحة، لا الطعام... لقد انهارت الإمبراطورية العثمانية.. و تُركت مكانها جمهورية علمانية ديمقراطية! وبدلاً من الإمبراطورية العثمانية! أنشأ البريطانيون خلافتهم الجديدة في شبه الجزيرة العربية وجلبوا آل سعود ليحكموها... وأخيراً نصبوا برج ساعة شبيه ببرج ساعة لندن في مكة، يحاولون أن يقولوا نحن حكام العالم، نحن ندير الشرق والغرب...
تحية لغزة، واصلي المقاومة! (İLKHA)