جاء في مقالة للأستاذ عبدالله أصلان تحدث فيها عن تطورات الوضاع في غزة :
ولا تزال قضية فلسطين وغزة قضية لكل ذي ضمير حي، هذه المرّة كان هدف الهمجيين المتوحشين هو مدينة رفح.
قاموا بشنّ هجوم فور إعلان حماس قبولها للاتفاق الذي تم التوصل إليه في المفاوضات التي جرت في القاهرة.
وقد تم شن الهجوم مباشرة بعد أن وافق جانب حماس "اقتراح وقف إطلاق النار" الذي قدمته مصر وقطر.
وهنا، ينبغي للدول الوسيطة أن يكون لديها بضع كلمات قويّة لتقولها للمعتدين الصهاينة، لكن للأسف لا تملك تلك الدول القوة أو الإرادة في الوقت الحالي لقول هكذا كلمات.
العدوان يزداد يومًا بعد يوم، وهذا التصعيد سيؤدي بالتأكيد إلى نهاية النظام الصهيوني، بإذن الله.
أعتقد أن الاحتجاجات في الدول الغربية ستكون مثالًا تحتذي به بعض المبادرات المدنية في العالم الإسلامي.
يوم الأحد الماضي، أقامت مؤسسة محبي النبي فعالية المولد النبوي في منطقة تجمع يني كابي بإسطنبول.
وفي حديثه في البرنامج، دعا الرئيس الفخري للمؤسسة محمد كوكطاش فرق كرة القدم والمنظمات المدنية الأخرى إلى الردّ وعدم التزام الصمت ضد هذه الوحشية.
وأصدر النظام الصهيوني بيانًا في 6 أيار/ مايو، طالب فيه بإخلاء بعض الأحياء الشرقية لمدينة رفح، هذه المدينة التي لجأ إليها السّكان الفلسطينيون النازحون قسراً.
ويقيم نحو 100 ألف فلسطيني في المنطقة التي سيتم إخلاؤها شرق رفح.
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اُضطر ما يقارب 1.5 مليون فلسطيني إلى الهجرة إلى منطقة رفح.
وتعتبر بوابة رفح الحدودية في غزة نقطة العبور الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية ونقطة العبور الوحيدة التي يستخدمها الفلسطينيون في غزة للذهاب إلى الخارج.
وقد أجبر المعتدون الصهاينة هؤلاء المظلومين -الذين عانوا أشدّ المعاناة و فقدوا أهلهم و أقاربهم – على الهجرة إلى منطقة رفح من خلال القصف الجوي الذي تعرضت له مناطقهم، و الآن يطلبون منهم إخلاء المنطقة، بمعنى آخر وكأـنهم يقولون لهم سنقتلكم أينما ذهبتم.
60% من أحياء غزة مدمرة، فأين يمكن لهذا الشعب المظلوم أن يلجأ، في هذه الجغرافيا الصغيرة؟!
ومنذ بدء المجازر استشهد 34.735 فلسطينياً، بينهم ما لا يقل عن 14.944 طفلاً، و9.849 امرأة، كما أصيب 78.108 فلسطينياً.
إن الاحتلال الإسرائيلي لا يعرف حدوداً للوحشية، يجب على المبادرات المدنية أن ترفع من مستوى ردود الفعل في كل مكان، آمل أن يكون اليوم الذي سينطق فيه الحجر و الشجر والأرض قريب، ليجعلوا العالم ضيقاً على الصهاينة المعتدين.
ومن المؤكد أن هذه الوحشيّة لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل، وإذا حدث ذلك، فلا بدّ أن القيامة أصبحت قريبة واقترب فناء البشرية.
ولو تنوعت ردود الفعل ضد الوحشية وانتشرت في جميع أنحاء العالم بما يكفي لتقييد هؤلاء الظالمين، فلن يفقد المحتلون في فلسطين حماسهم فحسب، بل سيفقد جميع مؤيديهم حماستهم. (İLKHA)