الأستاذ محمد كوكطاش: الجهاد و الرحمة لا ينفصلان

أكد الأستاذ محمد كوكطاش في مقاله أن الرسول ﷺ بعث رحمة للعالمين، ولكن لا يجب فصل السيف عن هذه الرحمة.

Ekleme: 04.05.2024 14:41:13 / Güncelleme: 04.05.2024 14:41:13 / Arapça
Destek için 

جاء في مقالة للأستاذ محمد كوكطاش تحدث فيها عن العلاقة بين الرحمة و الجهاد:

نتذكّر أنه قبل الآية في قوله تعالى "{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}" هناك آية تقول: "{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}" (سورة الأنبياء ١٠٥-١٠٧)

لكي تستطيع أن تكون رحمة للعالمين، يجب أن تسود تلك الأرض أولاً وتكون من ورثتها.

ولكي تظهر الرحمة وتتجلى الرأفة، يجب أن تكون حاضرة  بالجهاد.

لهذا أرسل الله نبيَّهُ إلى العالمين كرحمة ولكن بيده السيف؛ قال ﷺ: «بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري، ومَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهو منهم» (البخاري ،باب الجهاد)

 لا يمكن فصل السّيف عن الرحمة، فالرحمة والرأفة لا يمكن أن تظهرا من أولئك الذين لا يمكنهم السيطرة.

قبل حوالي أربعين عامًا، قلت "الجهاد والذكر لا ينفصلان" وكتبت كتيبًّا بهذا الاسم ونشرته، اليوم أقول وبنفس المشاعر و الأفكار " الجهاد و الرّحمة لا ينفصلان".

و نحن نُحيي اليوم ذكرى المولد النبوي، عندما نُذكِّر برسول الله ﷺ  كـ "قائد الجهاد"، لا ننسى أنه في الوقت نفسه هو رحمة للعالمين، بالفعل، يجب ألا نغفل عن أن آيات الأخلاق الحسنة " أسوة حسنة " جاءت بين آيات الجهاد.

فالجهاد رحمة ورأفة ليس فقط للمؤمنين ولكن أيضًا لأولئك الذين لا يؤمنون، لأن السيف لا يحمي فقط الشخص الذي يحمله في يده، ولكن أيضا يحمي الآخرين.

أنشأ النبي محمد ﷺ أعظم حضارة في التاريخ في فترة قصيرة مدتها ثلاثة وعشرون عامًا، لكن الأرواح التي فقدها أصحابه وأعداؤه كانت قليلة جدًا بحيث تكمن معجزته الحقيقية وفضله هنا.

والحقيقة أنه في الوقت الذي كان ينبغي فيه إراقة الدماء والانتقام عند فتح مكة، لكن على العكس كان مشهداً تجلت فيه الرحمة والرأفة، ولكن لا ننسى أن هذه الرحمة والرأفة جاءت ممن في يده سيف.

بهذه المشاعر، أتمنى لنا و لكم جمعة مباركة(İLKHA)