كتب الأستاذ "محمد أوزجان" في مقالته عن الوضع الفلسطيني، والدور التركي في القضية الفلسطينية:
وزير الخارجية الأمريكي بلينكن موجود مرة أخرى في الأراضي المحتلة، في غضون سبعة أشهر قام بزيارته السّابعة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ربما لاحظتَ أن هذا الرجل يبدو وكأنه وزير الخارجيّة الإسرائيلي لا الأمريكي.
حسناً، هل تعرف من هو وزير خارجية ما يسمى إسرائيل؟ انتظر، لا تبحث في الإنترنت، سأخبرك، إنّه يسرائيل كاتس..
لم أكن أعرف ذلك أيضًا، لكنني تعرفت عليه من خلال رسالة إلكترونية غير لائقة نشرها باللغة التركية على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، ادعى في رسالته أن أردوغان هو رجل الإخوان المسلمين، وهدفه إسقاط إسرائيل واستعادة القدس، وأنه بذلك يُحرج إرث أتاتورك والشعب التركي.
وبالإضافة إلى الرسالة قام بنشر صورة حيث أن الصورة المركبة التي نشرها مع الرسالة كانت تشبه المسخ بدلاً من ما يسمى بوزير الخارجية، ألم تبدو إشارة هذا الصهيوني إلى أتاتورك مثيرة للاهتمام بالنسبة لك؟
ما دفع هذا الصهيوني المتشدّد لكتابة هذه الرسالة هو دعم الرئيس أردوغان لحركة حماس، حيث أعلن في مؤتمر منصة القدس البرلماني الدولي أن "حماس هي القوات المسلحة الفلسطينية". أهنئ الرئيس أردوغان من كل قلبي مرة أخرى على آرائه وخطاباته وإخلاصه للقضيّة الفلسطينية، وموقفه الثابت من حركة حماس التي تدافع عن أرضها المحتلّة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
على أي حال.. الحديث عن يسرائيل كاتس غير مهم، ماذا يفعل هذا الصهيوني؟!، فهو لا يملك اي أهميّة، ووزير الخارجية بلينكن لايزال يتابع نشاطاته الدبلوماسية المكثفة منذ عدة أشهر للعمل على مواصلة الحرب عندما تكون إسرائيل مرتاحة، وإبرام الهدن ووقف لإطلاق النار عندما تكون عاجزة.
في 1 أيار/ مايو، التقى بلينكن مرة أخرى مع هرتسوغ الصهيوني (ما يسمى بالرئيس). وكذب مرة أخرى بقوله إن حماس هي السبب الوحيد لعدم إجراء المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
على النقيض من ذلك، فإن حماس مهتمة أكثر بوقف دائم لإطلاق النار، ليس لعدم قدرتها على القتال، بل فقط لحماية شعبها من القتل والتهجير.
لقد شهد العالم بأسره أن موقف حماس منذ إطلاق سراح الأسرى كان موقفاً بنّاء، ومع ذلك، تصر إسرائيل على أن يكون وقف إطلاق النار مؤقتًا، وأن تستمر المجازر والإبادة الجماعية من حيث توقفت بعد إطلاق سراح أسراها.
إن هدف نظام الاحتلال - الذي لم يتمكن من تحرير أي من أسراه منذ اليوم الأول، ولم يهتم بذلك، ولم يتمكن من إظهار النجاح العسكري، وفقد آلاف الجنود والمعدات الضخمة- هدفهُ هو القضاء على حماس في غزة. لكنه لن ينجح في ذلك، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله هو ذبح الأطفال والنساء والمدنيين بأكثر الطرق وحشية، مما يثير ضمائر الإنسانية.
لم يبق أمام ذوي الضمائر الحيّة سوى عنوانٌ واحد يقصدوه لاتخاذ إجراءات من أجل غزّة هو الجامعات الأمريكية، حيث بدأت احتجاجات الطلاب في جميع جامعات البلاد تقريباً، لتضغط على الإدارة الأمريكية، إذا كنتم تتذكرون، قبل عشرة أيام، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل لدخول رفح، لكن بعد الاحتجاجات الطلابية التي أغرقت الولايات المتحدة في الفوضى، يقوم الصهيوني بلينكن، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية الإسرائيلي بالنيابة، هذه المرة بالتوسط للوصول إلى وقف لإطلاق النار هذه المرة.
قد تسفر محادثات وقف إطلاق النار في مصر عن نتائج اليوم وغداً. ومع ذلك، أعلن نتنياهو الإرهابي بعد زيارته السابعة إلى الأراضي المحتلّة بوساطة دبلوماسية مفتعلة لبلينكن، أنه سيهاجم رفح حيث يقيم المدنيون، بغض النظر عن أي نتيجة تخرج عن محادثات وقف إطلاق النار.
هذا يدل على أن دور الوساطة الأمريكية و اقتراحات الحل الثنائي كلّها لا قيمة لها!. الحقيقة هي أن نظام الاحتلال يريد أن يكمل المرحلة الأخيرة من الاحتلال من خلال تكثيف الإرهاب الذي يمارسه في الأراضي الفلسطينية منذ 100 عام من خلال كسر المقاومة في غزة، لا ينبغي أن يُسمح بهذا، إذا انتهت المقاومة في غزة، فستنتهي القضية الفلسطينية أيضًا.
الظرف الدولي يستغل عباس أو شخصيات مماثلة. في أحسن الاحوال سيكون عباس حاكم الدولة الصهيونية، لماذا؟ في خطابه في منتدى الرياض الاقتصادي قبل أيام، أثبت مرة أخرى عقليته القذرة بقوله إن "من حق إسرائيل أن تُحقق أمنها التّام، وهذا واجبنا".
على الرغم من موقف تركيا الداعم والحاضن للقضية الفلسطينية، إلا أن لديها تحفظات على تدخلها في الإبادة الجماعية بسبب القوى الإمبريالية التي تسيطر على النظام الدولي. ومع ذلك، كان هناك تطور مهم يوم الأربعاء، وكان تصريح وزير الخارجية هاكان فيدان بأنه "إننا في تركيا، ندعم قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل المحتلة في محكمة العدل الدولية" خطوة بالغة الأهمية.
لكن في الواقع، كان يمكن أن يكون هناك تدخل أكبر، حيث كان يجب الإصرار على ضمان الاعتراف بالدولة الفلسطينية في غزة حيث جرت مجازر بحجم إبادة جماعية وأثارت استياء العالم، ولا يجب أن تظل هذه الأراضي المباركة التي لها أواصر دينية معنا مخبأة في أرشيفنا معرّضة لاعتداءات الإرهابيين الصهاينة لفترة طويلة، كما يجب أن يتم تنفيذ "عملية سلام" مثل عملية السلام في قبرص التي نظمت في عام 1974 ردًا على ضغوط الإنجليز واليونانيين.
دعونا نتذكر فترة عملية السلام في قبرص...في عام 1974، اشتد التوتر بين اليونانيين والأتراك على الجزيرة، في ذلك الوقت كانت تركيا تحت حكم ائتلاف حزب السلام الوطني والحزب الجمهوري الشعبي، حاول رئيس الوزراء آنذاك "إجبت" إقناع "أرباكان" بالامتثال لقرار وقف إطلاق النار الذي اتخذه مجلس الأمن، ومع ذلك، رفض أرباكان الامتثال قائلاً "لماذا يجب أن نطيع؟ إذا كانت إسرائيل عدونا الأول تتجاهل ما يقرب من 100 قرار للأمم المتحدة، فماذا يحدث إذا لم نخضع؟ ألسنا نستحق الكثير؟ بالتأكيد لن يحدث ذلك أبدًا، سنستمر بالعملية." ونجحت العملية.
مرت 50 عامًا، أصبحت فيها قبرص جزء من الجمهورية التركية، رغماً عن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فإن تركيا عام 2024، التي وطأت قدمها "قرنها الجديد"، يمكنها إرسال قوات إلى فلسطين وإعلانها دولة.
"دع عائشة تأخذ إجازة؟" (İLKHA)