وقْف إطلاق النّار مع إسرائيل أمر غير مقبول...

أكد الكاتب "رياض مكاييف"، أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما من تديران الحرب على غزة وتحميان الاحتلال الصهيوني سياسيًا وعسكريًا، وتحاولان بشتى الوسائل إضعاف حركات المقاومة والقضاء عليها.

Ekleme: 01.05.2024 16:41:16 / Güncelleme: 01.05.2024 16:41:16 / Arapça
Destek için 

جاء في المقال الذي نشره الكاتب رياض مكاييف ما يلي: النّضال الكبير مستمرٌ في غزّة... وفي الوقت نفسه تستمر التّكهنات حول ما سَتؤول إليهِ الأوضاعُ في غزّة. فقد تمَّ تقديم عرضٍ لوقف إطلاق النّار لمدة 40 يومًا!  فوزيرُ الخارجيّة البريطانيّ ووزير الخارجيّة الأمريكي قدما هذا العرض إلى الرأي العام العالمي، مع محاولتِهما رسم صورة وكأن حماس هي من لا تريد وقف إطلاق النّار... لا يزالُ هذا العَرض مَطروحٌ على الطّاولة.. الشرط الأساسي هو إطلاق سراح الرّهائن الإسرائيليين. وهذا ما اعتبراهُ وزيرا الخارجيّة عرضاً سخياًّ؛ وقف إطلاق النار 40 يوماً مقابل إطلاق سراح الرهائن! لكنّهما أضافا على الفور: "لن يَتمّ وقف إطلاق النار حتى يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين".

لكن في حربٍ مستمرة منذ 75 عامًا ما هي الاتفاقية التي نفَذتها دولة إسرائيل الإرهابية، وما هو الوعد الذي أوفت به؟!.

 يتمُّ عرض وقف إطلاق النار لمدة 40 يومًا وسيتم إطلاق سراح جميع الرهائن. في حين أن هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في سجون الدّولة الإرهابية الإسرائيلية.. علاوة على ذلك، فهم يتعرضون للتّعذيب المُستَمرّ ويكبرون في السّجن.. ووزير الخارجية البريطاني كاميرون يصف ذلك بـ "العرض السخي".. ماذا سيقول كاميرون إذا شنّت الدّولة الإرهابية الإسرائيلية هجوماً أكبر بمجرد إطلاق سراح الأسرى؟ أقصى ما يُمكِنُ أن يصِلَ إليه أنه سيقول "نحن آسفون"... هذا النّضال لن ينتهي ولن ينتهي دون اتفاق سلام دائم والاعتراف بفلسطين كدولة... ينبغي عقد اتفاق السّلام ومفاوضات وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وليس مع دولة إسرائيل الإرهابية، فإسرائيل مجرد بيدق، إسرائيل تفعل ما تقولهُ الولايات المتحدة وإنجلترا. لم يكن هناك ولن يكون هناك أبدًا دولة اسمها إسرائيل في التاريخ، البريطانيون هم من أسّسوها، لذلك لا ينبغي مناقشة قضيّة فلسطين مع منظّمة إرهابيّة كإسرائيل، بل مع إنجلترا التي أنشأتها، وتَقومُ بإدارةِ أموالها. ولا يمكن لأحد أن يدّعي غير ذلك.

فإذا رجعنا بالذّاكرة قليلاً، من هي الأطرافُ التي كانت تتحاور في مفاوضات السّلام السوريّة؟ ومن تدخّل في محادثات السّلام الأوكرانيّة الروسيّة التي عُقدت في إسطنبول؟ بأموال من تحارِب أوكرانيا روسيا ومن يساعد أوكرانيا وإسرائيل بالسّلاح والمال؟ من هم الأشخاص الذين صوتوا ضدَّ قضيّة فلسطين في مجلس الأمن؟ من أراد نقل عاصمة الدّولة الإرهابيّة الإسرائيليّة إلى القدس؟ ولذلك فإن أي اتفاق يتم مع دولة إسرائيل الإرهابيّة لن يكون صالحاً في قضية فلسطين.. فإذا أردنا حلَّ القضيّة الفلسطينيّة فلا بد أن نلتقي بالقوى الحقيقيّة التي تقف وراء هذه القضيّة..

وإذا فكّرنا في الانتفاضة الطّلابيّة في الولايات المتحدة.. الحرب تُشنّ في غزة ومن قِبَل إسرائيل.. فلماذا يرفَعُ الطّلّاب لافتات "بايدن القاتل"؟ لأن السّبب الحقيقيّ لاستمرار الحرب هو الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فبينما نُقاطع البضائع الإسرائيليّة، نحتاج أيضًا إلى مقاطعة البضائع الأمريكيّة والبريطانيّة، لقد أُغلقت قنصليات الدّولة الإرهابية الإسرائيلية في إسطنبول، ولكن لا تَزالُ قنصليتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مفتوحتين.

بطبيعة الحال، الحرب ليست شيئاً جيّداً. حتى إنّ وقف إطلاق النّار ليوم واحد رُبّما سينقذ حياة شخص واحد على الأقل، ولكن كم من الوقت سيبقى هذا الناجي على قيدِ الحياة؟ هل هي 40 يومًا؟ هل فكرت يومًا ماذا سيحدث بعد 40 يومًا؟ إنهم بهذا العَرض يستهزئون بغزّة، هم لا يعتبرون سكّان غزّة بشراً، يريدون أن يوجّهوا الرأي العام العالمي كما يُريدون، وبذلك هم يستهزئون بالعالم بأسره، حماس ستتغلب عليهم بإذن الله.. حفنة من المجاهدين أرغمت الولايات المتحدة وإنجلترا وإسرائيل على الرّكوع، هناك رسالة واضحة في هذا، من يفهم سيفهم، ومن لا يفهم فهو بعيد كلَّ البُعد عن هذه القضية، فرجُ الله قريب جداً، تحيّة لغزة، واصلوا المقاومة(İLKHA)