يواصل الطلاب الجامعيون، الذين يعارضون الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل في غزة، احتجاجاتهم على الرغم من عنف الشرطة في أكثر من 20 جامعة، في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
واشتدت الاحتجاجات في بعض الجامعات، بما في ذلك جامعة كولومبيا، حيث بدأت الاحتجاجات فيها لأول مرة.
واحتج مئات المتظاهرين في مبنى بحرم جامعة "كولومبيا" في "مانهاتن" في وقت مبكر، اليوم الأربعاء.
وشكل المتظاهرون جداراً بشرياً أمام المبنى، وذكروا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم طالما لم يتم تلبية مطالبهم، بما في ذلك عدم تعامل الجامعة مع الشركات المرتبطة بالاحتلال، والكشف الشفاف عن جميع الأصول المالية، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، الذين صدر بحقهم عقوبات تأديبية.
وهدد مسؤولو الجامعة بأن الطلاب الذين يدخلون المبنى معرضون لخطر الطرد من الجامعة، وذكروا أنه تم منح المتظاهرين فرصة المغادرة بسلام وإكمال الفصل الدراسي.
وبعد شكوى الإدارة، قامت الشرطة باعتقال الطلاب المتظاهرين دعماً لفلسطين، الذين داهموا المبنى المذكور وكبلتهم خلف ظهورهم.
ومع تزايد التوترات، أعرب البيت الأبيض الراعي الأول للصهيونية عن استنكاره للتظاهرات في جامعة كولومبيا.
وقال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "إن الرئيس "بايدن" يعتقد أن الاستيلاء على مبنى في الحرم الجامعي بالقوة هو نهج خاطئ تماما؛ وهذا ليس مثالا على الاحتجاج السلمي، والاستيلاء على مبنى بالقوة أمر غير مقبول" وبتصريحاته هذه تجاهل التعليق على الإبادة الجماعية.
وقام طلاب جامعة "نورث كارولينا" بإنزال العلم الأمريكي ورفعوا العلم الفلسطيني
من ناحية أخرى، نظمت مظاهرات صباح اليوم في جامعة "نورث كارولينا" في "تشابل هيل"، وهو موقعٌ آخر للاحتجاجات، كما داهمت الشرطة الاعتصامات هنا، واعتقلت ما لا يقل عن 30 شخصا.
وفي وقت لاحقٍ من اليوم، عاد المتظاهرون إلى الحرم الجامعي واستبدلوا العلم الأمريكي في وسط الحرم الجامعي بالعلم الفلسطيني. وذكرت صحيفة الجامعية أن الطلاب ربطوا أذرعهم وشكلوا دائرة حول سارية العلم، ورفعوا أصواتهم، وهم يهتفون "الانتفاضة" و"فلسطين حرة".
وفي ولاية "أوريغون" بشمال غرب البلاد، استولى المتظاهرون على مكتبة في جامعة "ولاية بورتلاند" خلال الليل، ودعت إدارة الجامعة المتظاهرين إلى مغادرة المكتبة وطلبت المساعدة من الشرطة.
وتحولت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين إلى أعمال عنف في بعض الأماكن، وقالت السلطات إن الشرطة استخدمت معدات مكافحة الشغب ورذاذ الفلفل في وقت متأخر من الليل، في جامعة "فرجينيا كومنولث" في "ريتشموند" بعد أن هاجم المتظاهرون الشرطة، واستخدموا الرذاذ الكيميائي، على الضباط، وتم اعتقال 13 شخصًا، من بينهم ستة طلاب، بتهمة التجمع غير القانوني والتعدي على ممتلكات الغير.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أكثر من 1000 من المؤيدين الفلسطينيين اعتقلوا في أكثر من 20 حرم جامعي أمريكي، في الأيام الأخيرة منذ اندلاع الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في 18 نيسان/ أبريل.
وبينما تتصاعد التوترات في بعض الجامعات، يبدو أنها تتناقص في جامعات أخرى.
وتدخلت الشرطة اليوم وأنهت احتجاجًا استمر ثمانية أيام في المبنى الإداري لجامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في "هومبولت". وذكر أنه تم أيضًا إخلاء معتصمات الاحتجاج في جامعة "ييل" وجامعة "بيتسبرغ".
وأعلنت جامعة نورث وسترن عن اتفاق مع المتظاهرين وقالت إنها ستعيد تشكيل لجنة استشارية لمسؤولية الاستثمار تضم ممثلين عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين في الخريف.
وينص الاتفاق على إزالة الخيام التي نصبها المحتجون، وفي المقابل تسمح المدرسة للطلاب بالتظاهر السلمي في الحديقة حتى نهاية الفصل الدراسي في الأول من يونيو/حزيران.
ويُنظر إلى موجة الاحتجاجات المناهضة للإبادة الجماعية المستمرة منذ أيام في الجامعات على أنها رد فعل من الشباب الأمريكيين، على دعم إدارة بايدن لنظام الاحتلال.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" مؤخراً أن 71% من البالغين الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع كانوا غير راضين عن تعامل إدارة "بايدن" مع الحرب في غزة. (İLKHA)