مؤتمر باريس.. مانحون يتعهدون بأكثر من ملياري دولار لدعم الاحتياجات الإنسانية في السودان

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "إن مانحين تعهدوا بتقديم أكثر من ملياري يورو للسودان خلال مؤتمر باريس، وذلك بعد مرور عام على الحرب في السودان وسط وضع إنساني كارثي.

Ekleme: 16.04.2024 11:11:06 / Güncelleme: 16.04.2024 11:11:06 / Arapça
Destek için 

حصد مؤتمر باريس الوزاري حول الوضع الإنساني في السودان، أمس الاثنين، تعهدات بمبلغ فاق ملياري دولار، بينما ناقشت قوى مدنية على هامش المؤتمر سبل إيقاف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المشتعلة منذ عام.

وقال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في ختام المؤتمر: "إن مؤتمر باريس نجح في تعهدات بأكثر من ملياري يورو للسودان".

وأكد أن بلاده ستساهم بـ 150 مليون يورو استجابة للأزمة الإنسانية في السودان.

وأشار ماكرون إلى أن المساعدات المالية للسودان لا يمكن أن تُستخدم لأغراض عسكرية.

وتعهدت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات خلال المؤتمر بدفع 100 مليون دولار، كما التزم البنك الدولي بتخصيص 140 مليون دولار للمساعدات الإنسانية بالسودان وبرنامج الأمم المتحدة بتقديم 220 مليون دولار لدعم الجانب الزراعي والتنموي بالسودان، فضلًا عن تعهدات لدول أخرى.

وقال وزير الخارجية الفرنسي "ستيفان سيغورنيه" في كلمة افتتاحية: "إن هدف الاجتماعات هو كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب، ودفع المجتمع الدولي إلى التحرك".

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "إن المجتمع الدولي يجب ألا يصرف نظره عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية"، متحدّثة عن المعاناة التي لا توصف للسودانيين ضحايا حرب جنرالين عديمي الرحمة، وشعورهم بأن العالم تخلى عنهم.

وأضافت: "إن مبادرات الوساطة المتعددة لم تثمر"، داعية المجتمع الدولي إلى العمل بشكل منسّق لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

من جانبه، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل"، قال: "إنه من خلال الضغط الدولي فقط يمكن دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض".

وذكر مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات "يانيز لينرتشيتش"، أن هناك حاجة ملحة للتحرك مع انهيار السودان، متحدثاً عن خطر زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي برمّتها مع دفع الحرب كثيراً من السودانيين إلى النزوح واللجوء.

وعلى هامش مؤتمر باريس عقدت قوى سياسية ومدنية سودانية ورشة لبحث سبل إيقاف الحرب في السودان، أبرز من شارك فيها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة "عبد الله حمدوك" وقوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية برئاسة "جعفر الميرغني"، إضافة لقوى أخرى.

وقال بيان لتنسيقية تقدم: "إن عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) عقد نهار الاثنين بالعاصمة الفرنسية، اجتماعين مع كل من وزير التنمية الدولية الكندي أحمد حسين ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، وذلك على هامش المؤتمر الإنساني حول السودان بباريس".

ووفقًا للبيان؛ فإن حمدوك استعرض الأوضاع الإنسانية الكارثية في السودان بفعل استمرار الحرب، وشدد على ضرورة الاستجابة السريعة للاحتياجات الملحة لملايين السودانيين الذي أضرت بهم الحرب، كما ناقش أهمية توحيد وتنسيق الجهود الداخلية والخارجية للوصول لحل سلمي تفاوضي ينهي الحرب ويرسخ سلاماً شاملاً ومستداماً في السودان.

من جانبه، قال القيادي في تنسيقية (تقدم) خالد عمر يوسف على حسابه في فيسبوك: "إن المؤتمر الإنساني الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والذي تزامن مع الذكرى الأليمة الأولى لاندلاع الحرب في السودان حقق اختراقات مهمة ورئيسية في مجالات عدة، تمس حياة الناس بصورة مباشرة".

وأوضح أن المؤتمر جمع مبلغ ملياري دولار لسد جزء من احتياج السودان للمعونات الانسانية، حيث لم تتوفر قبل هذا المؤتمر عدا ما نسبته 3.5٪؜ من جملة الاحتياجات المالية اللازمة لسد الفجوة الإنسانية، والآن توفرت من الموارد ما سيسد جانباً كبيراً من أزمة الغذاء والدواء ومآسي اللجوء والنزوح التي يعاني منها ملايين السودانيين.

كما نجح المؤتمر، وفقًا ليوسف، في أحكام تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب، حيث اتفقت حوالي 20 دولة من بلدان المحيط الدولي والإقليمي على إعلان مبادئ لوقف الحرب في السودان، ما يساعد على تقليل حدة الخلافات الدولية والإقليمية حول حرب السودان، ويعزز من جهود الوصول لحل سلمي لهذا الصراع المدمر.

وذكر القيادي في (تقدم) أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي خاطب الجلسة الختامية وعقد اجتماعاً مع المدنيين السودانيين الذين تمت دعوتهم للمؤتمر، أظهر التزاماً واضحاً بالعمل على المساعدة في إنهاء الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية.

ومنذ 15 نيسان/ أبريل العام الماضي، تستمر المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع مخلفة أكثر من 13 ألف قتيل، ونحو 26 ألف مصاب، إلى جانب فرار نحو 7.6 ملايين وفقًا للأمم المتحدة، حيث نزح 6.1 ملايين شخص داخل البلاد، في حين عبر نحو 1.5 مليون شخص إلى البلدان المجاورة. (İLKHA)