أقر الائتلاف الحاكم في السنغال، الاثنين، رسميًا بفوز مرشح المعارضة "باسيرو ديو ماي فاي" في انتخابات الرئاسة، بعد أن أظهرت نتائج رسمية أولية أن مرشح حزب "باستيف" المحظور يتجه لحسم المعركة من الجولة الأولى.
وقد هنأ الرئيس المنتهية ولايته "ماكي سالي"، ديوماي فاي على فوزه بالانتخابات من الجولة الأولى، واعتبر ذلك فوزًا للديمقراطية السنغالية، كما أشاد بالأجواء التي جرى فيها الاقتراع.
وقبيل إعلان النتائج الرسمية الأولية، أقر مرشح الائتلاف الحاكم "أمادو فا" بالخسارة، في صورة تعكس تقليدًا سياسيًا ظل سائدًا خلال ربع قرن.
فمنذ خسارة الرئيس "عبدو ضيوف" أمام منافسه "عبد الله واد" العام 2000، وخسارة واد أمام منافسه ماكي سال، اتسم انتقال السلطة بالإقرار بالخسارة وتسليم السلطة للفائز بشكل سلمي.
ولم يسبق لـ"باسيرو ديوماي فاي" (44 عامًا)، أن تولّى أيّ منصب وطني منتخب، وكان يقبع في السجن قبل حوالى 10 أيام، وبعدما أقرّ أكبر خصومه بفوزه التاريخي من الدورة الأولى للانتخابات، مايعدّ بمثابة زلزال سياسي، ويعد الرئيس الخامس للسنغال وأصغر الرؤساء سنّاً في البلد الذي يبلغ عدد سكّانه نحو 18 مليون نسمة.
وكانت عمليات فرز الأصوات أظهرت تصدره بنسبة تتخطى العتبة المطلوبة للحسم من الجولة الأولى، وبهذا يكون حزب "باستيف" أبرز أحزب المعارضة رغم حظره، قد نجح بإيصال مرشحه إلى المنصب الأعلى في الدولة.
وفي أول خطاب متلفز عقب فوزه، طمأن "ديوماي فاي"، شركاء بلاده، بأنّها ستظلّ الحليف الآمن والموثوق به، وقال: "أودّ أن أقول للمجتمع الدولي ولشركائنا الثنائيين والمتعدّدي الأطراف، إنّ السنغال ستحتفظ بمكانتها دائماً، وستظلّ البلد الصديق والحليف الآمن والموثوق به، لأيّ شريك سينخرط معنا في تعاون شريف ومحترم ومثمر للطرفين".
وأضاف: "أطلق نداءً إلى إخواننا الأفارقة للعمل معاً من أجل تعزيز المكاسب التي تمّ تحقيقها في عمليات تحقيق التكامل في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، مع تصحيح نقاط الضعف وتغيير بعض الأساليب والاستراتيجيات والأولويات السياسية".
وفيما شدّد على أنّه بانتخابه اتّخذ الشعب السنغالي خيار القطيعة مع النظام القائم في البلاد، إلا أنه أشار إلى أنّه يعتزم العمل من أجل إحداث تغييرات داخل الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس).
وعلى الصعيد الداخلي، أكّد ديوماي فاي أنّ المشاريع ذات الأولوية في عهده ستكون المصالحة الوطنية وإعادة بناء المؤسسات، بالإضافة إلى تخفيض كبير في تكاليف المعيشة، مضيفاً: "أنا ملتزم بالحكم بتواضع وشفافية وبمحاربة الفساد على المستويات كافة".
والسنغال التي تتمتّع بالاستقرار خلافاً لجاراتها تُعتبر أحد ركائز هذه المنظمة الإقليمية التي هزّتها منذ 2020 انقلابات عسكرية في العديد من دولها الأعضاء. (İLKHA)