استقبل القادة السابقون لحزب البناء والتنمية بالخارج وكذلك المتابعون لأزمات المنطقة ومشكلاتها الإعلان عن زيارة الرئيس "رجب طيب أردوغان" لمصر بالترحيب والتفاؤل بمستقبل أفضل، فالدولتان كانتا ولازالتا أهم مراكز القرار بالمنطقة، كما أنهما صمام أمان للعديد من بلدانها وشعوبها، ويمتلكان قدرات كفيلة بإعادة بنائها بشكل يضمن أمنها ويحقق استقرارها، ولا سيما في ضوء الحرب المستعرة والعدوان الصهيوني الوحشي على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وفي هذا نؤكد أن الدولتين في ضوء تنسيق سياساتهما والتكامل السياسي بينهما بالتعاون مع عدة مراكز أخرى للقرار يمكنهما أن يحاصرا الغطرسة الإسرائيلية التي بلغت اليوم حدودًا غير مسبوقة وأصبحت تمثل تهديدًا خطيراً لأمن واستقرار المنطقة.
علما بأن التعاون الاقتصادي بين الدولتين قد أصبح حقيقة واقعة وقد ارتبطت به العديد من مؤشرات التنمية فيهما برغم بعض المشكلات العالقة مثل ترسيم حدود المتوسط، بل ويمكن للدولتين أيضًا أن يديرا عملية تكامل اقتصادي تكون نموذجًا قابلًا للتصدير لتصميم وبناء مستقبل اقتصادي جديد للمنطقة يستفيد من الإمكانات الوفيرة والمتنوعة والكفيلة بتأسيس نهضة شاملة تضعها على الخريطة الدولية بشكل يليق بحضارتها وريادتها.
ولا يغيب عن المراقبين أن التقارب بين الدولتين قد أصبح من مستلزمات وقاية المنطقة العربية والإسلامية من مخاطر عديدة وشيكة، كما تشير لذلك العديد من أزمات الدول التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التفكيك والتشظي، والتي يمكن للدولتين حال تجاوز خلافات النظامين ـ على أساس المصالح العليا للشعوب أن يدفعا بالاستقرار السياسي والاقتصادي فيها خطوات للأمام، فلا ينبغي أن تظل خلافات النظم السياسية قيدًا على مصالح الشعوب فهي صاحبة الحق الأول في توجيه المصالح العليا.
كما أن التقارب التركي المصري قد أصبح من أهم التوجهات التي تعبر عن عمق ومتانة وترابط العلاقات بين الشعبين والذي يشعر به كل مصري زائر أو مقيم بتركيا كما يحسه كل تركي قادم لمصر. (İLKHA)