محمود محمد: الممارسات الصينية الشنيعة في حق التركستانيين
أكد محمود محمد وكيل اتحاد علماء تركستان أن: "كل هذه الممارسات الشنيعة يجب أن تدان، وأنه على العالم الإسلامي أن يكون له موقف ضد هذه الجرائم بحق إخوانه في تركستان، ولكن للأسف الكثير من الدول العربية والإسلامية تقف مع الجانب الصيني في المحافل الدولية".
أكد محمود محمد وكيل اتحاد علماء تركستان في لقاء خاص أجرته وكالة إيلكا الإخبارية أنّ: "الممارسات الصينية في تركستان الشرقية مستمرة"، مبينا: "أن النظام الشيوعي في الصين يرى في الإسلام عدواً رئيسياً لأن الإسلام عصية للخضوع على النظام الشيوعي"، وتابع في ذات السياق: "نحن طالبنا العالم الإسلامي على الأقل أن يكون لهم موقف ضد هذه الجرائم بحق إخوانهم."
"يجب أن يُمحى الدين عن المجتمع"
وقال: "على الإنسان أن يعرف أولاً مبادئ الحزب الشيوعي في الصين، فمن المبادئ الرئيسية لدى الحزب الشيوعي أنه يرى أن الدين عموماً أفيونٌ للشعوب، وأنه يجب أن يُزال من المجتمع حتى يتطور المجتمع، ويصل إلى ما يسمى بالاشتراكية؛ وللوصول إلى الاشتراكية يجب أن يُمحى الدين عن المجتمع، وهذا هو المبدأ الثاني من مبادئهم الرئيسية على ما أذكر."
وبيّن أن: "للوصول إلى هذا الهدف الرئيسي، كل النظم الشيوعية يعني سواء الروس سابقاً والصين أيضاً كانت تحارب الأديان عموماً، وبالأخص الإسلام؛ لأنه عصيةٌ للخضوع على النظام الشيوعي، ولذلك هم يرون في الإسلام عدواً رئيسياً، ولذلك في السنوات السابقة طبعاً الصين كانت تستعمل أساليب مختلفة؛ أحياناً أساليب خشنة وأحياناً أساليب ناعمة، مثلاً التعليم الإلحادي موجود أصلاً منذ اثنين وسبعين عاماً في المدارس الحكومية، والتعليم إجباري، كل هذا موجود، ولكن لم يصلوا إلى هدفهم في إخراج هذا الشعب من دينهم وعقيدتهم، وتربية أجيال جديدة لا تؤمن إلا بالماركسية مثلاً أو المبادئ الشيوعية، لم يستطيعوا فعل ذلك."
"إنشاء مراكز تأهيل ومعسكرات لإخراج الناس عن دينهم وعقيدتهم"
وتحدث عن اعتقال وسجن الأبرياء مبيناً أنه: "لذلك منذ خمس سنوات في 2017 هم أصدروا تعليمات وقوانين بإنشاء مراكز تأهيل هكذا سموها! وإعادة التثقيف والتعليم الحرفي والمهني، وأنشأوا آلافاً من المراكز، وبدأوا يسجنون ويعتقلون الأبرياء يعني التركستانيين عموماً وهدف هذه المعسكرات وهذه التربية هدفها في النهاية الوصول إلى هدف الحزب الشيوعي؛ وهو إخراج الناس عن دينهم وعقيدتهم وثقافتهم ولغتهم حتى يستوعبوا هذا الشعب استيعابا كاملاً، وحتى يجعلوا هذا الشعب يفتخرون بكونهم صينيين، بكونهم شيوعيين، ويمجدون الحزب الشيوعي، ولذلك يمارسون في داخل هذه المعسكرات أنواع كثيرة من الظلم والاضطهاد".
وأكّد أن: "هذا ليس مجرد كلام وإنما هناك شهود أُفرج عنهم بسبب حملهم الجنسية الثانية (القازقية) بالأخص؛ وأُفرج عن بعض المعتقلين من الرجال والنساء؛ وهم الذين قدّموا شهاداتهم حول ما يجري في داخل هذه المعسكرات، ومن ضمنها النقد الذاتي أي أنه: كان يجب عليه أن ينقد ذاته سابقاً كيف كان يعيش؟ مثلاً: قبل دخوله إلى هذا المعسكر، وتمجيد الحزب الشيوعي، وتمجيد مبادئ الحزب الشيوعي، والنقد للأديان، مثلاً: هناك أسئلة تُسأل: من الرزاق؟ هل الرزاق الحزب الشيوعي أم الله؟! إذا أجاب شخص أن الله هو الرزاق هذا متطرف هذا هو المتطرف!! ويحكم عليه بسنوات طويلة؛ يجب أن يجيب أن الرزاق الذي يرزقنا هو الحزب الشيوعي، طبعاً وأسئلة كثيرة من هذا القبيل".
"الوضع المأساوي في مدينتي كاشغر وأورومتشي"
وتكلم لنا عن مقابلته مع الصحفية الأمريكية فقال: "قبل أيام زارتني صحفية أمريكية كانت تدرس في جامعة بكين، وذهبت إلى أورومتشي عام 2020، ولكن بسبب هذه الزيارة أبطلت الحكومة الصينية إقامتها وطردتها إلى الخارج، هي تقول: أنا ذهبت إلى كاشغر وأورومتشي كانت المدن فارغة، والناس قليلون جداً، والحركة قليلة، حتى ذهبتُ إلى بعض القرى وجدت كثيراً من البيوت مغلقة، والناس طبعاً لا يستطيع أحد عندما أتحدث إليه أن يجيب، كأنهم برمجوا هذا الشعب أنهم لا يتحدثون، لماذا؟! خوفاً، ولماذا هذه البيوت مغلقة؟! لأن أصحابها في المعسكرات وأطفالها في المدارس وفي السكن الطلابي"
"تربية الأطفال من الصغر على الإلحاد"
وقال محمود: " لقد بدأوا بفصل الأطفال عن أسرهم وتربيتهم منذ الصغر على الإلحاد، والتعليم الشيوعي، وتمجيد الحزب الشيوعي، والتقاليد الصينية، وفي هذا السكن حتى أنهم يلبّسون الأطفال ملابس صينية تقليدية حتى الصينيين أنفسهم لا يلبسون مثلها، كل هذا بهدف جعل هؤلاء الأطفال يحبون هذه الثقافة، ويحبون هذه الأعراف، ويحبون هذه الطريقة في الحياة."
"انقطاع الأخبار عن أهلنا تماما"
وأخبرنا أنهم كتركستانيين مقيمين في الخارج لا يستطيعون التواصل مع أهلهم، وتكلم عن نفسه قائلاً: "أنا كشخص لا أعرف عن أسرتي شيئاً منذ 2017 إلى يومنا هذا، ما يقارب خمس سنوات تقريباً، ولدي إخوة وأخوات وأزواجهم وأقاربي لا أعرف عنهم شيئاً، في القرن الواحد والعشرين الذي أصبح العالم كله كقرية واحدة في أيامنا هذه، نحن كتركستانين لا نعرف ماذا أصاب لأهلنا؟!"
وتابع بأن: "هناك دول فيها الناس يظلمون ويضطهدون، وقد يكون هناك بعض الأشخاص مثلاً: محكوم عليهم بالسنوات الطوال أو الإعدام وهو خارج بلده، وهذا الشخص المدان بالمحاكم رغم قسوة الظروف بإمكانه أن يتصل بأسرته ويتواصل معهم عن طريق الفيديو، ويعرف عن حالهم كل يوم أليس كذلك؟! ولا يعد هذا جريمة؛ أما عندنا في تركستان مجرد التواصل مع الأسرة تعد جريمة، وأسرنا تعتقل إذا تواصلوا معنا، وطبعاً الأرقام التي كانت لدينا سابقاً الآن لا تعمل، لذلك لا نعرف ماذا أصاب لهم!"
"على العالم الإسلامي أن يكون له موقف ضد هذه الجرائم بحق إخوانه"
وأكمل قوله بتوجيه نداء إلى العالم الإسلامي أن "كل هذه الممارسات الشنيعة يجب أن تدان، ونحن طالبنا العالم الإسلامي على الأقل أن يكون لهم موقف ضد هذه الجرائم بحق إخوانهم، ورغم ذلك ومع الأسف الشديد، كثير من الدول من الناحية الرسمية، الدول العربية والإسلامية؛ تقف مع الجانب الصيني في المحافل الدولية، مصوتةً ومؤيدةً له، طبعاً هذا هو المؤلم أكثر عندما يأتي من الصديق، الذي من المفترض أن يكون له موقف إيجابي، وموقف إسلامي وإنساني ضد الظلم الذي يتعرض له إخوانه، فعندما يأتي هذا التأييد للظالم وهذا الوقوف مع الظالم في المحافل الدولية يكون هذا الأمر مؤسف ومؤلم."
وختم قوله: "وقبل أيام كان هناك مؤتمر للخارجية الصينية، دعت بعض وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وكان هناك بيان صيني طبعاً لم نعرف هذا من طرف مجلس التعاون الخليجي، وأنا لا أريد أن أتقول على مسؤولين في هذه الدول، ولكن البيان الصيني ذكر أن: دول الخليج ، تدعم سياساتنا في قضية اليغور؛ هكذا صدر بيان من الخارجية الصينية ، طبعاً هذا الخبر نتمنى أن يكون كاذباً، وأن لا يكون هذا موقفهم الرسمي من هذه القضية ،هذا ما نتمناه طبعاً، ولكن إن كان هذا موقفهم، وكانوا يؤيدون الإجراءات والسياسات الصينية ضد المسلمين في تركستان الشرقية؛ هم أولاً مسؤولون أمام الله عز وجل، وثانياً أمام شعوبهم، وأمام التاريخ".
(İLKHA)
vıdeo