أفادت إذاعة "كان ريشت بيت" العبرية، اليوم الخميس، بأن وزارة الطاقة الصهيونية تدرس عدم تمديد اتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع الأردن، عقب تصريحات لمسؤولين أردنيين بشأن الحرب على غزة، اعتبرتها ما تسمى دولة الاحتلال معادية لها، خاصة من قبل وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" والملكة "رانيا العبد الله".
وأوضحت الإذاعة العبرية أنه بموجب اتفاقية المياه الحالية تقوم ما تسمى دولة الاحتلال بتحويل 100 مليون متر مكعب من الماء إلى الأردن في كل عام بدلاً من 50 مليون متر مكعب، تنص عليها اتفاقية السلام بين البلدين عام 1994، وتأتي الزيادة مقابل إنتاج الأردن كهرباء لمصلحة الكيان الصهيوني.
وتابعت الإذاعة بأن الاتفاقية الجديدة جاءت لعدة أسباب، من بينها الأزمة المائية الكبيرة التي يعاني منها الأردن، لافتة إلى أن قرار وزارة الطاقة الصهيونية ليس نهائياً، ويتعلق بكيفية تطوّر الأمور والعلاقات بين البلدين، والتصريحات التي سيطلقها الأردنيون بشأن الحرب خلال الفترة المقبلة.
وفي حال لم يتم تمديد الاتفاق، فإن سريانه سينتهي هذا العام.
وكان الصفدي قد أعلن في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تعليق اتفاقية المياه بين إسرائيل والأردن في أعقاب الحرب.
وقد يعني ما أوردته الإذاعة العبرية بأن دولة الاحتلال تساوم الأردن على مواقفه وتصريحات مسؤوليه، وأن الماء قد يكون مقابل تخفيف النبرة الأردنية بشأن الحرب على غزة.
وعقب الإعلان عن وقف توقيع الاتفاقية مع الكيان الصهيوني، اعتبر ملك الأردن "عبد الله الثاني"، خلال اجتماع مع مسؤولين، أن المضي قدمًا في مشروع "الناقل الوطني"، الذي يهدف إلى تحلية ونقل المياه من العقبة إلى عمان، أولوية وطنية.
حديث الملك، وفق مراقبين، كان بمثابة رسالة إلى الكيان الصهيوني بأن البدائل عن الاتفاقية متوفرة، ولا يمكن ليّ ذراع المملكة واستغلال حاجتها للمياه، في وقت تُصنف فيه البلاد، بحسب المؤشر العالميّ للمياه، على أنها ثاني أفقر دولة بالمياه في العالم.
ويهدف مشروع "الناقل الوطني" إلى تحلية مياه البحر الأحمر من مدينة العقبة، ونقلها إلى محافظات المملكة شمالًا، بكميات تتراوح بين 250 و300 مليون متر مكعب، وبتكلفة تصل لمليار دولار في مرحلته الأولى.
وتقدّر الكلفة الإجمالية للمشروع بنحو 4.2 مليارات دولار، وسبق وأعلن الأردن توفير 1.7 مليار دولار منها، ضمن السعي لتوفير بدائل للحصول على المياه من الكيان الصهيوني.
وفي سياق تدهور العلاقات بين البلدين، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، الثلاثاء الماضي، عن توقف لقاءات مشتركة اعتادت مجموعة من كبار المسؤولين السابقين في الأجهزة الأمنية بالبلدين عقدها عدة مرات كل عام، في فندق بمدينة نتانيا المحتلة والبحر الميت من جهة الأردن، ولكن هذه اللقاءات توقّفت في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وبدأت هذه اللقاءات، بحسب الصحيفة، منذ نحو عشر سنوات، إذ تُقدم نتائجها للسلطات في عمّان وتل أبيب وتعتمد عليها الدولتان في الأزمات الطارئة أيضاً.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تدهورت العلاقات بين البلدين على نحو سريع، ما يُعتبر السقوط الأصعب والأكثر إيلاماً للكيان الصهيوني مع دولة من العالم العربي، مشيرة إلى أن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، يحافظ على صمته إزاء تصريحات ومقترحات وزراء اليمين السيئة.
وتنتاب الشكوك، بحسب أحرونوت، الملك الأردني "عبد الله الثاني" بأن نتنياهو ينوي منح ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، الوصاية على المسجد الأقصى، بحيث تضيف السعودية الحرم الثالث إلى قائمة الأماكن المقدّسة الموجودة تحت سيادتها بعد مكة والمدينة المنورة.
واعتبرت الصحيفة أن دولة الاحتلال جنّبت الأردن عناء طرد سفير الكيان الصهيوني في عمان "روجيل راحمن"، عندما بادرت لإعادته بحجة أن بقاء موظفي السفارة الصهيونية في المملكة خطير، وفي الوقت نفسه، وليس للمرة الأولى، استدعى الأردن سفيره في تل أبيب "غسان المجالي".
ومن بين المؤشرات التي عددتها الصحيفة عن تدهور العلاقات بين البلدين، عدم دعوة الرئيس الصهيوني "إسحاق هرتسوغ"، إلى حفل زفاف ولي العهد الأردني "الحسين بن عبد الله الثاني".
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات الملكة "رانيا العبد الله" التي وجّهت فيها انتقادات لاذعة لإسرائيل خلال مقابلة أجرتها معها شبكة "سي أن أن"، معبّرة عن تضامنها مع أهالي غزة، ومتجاهلة أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وتتابع الصحيفة أنه بعد الملكة وصل دور الملك، إذ حرص على تعزيز العلاقات المتينة أصلاً مع ديوان الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، كما توجه إلى مصر لإجراء مشاورات مع الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، وأرسل ثلاث طائرات مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة بموافقة خاصة من دولة الاحتلال، شاركت ابنته سلمى في إحداها.
وقالت الصحيفة: "إنه لا يوجد انسجام بين الملك عبد الله ونتنياهو منذ سنوات طويلة"، كما توقفت إسرائيل عن اعتبار الأردن أختها الصغيرة مثل ما كان عليه الحال في حقبة رئيس الوزراء الصهيوني الراحل "إسحاق رابين".
وبالرغم من ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الأردن يواصل حماية الحدود الأطول للكيان الصهيوني بين البلدين، فيما تواصل دولة الاحتلال توفير مياه الشرب والزراعة لسكان الأردن.
ولفتت الصحيفة الصهيوينة إلى النبرة اللاذعة والثاقبة والسامة التي تأتي من قبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي"، مشيرة إلى أن الصفدي حاول تسخين الأجواء في محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث أوصى بإضافة الأردن إلى الشهود ضد الكيان الصهيوني، والآن يوضح وزير الخارجية الصفدي أنه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه بشأن نقل سكان غزة إلى الأردن أو مصر، مشدداً على أن غزة موطنهم، وستبقى كذلك.
وحذّر الصفدي إسرائيل من جرّ المنطقة إلى حرب، داعياً المجتمع الدولي إلى التجنّد ضد العدوان الصهيوني، وعلى خلفية التظاهرات الغاضبة في عمان ومدن أخرى، ذكرت الصحيفة العبرية أن الإسرائيليين مطالبون بالابتعاد عن المملكة، لأنه لا يوجد من يضمن سلامتهم. (İLKHA)