التقت 100 مؤسسة علمائية من 30 دولة، الخميس 7/12/2023م في إسطنبول في مقر وقف إيلك سِتش İlk Seç Vakfi في ملتقاها الدولي الثالث والذي يأتي تزامناً مع أحداث معركة طوفان الأقصى المباركة.
افتتح اللقاء بتلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم من القارئ التركي "مصطفى سرت تونش" Mustafa serttunç، تلتها كلمات مؤثرة لثلة من علماء الأمة وممثلي المؤسسات العلمائية لمختلف الشعوب المسلمة.
وقد أدار اللقاء وقدمه فضيلة الشيخ "علي اليوسف" رئيس قسم القدس في هيئة علماء فلسطين.
وافتتحت الكلمات بكلمة رئيس هيئة علماء فلسطين د. "نواف تكروري" حيث أكد على أهمية معركة طوفان الأقصى مع استغلال الصهاينة لهذه الظروف كي يستفرد بالمسجد الأقصى المبارك، كما اعترض على عبارة (أهل غزة يقومون بواجب الجهاد نيابة عن الأمة)؛ لأن الجهاد فرض على الجميع، فكما لا يصح منا أن نصلي عن أهل غزة فكذلك لا يصح أن نترك الجهاد لأن أهل غزة يجاهدون.
"لئن كانت أمريكا تملك ترسانة سلاح فإن أمتنا تمتلك ترسانة شباب مؤمن مستعد للتضحية".
ثم تم عرض تقرير مصور عن نشاطات مؤسسات العلماء لعام 2023:
وعبّر الشيخ د. "مروان أبو راس" رئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في غزة وعضو المجلس التشريعي في غزة، عن صدمته من أنواع الأسلحة المحرمة التي استخدمها العدو الصهيوني وأعوانه في حربه على غزة، إضافة إلى أسلحة الجوع والعطش والحصار، ثم خاطب العلماء المجتمعين: "أنتم صمام الأمان للأمة، وهذا لا يستطيعه غيركم، فعلمكم وشهاداتكم ليست فخراً فقط، بل هو مسؤولية توجب اتباع الأنبياء {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير} {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} {كتب عليكم القتال وهو كره لكم}".
ثم طلب أبو راس من علماء الأمة أن يحموا ظهر المجاهدين وأن يرفعوا من سقف فتاواهم بما يناسب الحالة الراهنة، مثل اقتلاع سياج الحدود المصطنعة ثم أكل أكباد الظلمة المحتلين.
وختم كلمته بقوله: "سنصلي قريباً صلاة الحرية والنصر في المسجد الأقصى المبارك".
وتحدث نيابة عن علماء تركيا الشيخ الداعية التركي "إحسان شانتورك" رئيس معهد إيفام للعلوم الشرعية مشجعاً العلماء على قيادة الأمة والشعوب متكلين على الله وحده الكافي العزيز القوي، وذكر مجموعة من الحوادث التاريخية المؤكدة لهذه المعاني.
وقال الشيخ "يحيى الطائي" الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق: "ثمة مشتركات كثيرة في الفقه بين العراق وفلسطين، مثلاً كلاهما وقف إسلامي".
واستطرد قائلاً: "غزة المنارة والمشعل الذي ينير للأمة طريقها، وأقول كما قال مشايخنا (إذا انتصرت غزة انتصرت الأمة، وإن كبت خسرت الأمة)، وغزة منتصرة لأنها منتصرة لمقدسات الأمة ولدينها ولمبادئها".
ثم قال الشيخ الصربي "سند خالد" رئيس المشيخة الإسلامية في صربيا: "جئت مع مفتي صربيا، وكل الصربيين يتابعون ما يحصل في غزة، لكن المميز في هذه الحرب عن الحروب السابقة أن الشعب الصربي صار يدرك حقيقة فلسطين بشكل واضح أكثر، ونرجو تكرار مشاركة الصربيين سابقاً في الدفاع عن الأمة في معركة جناق قلعة".
ثم تحدث أ. د. "جمال عبد الستار" أمين عام رابطة علماء أهل السنة عن أهمية نجاح العلماء في اختباراتها المتعلقة بعزة الأمة ومعاركها، بتصدرهم الصفوف في المعارك، وأن القرآن أمر الأمة بطاعة علمائها، ثم قال: "نصر الأمة تحقق يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر على الرغم من فشل الجيوش والحكام الذين يحيطون بفلسطين ويتم صرف أكثر من 70 مليار دولار كل سنة".
ثم تحدث الشيخ "حسن سلمان" نيابة عن رابطة علماء المسلمين ورابطة علماء إريتريا عن وحدة الأمة وقوة شعوبها، وأن فلسطين هي قضية الأمة كلها، ثم قال: "هذه الحرب كشفت ضعفاً لدينا نحن العلماء، وهو الخطاب الضعيف الذي اعتدنا عليه، والآن عندما دعونا الأمة للجهاد لم نجد من يستجيب لنا، بسبب أننا لم نكن نتحدث عنه طيلة عشرات السنين".
وقال الشيخ "خلواتي صحراوي" من علماء الجزائر: "أنقل لكم رسائل وآلام الشعب الجزائري وتمنيهم لو استطاعوا الجهاد مع غزة".
ونقل الشيخ التركي "ملا أنور" رئيس اتحاد العلماء والمدارس في تركيا مشاعر الشعب التركي الداعمة للحق الفلسطيني، ثم تحدث عن صفات اليهود والصهاينة، ثم طالب الأمة بنصرة غزة بالدعاء والمال، وقال: "في هذا الزمان لا يجوز الذهاب إلى الحج والعمرة؛ لأنه يجب أن تُصرَف هذه الأموال لتحرير فلسطين".
وتحدث الشيخ د. "أحمد سعيد حوى" الأمين العام لرابطة العلماء السوريين: "لو فتح الطريق لالتحاق شباب الأمة بالمجاهدين لقدم الملايين، لكن الذي يمنعهم هم الحكام والجيوش العربية والإسلامية وخاصة الدول المحيطة بفلسطين"، ثم قال: "قال الوالد سعيد حوى: لا بد من الثورة الثانية بعد الثورة الأولى التي تحررت فيها الشعوب من الاستعمار الغربي، والثورة الثانية هي التحرر من أتباع الاستعمار".
وقال الشيخ د. "محمد أبو الخير شكري" نيابة عن المجلس الإسلامي السوري: "واجب العلماء أن يحرضوا الأمة وشبابها ورجالها على دعم الجهاد بغزة، فمن استطاع الجهاد فليجاهد بماله أو قلمه أو كلمته".
وتحدث الشيخ "الحسن حبيب الله" نيابة عن علماء موريتانيا عن حق غزة على الأمة في نصرتها وتأييدها من أجل عودة عزة الأمة وكرامتها.
واستعرض د. "عبد الله القبيسي" ممثل هيئة علماء اليمن عن فضائل فلسطين وبلاد الشام عموماً.
وتحدث الشيخ "محمود محمد" ممثل اتحاد علماء تركستان الشرقية عن كثرة القتل في الشعب في تركستان، حتى أنه فاق ما يحصل في فلسطين، وقال: "لا تسمعوا لمن يعترض على الجهاد في غزة، فهكذا حالنا رغم أننا لم نحمل سلاحاً؛ لكن الثابت أن المحتل سيقتلك ويظلمك في جميع الأحوال، فخذ حقك بكل جهدك".
ثم عبّر الشيخ "منير رقية" ممثل هيئة علماء المسلمين في لبنان عن ضرورة تحرك العلماء لإنقاذ الشعب في غزة قبل أن ينهار ويموت من الجوع والعطش والبرد والمرض.
وقال الشيخ "مصطفى ذو الفقار" ممثل علماء أهل السنة في إيران: "أبلغكم سلام وتحية علماء أهل السنة في إيران، وهم يدعمون القضية الفلسطينية في هذه الأيام دعماً لا مثيل له".
ونقل الشيخ عمر رسالة المجاهدين في غزة قائلاً: "وعْدُ المجاهدين ألا يكلوا ولا يستسلموا رغم خذلان الأمة لنا، غزة أوقفت بدم أبنائها وجهاد مجاهديها مشروع إسرائيل الكبرى".
وفي نهاية لقاء الافتتاح تم إصدار الفتوى التالية:
إن استهداف رموز الكيان وقادته، باعتبارهم معتدين أُصلاء على الأنفس والمقدسات والأموال جهاد واجب داخل فلسطين وخارجها، وعلى جميع المسلمين رجالاً ونساءً وشباباً وشيوخاً أن يشاركوا فيه جهاداً في سبيل الله، كل على حسب غاية وسعه وقدراته وإمكاناته.
دعم المجاهدين بالسلاح والمال وكل ما يلزم هو واجب شرعي ملزم. (İLKHA)