أعرب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" عن قلق الاتحاد البالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
ودعا "بوريل" في بيان أمس الأحد، إلى إنشاء ممرات آمنة تسمح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل مستمر وسريع وآمن ودون عوائق، وذكّر بأنّ القانون الإنساني الدولي ينص على وجوب حماية المستشفيات والإمدادات الطبية والمدنيين داخل المستشفيات.
وجاء في البيان أنّه يطالب الاتحاد الأوروبي بوقف فوري للأعمال العدائية وزيادة طاقة المعابر الحدودية على نحو يُمكّن من وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة بأمان وإنشاء ممرات إنسانية، بما في ذلك ممر بحري خاص.
وأكد بيان الاتحاد الأوروبي ضرورة تزويد المستشفيات في غزة بالإمدادات الطبية الملحّة فورًا، وإجلاء المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة على نحو آمن.
وحثّ الاتحاد الأوروبي الكيان الصهيوني على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لضمان حماية المدنيين.
أما المستشار الألماني "أولاف شولتز"، فقد أعلن، أمس الأحد، رفضه الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ورفضه أيضًا هدنة طويلة، بدعوى أنّ ذلك قد يمكّن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من امتلاك صواريخ جديدة لاستهداف ما تسمى دولة الاحتلال، وفق تعبيره.
ورأى "شولتز" أنّ بالإمكان التوصل لاتفاق يقضي بهدنات إنسانية مؤقتة بدلًا من ذلك، وذلك رغم الأصوات الكثيرة الرسمية والشعبية حول العالم المطالبة بوقف فوري للمجازر الصهيونية في غزة، وما يمارسه الاحتلال من استهداف المستشفيات وقصف مستمر للمدنيين في غزة.
وقال "شولتز"، خلال مداخلة في فعالية نظمتها إحدى الصحف الألمانية: "إنّ الهدنة الإنسانية قد تكون منطقية، وذلك على سبيل المثال، لإخراج الجرحى من قطاع غزة".
وأضاف قائلًا: "لكن يسعدني أن أقر بأنني لا أعتقد أنّ الطرح الذي يطالب به البعض بوقف فوري لإطلاق النار أو هدنة طويلة أمر صحيح".
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، يوم الجمعة الماضي، إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما حثّ السلطات الصهيونية على تجنب استهداف المدنيين.
وقال ماكرون: "إنّه لا يوجد مبرر للقصف الإسرائيلي لقطاع غزة، وإنّ وقف إطلاق النار سيفيد إسرائيل".
وأكد أنّ بلاده تدين الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس، وفق تعبيره، وأضاف قائلًا: "لكن رغم اعترافنا بحق إسرائيل في حماية نفسها، فإنّنا نحثها على وقف هذا القصف في غزة".
وفي سياق الموقف الفرنسي من العدوان الإرهابي على غزة المستمر منذ 38 يومًا، طالب وزير الجيوش الفرنسي "سيباستيان لوكورنو"، أمس الأحد، إسرائيل باتخاذ تدابير لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقال "لوكورنو" في مقابلة أجرتها معه قناة "إل سي إي" الإخبارية: "إنّ إسرائيل دولة ديمقراطية وما تفعله يؤثر علينا".
وأكد أنّ الوضع الإنساني وحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة أمر أساسي جدًا يتطلب اتخاذ تدابير من جانب إسرائيل.
كما حذّر من أنّ تصرفات إسرائيل خلال الحرب سيكون لها تأثير على البيئة الأمنية التي ستسود في الشرق الأوسط خلال السنوات الـ10 أو الـ15 المقبلة. (İLKHA)