استشهد 19 فلسطينيًا وأصيب نحو 40 آخرين، برصاص جيش الاحتلال الصهيوني الذي شن عمليات عدوانية واسعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة، أمس الخميس، من بينهم 14 شهيدًا في جنين من جراء استهدافهم بطائرة مسيرة للاحتلال، وخلال اشتباكات مسلحة مع القوات التي اقتحمت المدينة ومخيمها الذي قطعت عنه الكهرباء ودمرت البنى التحتية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان مقتضب، باستشهاد أربعة شبان في مواجهات متفرقة مع قوات الاحتلال منذ صباح الخميس، في في مخيم الأمعري في رام الله، ومخيم بلاطة في نابلس، وفي بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وفي بلدة دورا جنوب الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 182 شهيدًا.
وفي نحو الساعة السابعة مساء أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول ثلاثة شهداء إلى مستشفى جنين الحكومي، في بيانات متعاقبة، وقالت: "إن أحدهم أصيب برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال"، فيما استشهد الثاني متأثرًا بإصابته بالرصاص في الرقبة والصدر، والثالث استشهد من جراء إصابة برصاصة في الرأس".
وفي بيان صدر عن جيش الاحتلال عقب انسحابه من جنين، قال: "إنه اعتقل أكثر من 20 شخصًا في جنين، ومصادرة خمسة بنادق و4 مسدسات بالإضافة إلى كمية من الذخيرة والكثير من المعدات العسكرية"، وزعم جيش الاحتلال أن من بين المعتقلين في جنين ناشطين اثنين في حركة الجهاد الإسلامي.
كما زعم جيش الاحتلال، في بيانه، العثور على بئر تحت الأرض يحتوي على عبوات جاهزة للاستخدام جرى تدميره، وتم العثور على أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية أثناء عمليات تفتيش المباني الأخرى.
وأضاف: "إنه هاجم مجموعة من المقاتلين بطائرة مسيرة وقتل عدد من أفرادها إثر تعريض القوات في المنطقة للخطر".
وعرف من الشهداء في جنين: "أيهم محمد ابراهيم عامر" (23 عامًا)، و"محمد ناصر حسن مطاحن" (30 عامًا)، ورأفت عقل عمر أبو عقل (21 عامًا)، و"محمود حسين علي أبو الندى" (47 عامًا)، و"قيس رائد جمال دويكات" (21 عامًا)، و"لطفي صايل حويطي" (21 عامًا)، و"محمد عبد الكريم الصباغ" (30 عامًا)، و"محمد يوسف عزام زايد" (15 عامًا)، و"معتصم فواز عيسى" (32 عامًا)، و"أحمد محمود شفيق خلف" (18 عامًا)، و"محمد طارق حسين فايد" (19 عامًا)، و"إبراهيم حسن ظاهر عباهرة" (25 عامًا)، و"أحمد تيسير محمود أبو قطنة" (22 عامًا)، و"ثائر محمد مرعي أبو قطنة" (23 عامًا).
كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الشاب مهند عبد القادر جاد الحق (29 عامًا) استشهد في مخيم الأمعري، و"قدري عزمي قدري حطاب" (22 عامًا) استشهد في مخيم قباطيا في مخيم بلاطة في نابلس، فيما استشهد الشاب "أنس ناصر محمد أبو عطوان" (30 عامًا) في بلدة دورا جنوبي غرب الخليل، و"محمد فريد حمدان ثوابتة" (51 عامًا) في بيت فجار في بيت لحم.
وفي مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك، شرق نابلس، استشهد الشاب "ليث محمد باكير نصاصرة" (21 عامًا)، توفي متأثرًا بإصابته في المواجهات، وأصيب 10 فلسطينيين بالرصاص الحي، بحسب ما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني؛ فيما اندلعت مواجهات مع الاحتلال بالقرب من مدخل قرية الطبقة، جنوب غرب الخليل؛ كما أصيب شابان برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت في بلدة عتيل، شمال طولكرم.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد توغل في مدينة جنين بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، وعمل على تجريف الشوارع في محيط المخيم والمشافي وتدمير البنى التحتية، ومن ثم انسحب منها باكرًا ليعود عند ساعات الصباح بهدف اعتقال مطلوبين، ويشن حملة عنيفة قطع خلالها التيار الكهربائي عن المخيم.
وأكد شهود عيان أن مواجهات عنيفة اندلعت في مخيم جنين وأن جيش الاحتلال يحاصر مدارس وحضانات أطفال ومستشفى ابن سينا في المدينة.
وأكدت مصادر عدة في جنين أن أربعة من الشهداء يعملون في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لكنهم لم يكونوا بزيهم الرسمي عندما ارتقوا برصاص الاحتلال.
وعزز جيش الاحتلال قواته في جنين بطائرات مُسيرة هجومية قصفت تجمعات للشبان ومركبات المواطنين في جنين وفي بلدة برقين المجاورة.
في حين منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من تقديم الإسعافات للجرحى ونقلهم إلى المشافي، وأعلن الهلال الأحمر أن الاحتلال استهدفت سيارة إسعاف ما أسفر عن إصابة أحد المسعفين بالرصاص الحي في الظهر.
كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى جنين الحكومي، وداهمت قسم الطوارئ، ومنعت مركبات الإسعاف من إدخال الجرحى، وقامت بتفتيشها.
وكانت مديرة التربية في جنين "سلام الطاهر"، قد أفادت بأن 3500 من طلبة المدارس و500 من طلبة رياض الأطفال تم احتجازهم في مدراسهم بالمخيم منذ ساعات الصباح حتى ساعات المساء المتأخرة، في ظل العدوان الصهيوني. (İLKHA)