تحدث الكاتب مَحۡمَد گوكطاش في مقاله الأسبوعي عن ازدياد الوعي العالمي بحقيقة الأوضاع الجارية في غَزَّة، واعتبر أن ذلك قد يفيد تصويب الأمر, مؤكداً أن الحل الحقيقي يكمن بيد أهل غَزَّة نفسها‥

 

     ستقولون أن هؤلاء الظالمين والمجرمين قد ارتكبوا الكثير من المجازر والمذابح من قبل، ولم تأتي نهايتهم بعد، أالآن ستأتي؟

     نعم، مذبحة الأطفال هذه، مجزرة الأمهات هذه، ستنهي هؤلاء المتوحشين هذه المرة إن شاء الله. على الأقل ستكسر مخالبهم الدموية.

     نعم، في ديار الإسلام، خصوصاً مثل أفغانستان والعراق وسورية، ربما أُريق الكثير من دماء الناس، وأُزهقت أرواح الملايين من الأبرياء، وحُولت بلادهم إلى أطلال. لكن تلك المذابح والمجازر السابقة، لم تشهد الدنيا أي منها بهذه الدرجة من الوضوح والجلاء بشكل حي ومباشر، فعادةً ما تم تمويه وتعمية هذه الجرائم وحجبها عن العالم، أو يدري العالم بها، لكن بشكل ناقص أو متأخر. ولا تخطر ببالي أي مذبحة ومجزرة سابقة كانت جلية وواضحة أمام عيون الإنسانية جمعاء ليمكن مقارنتها بالمذبحة الجارية في غَزَّة. فالملايين من الصور والمشاهد تُعرض حالياً أمام نظر الإنسانية. ورغم سعي كيان الإرهاب الصهيوني وأمريكا المجرمين لإخفاء هذه الصور، لكن قُضي الأمر، وفقدا فرصة حجبها وتغييبها. والآن يكافحان ويجتهدان لأجل إساءة تفسير الصور.

     ومن كانوا دائماً يولولون لمقتل امرأة واحدة، ويقيمون الدنيا لمقتل طفل واحد، بل يجعلون الأولوية في الأخبار من أجل قطة أو كلب … لعلهم في وقت قريب يستيقظون ولو بسبب خجلهم.

     وقد بدأت شعوبهم ـ وخاصةً في أميركا والكيان الإرهابي ـ في التعبير عن ردود أفعالها ببطء. لكن ما يهم حقًا هو التحرك والوقوف المنتظر من شعوب أوروپا. وهنا، ينبغي ألا ننسى أن رغم أن حكام الدول الأوروپية منقادون بيد النظام الصهيوني بأي شكل، إلا أن الشعوب الأوروپية لديها غضب جدي منذ الأزل ضد كيان الإرهاب الصهيوني. وينبغي أن لا ننسى أنه بالتأكيد سينكشف يوماً ما. أنا لا أبني انهيار أمريكا وكيان الإرهاب على هذا الغضب المنتظر من الشعب الأوروپي فقط، فقط أوضح أنه سيظل له نصيب مهم في ذلك. وقيام الشعوب الأوروپية بالضغط على حكوماتها ضد العصابة الصهيونية، أو على الأقل سحبها إلى نقطة الحياد، سيكون إحدى المراحل المهمة جدًا في هذا الانهيار.

     أعني، فانهيار أمريكا والإمپريالية الصهيونية أو طردهما من هذه الجغرافية المباركة سيكون بيد أطفال غَزَّة. ما أحاول شرحه، أن ذلك سيكون ويحدث بصور الصغار غَزَّة الشهداء الذين شاهدهم العالم بأكمله بشكل مباشر وحي وجلي وواضح، وأيضاً بيد من لم يمت وبقي حياً من أطفال غَزَّة، الذين سيكون كل منهم من حماس الغد.

     بهذه المشاعر والأفكار، جمعة مباركة لكم جميعاً!

 

(İLKHA)