جاء في المقال للأسبوعي للكاتب "سعد الله آيدين" متحدثًا عن معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والدروس المستخلصة منها، كمايلي:
"طوفان الأقصى قد صار مصدر فخر وعز للأمة الإسلامية، والحمد لله! ومثلما أنّه قد أسعد المسلمين، ومنحهم أملاً بالمستقبل وأنعش أفئدتهم، فهو أثار الاستياء والحيرة والتشاؤم والخوف والغضب في أعداء الإسلام.
وملحمة البطولة هذه التي بدأتها المقاومة الإسلامية علمتنا الكثير وستظل تعلمنا بإذن الله.
وطوفان الأقصى مهم جداً من ناحية إظهاره كل شخص وأين يقف، ومن ناحية أخرى، فـقضية القدس والمسجد الأقصى هي بمثابة اختبار و امتحان حقيقي، وقد أسقطت الأقنعة عن الوجوه، وميّزت بين أنصار الحق وأعوان الباطل، وقسمت الأنظمة والحركات والشعوب في مختلف الأمم والأماكن إلى قسمين، أصدقاء لقضية القدس والمقاومة، وأعوان لنظام الاحتلال، أي لأمريكا والغرب والغربيين.
وطوفان الأقصى ساهم بشكل كبير في فهم نية وأهداف أحزاب وجماعات وأوساط وأفراد، ورغم أنّهم في دول إسلامية ويحملون هُوياتهم التي كُتب فيها "مسلم" وأسماءهم الإسلامية، إلا أنّهم انحازوا لصف وجانب النظام الصهيوني بدلاً بالشعب الفلسطيني المضطهد والشعوب الإسلامية التي تحت الاحتلال والظلم.
وطوفان الأقصى جعل الأمة تعيش بدرَ من جديد، وأظهر مرة أخرى أنّ القوة ليس بالتقنية المادية، بل بالإيمان.
وطوفان الأقصى، أثبتت أنّه كم من فئة قليلة متوكلة على الله وواثقة به ومجهزة بإيمان راسخ غلبت فئة أكثر منهم وأشد قوة.
وطوفان الأقصى أرانا أنّ الذين آمنوا وتوكلوا لن يتركهم الله وحدهم ولن يسوؤهم وسيمدهم بجيوش غيبية لا ندركها.
وطوفان الأقصى يعلمنا شيئاً آخراً، أنّ العصابة الصهيونية هي مجرد بالون منفوخ أو نمر من ورق.
فالموساد المفترض أنّ لديه علم بكل ذبابة تطير أو نملة تسير، وأنّ كل شيء تحت سيطرته كان غافلاً عن التحضيرات التي ربما استغرقت الشهور في منطقة صغيرة تحت أنفه مباشرة ومحاصرة من كل جانب وطرف، وإلى أن تدفق مثل الطوفان أبناء المقاومة الإسلامية الأبطال على الأراضي المحتلة، لم يشعر الموساد حتى بتحضيراتهم، رغم دعم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجميع الاستخبارات الغربية الأخرى له.
وطوفان الأقصى وضع أمام الأعين أنّ عندما يكون الموضوع عن المسلمين، فسرعان ما سيتوحد الغرب وأوروبا واضعين خلافاتهم جانباً، ويتحدون بمواجهة المسلمين، مثبتاً مرة أخرى الدُستور الإلهي "الكفر ملة واحدة".
وطوفان الأقصى نتعلم منها أمراً مهماً آخراً: حقيقة أنّ الأمة الإسلامية والشعوب المسلمة لن تقبل بجهود حكومات وإدارات وزعماء الدول الاسلامية، والجبناء النفعيين، المرتبطين بأمريكا والغرب والتابعين لهما، في التطبيع مع العصابة الصهيونية، وأنّ هذه الجهود بلا جدوى ولا طائل، وأنّ العصابة الصهيونية لن تكون بأمان، وأنّ أبناء الإسلام الأبطال بأيدي قوى المقاومة سيقضون عليهم. (İLKHA)