كتب الأستاذ "محمد غوكتاش" في زاويته الأسبوعية:
"إنّ الذين يقرأون الأحداث بهذه الطريقة، (أنّ كلّ هذه الأحداث هي خدعة خيالية لإسرائيل، وخطة تعمل خطوة بخطوة، ومشروع دقيق جداً لإنشاء إمبراطورية صهيونية كُبرى، وذلك يعني، أنّ كل ما ذكرناه بالأمس، من أنّ القبة الحديدية تحوّلت لمصفاة وغربال مثقوب، وأنّ الموساد صار مهترئاً بالياً، ليس بواقع، بل أنّ كل شيء يسير كما خططت إسرائيل.
ويعني، أنّ ليس القبة الحديدية لم تتحول لمجرد غربال، وأنّ الموساد لم يصير مهترئاً ولا بالياً فحسب، بل كل شيء تمّ غض النظر عنه قصداً ومع العلم، وحتى أكثر من ذلك، فقد تمّ توجيه حماس نفسها لهذا الأمر.
فالمسألة هي الاستيلاء على فلسطين، واحتلال لبنان، واحتلال سورية والعراق، ثمّ احتلال قسم مهم من تُركيا، وإقامة إمبراطورية صهيونية الكبرى، وهذا يعني أنّ حماس وقعت في هذه الخدعة بغبائها).
فهؤلاء يحاولون إقناع الجميع بذلك، ولا يقومون فقط بإضعاف معنويات شعبنا، بل يقومون بتكييفنا مع كذبة الصهيونية التي لا تُقهر ولا تُكبح، والمخيف أكثر من الأمر، أنّهم بذلك يُشركون بالله تعالى، ويجعلون معه إلهاً آخر سبحانه.
والاعتقاد بأنّ إسرائيل أو الموساد يعلم بخطى النملة في البيداء، وبصوت جناح الذبابة بالهواء، ولا يمرُّ طائر يطير بحدوده إلا يعلمه، ويعلم بتهامس أي اثنين ضده بأيّ مكان في العالم، وإذا لم يكن هذا الاعتقاد شركاً، فأيّ شيء هو؟
والمحزن أكثر من الأمر، أنّ قسماً كبيراً ممن يعتقد ذلك الفكر الذي يسوق إلى الكفر، ويفعل ذلك باسم إثبات سوء وشر إسرائيل والمعادة لها.
لكن بالنتيجة، فإنّ ترسيخ إسرائيل بوصفها غير قابلة للتدمير، ولا تُهزم، ولا يمكن إيقافها، وتفعل ما تشاء، ولا يمكن كبحها أمام الإنسانية وأمام المسلمين خاصةً، وألا يكون شركاً بأكثر شكل عملي له؟.
والجانب الأسوأ والأخبث من الأمر، أيّ أحد يقول شيء ضد الصهيونية، أو يقوم بأيّ شيء لدعم الفلسطينيين المسلمين، سيُعتبر أنّه وقع بفخ الصهيونية، وسيُعد أنّه صار ألعوبةً بيدهم.
لكن يجب ألا يُنسى أن:
العليم بكل شيء والخبير هو الله تعالى.
والبصير السميع لكل شيء هو الله تعالى،
ومن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور هو الله تعالى.
ويجب أن يُعلم أن:
ما ورقة تسقط إلا بعلمه تعالى،
وأن الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، ويؤتي المُلك من يشاء وينزع المُلك ممن يشاء هو الله سبحانه وتعالى". (İLKHA)