كتب الكاتب "د.بكر تانق" في زاويته الأسبوعية، أنّه عقب رد الفلسطينيين على المحتلين يوم السبت الماضي، رفعت الدول الأوروبية علم الاحتلال بجانب أعلامها الوطنية، وأعلنت وقوفها إلى جانب الاحتلال بجميع إمكانياتها وجهودها.

بالمقابل، لم تجرؤ أي دولة إسلامية أن ترفع العلم الفلسطيني بجانب علمها الوطني، وباستثناء دولة أو دولتين، لم تُعلن أي دولة وقوفها إلى جانب المقاومة المشروعة للفلسطينيين، وهذا الهجوم المشروع للفلسطينيين يُظهر مرة أخرى من بجانب الظلم والظالمين، ومن بجانب العدالة والسلام.
وبمعنى آخر، ميّز بين الكافر والمنافق والمؤمن، وكشف أيضاً أصحاب الأعراف، والأعراف لمن لا يعرف، هو موضع بين الجنة والنار، ويمكن اعتباره بأنّه موضع من لا يتخذ جانباً ويقف بين الطرفين، وعندما ننظر إلى أصحاب الأعراف فمن المؤسف أن تجد كثيراً منهم من يُعرّف عن نفسه بأنّه مسلم، وهذا يُظهر لنا أنّ السبب الذي جعلنا أمةً تُعاني من الذلة، أكثر من قوة عدونا، هو ما فينا من الضعف والجبن والجهالة، مما لا يمكننا التعبير عنه.

وكما ذكرنا في العنوان، فالدول الأوروبية رغم علمها بأنّ إسرائيل المجرمة قاتلةٌ محتلةٌ وظالمةٌ، وأنّ الأمم المتحدة قد أكّدت ذلك وسجلته لمرات عديدة، فهي أصدرت على الفور بياناً يُندد بالهجوم الدفاعي للفلسطينيين، معلنةً أنّها بكل إمكانياتها في جانب المحتل.

أيضاً، لم يكتفِ الاحتلال بقطع الماء والكهرباء والعلاج والمساعدات الإنسانية، بل أعلن عن منع تقديم المساعدات الإنسانية.

أمّا الدول الإسلامية، فكما لم يتمكنوا من اتخاذ موقف موحد، لم تُصدر أي منها بياناً حتى حول إعادة النظر في علاقاتها مع الاحتلال، وباستثناء دولة أو دولتين، استمرّت علاقات جميع الدول مع الاحتلال كما هي.

فهذا حال حكوماتنا، أمّا نحن المسلمون، هل اختلف حالنا؟ مع الأسف، لا!.

فمثلاً، عندما نطالب حكوماتنا بتطبيق حظر على الاحتلال، على نلتزم نحن بهذا الحظر والمقاطعة؟، بألا نستمر بشراء منتجاتهم رغم علمنا أنّ كل قرش يُدفع لمنتجاتهم يكون رصاصة تُطلق على المضطهدين؟.

لذلك، بينما ننتقد وندين بحق المواقف الذليلة للدول الإسلامية وحكوماتنا، علينا أن لا ننسى نصيبنا من هذه الذلة والخنوع.

 ومن واشنطن إلى لندن، ومن باريس إلى برلين، جميع الكفار يقومون بنفس اليوم بإمطار المظلومين بضربات من نار، أمّا نحن المسلمون، لم نطور لنا أسلوباً فريداً خاصاً بنا.

فنحن نعاني من كل أنواع العلل، ومن القومية إلى الطائفية، ومن الفئوية إلى الأنانية، لذلك يكون أسلوبنا وتصرفاتنا نابعين -ليس من ديننا- بل من قوميتنا وطائفيتنا وفئويتنا وأنانيتنا.

بالطبع، إنّ خلاصنا من هذا الحال، وانتصارنا على الظلمة مهما بلغت قوتهم لممكن، فقط يكفي أن نقوم بهذا الأمر ونُنفذه: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ ءَامِنُوا۟﴾.
(İLKHA)