لقد وفّر مؤتمر الإسلاموفوبيا الذي عُقِد في قطر لمدة يومين منصة لمناقشات ثاقبة حول القضية السائدة التي تُغطي مختلف جوانب المجتمع والخطاب العالمي.
حيث تمّت مناقشة دور وسائل الإعلام في إدامة الخطابات المعادية للإسلام وارتباطها بالسياسات الحكومية التي تُشكل التصور العام بشكل مستفيض، وكان هذا موضوعًا تمّت مناقشته بحلقة نقاش في المؤتمر بعنوان "التاريخ العالمي وممارسات الإسلاموفوبيا" الذي نظّمه أعضاء هيئة التدريس بجامعة جورج تاون في قطر "كارين فالتر" و"عبد الله العريان" وكلاهما أستاذان مشاركان في التاريخ.
"إنّ الإسلاموفوبيا لن تكن موجودة بدون وسائل إعلام نظامية ومؤسسية تتماشى مع سياسة الحكومة"
وقد لوحظ أنّ استخدام اللغة في وسائل الإعلام عند تصوير مجموعة معينة يلعب دورًا هامًا في تصوير تلك المجموعة في الرواية العامة.
وقال المشاركون: "إنّ اختيار الكلمات والعبارات والروايات المستخدمة في وسائل الإعلام يؤثر بشكل كبير على كيفية إدراك الجمهور للمسلمين وفهمهم له، وقد شعروا بالفزع من أنّ اللغة كانت سلبية في الغالب، ممّا أدّى إلى زيادة الهجمات في جميع أنحاء العالم".
وقال العريان: "إنّهم يحاولون تصوير الإسلام على أنّه دين ظالم وعنيف تجاه المرأة، ومن خلال القيام بذلك، يحاولون تفعيل الأحكام المسبقة السيئة الموجودة لدى الجمهور".
"بالنظر إلى عدم الاستقرار والفوضى والعنف وفراغ السلطة الذي يأتي مع الغزو الأمريكي للعراق وزعزعة الاستقرار العام في المنطقة، هل من المفاجئ ظهور جماعة مثل داعش؟"
وأضاف قائلًا: "لكن وسائل الإعلام الغربية، من خلال نشر أخبار مثيرة عن داعش، تحاول إخفاء انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق والهدف الحقيقي من الحرب، فلقد استخدمت وسائل الإعلام الغربية منذ فترة طويلة استعارات معادية للأجانب ومستشرقة لتصوير العرب والمسلمين بشكل سلبي، والعديد من هذه الروايات تتقاسمها سلطات الدول، وتؤدي حتماً إلى إثارة موجة من العنف والكراهية ضد أفراد هذه المجتمعات".
وفي تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي، كان قد قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "بوريل" في خطاب ألقاه في بلجيكا: "إنّ أوروبا حديقة وإنّ معظم بقية العالم عبارة عن غابة، ويمكن للغابة أن تغزو الحديقة".
وقبل سنوات، كان الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" يستخدم لغة مماثلة الذي كان يُلقي بانتظام كلمات مثل "الإرهابيين" الذين يعملون في الصحاري والغابات، الأمر الذي ساعد بدوره في تغذية عدسة استشراقية تهيمن على الروايات الغربية عن الشرق الأوسط. (İLKHA)