معلوم أن نظام التعليم المختلط هو من أهم مواضيع الأخبار في هذه الأيام، وقد بدأ الحديث عن ذلك منذ بيان وزير التربية والتعليم الوطني الجديد في وسائل الإعلام.
في الواقع فإنه من الجيد أن تتم مناقشة نظام التعليم المختلط المفروض، الذي هو من أهم مشكلات نظام التعليم في تُركيا، والحديث والمناقشة في أحد أكثر المسائل إشكالاً، يعد مستوىً مهماً في حرية الفكر بالنسبة للدولة والمجتمع.
لكن من ينظر إلى هذه المسألة بسوء نية أو يستغلها من زاوية معاداة الدين تحت مظلة العلمانية، هم في الحقيقة ينزلون من مستواهم الأخلاقي، وينقلون الموضوع إلى جانب آخر، ويبدو أن إجراء المناقشات الصحيحة والسليمة يزعجهم ويقض راحتهم، لأن مناقشة هذه المسألة الحساسة بطريقة سليمة مع الاطلاع على أنظمة التعليم الأخرى في دول العالم، سيظهر أن نظام التعليم المختلط ليس له ما يدعمه ويؤيده، لا من أصول التربية والتعليم "الپداغوجيا" ولا من حقوق الإنسان والحريات، فعلينا لمرة أن نتعلم مناقشة هذه المسائل والقضايا بأسلوب حضاري واحترام متبادل وتسامح.
لقد أظهرت الأبحاث والدراسات التي أُجريت حول العالم, أن الطلاب والطالبات الذين يتعلمون في مدارس منفصلة هم أكثر نجاحاً بالمقارنة بالتعليم المختلط، وتصل نسبة النجاح إلى 22%، بل تجاوزت نسب النجاح في بعض الدول مثل إنگلترا 50%، فلكل من الذكور والإناث إبداعات وإمكانات مختلفة بسبب البنية الجسدية والإحيائية "البيولوجية" والبنية العقلية والعاطفية.
لا يعني ذلك أن أحد الجنسين أفضل أو أكثر تفوقاً من الآخر، بل إنه يدل أن إخضاع الجنسين لنفس النظام التعليمي يعد خطأً تربوياً وتعليمياً "پداغوجياً"، وليست الإساءات الجنسية إلا جزء من هذه المشكلة.
ومع مرور الوقت، تبينت أضرار التعليم المختلط في جميع أنحاء العالم، وسرعان ما بدأ التراجع عن هذا الخطأ، بدأ نموذج التعليم المنفصل "أحادي الجنس" بجذب الانتباه وصار مرغوباً في دول أوروبا، أمريكا، أستراليا واليابان. (مركز الفكر والتحليل الاستراتيجي 2017)
وهذا يدل، أن الدول التي تتصرف بعقلانية في مجال التعليم، بدأت تخرج التعليم المختلط من كونه إلزامًا مفروضاً يوماً بعد يوم.
فعلى سبيل المثال؛ يوجد في اليابان 80 جامعة نسائية، وفي أمريكا 96 جامعة، في حين أن المدارس الثانوية المنفصلة بلغت 506 مدارس، كما يوجد في إنگلترا 400 مدرسة حكومية ذات تعليم منفصل، وهذه الأعداد في تزايد يوماً بعد يوم، (منصة المعارف - ورشة التعليم المختلط 2023)
ومع تعلم مناقشة هذه القضية بشكل صحي وصحيح يمكن أن نصل لنتيجة صحية وصحيحة، ورغم كل من يثير الإشكال أو يظهر تعصباً إيديولوجياً، فإن المنطق السليم سيسود إن شاء الله. (İLKHA)