أعلنت بولندا، الأربعاء، إيقاف تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وذلك وسط خلاف محتدم بين الحليفين، بشأن حظر فرضته وارسو والمجر وسلوفاكيا على صادرات الحبوب الأوكرانية.
ونقلت شبكة CNN الأميركية، عن رئيس الوزراء البولندي "ماتيوس مورافيتسكي"، رده على سؤال أحد الصحافيين: "لم نعد ننقل أسلحة إلى أوكرانيا لأننا نقوم الآن بتسليح بولندا".
وأضاف: "إذا أردت الدفاع عن نفسك فيجب أن يكون لديك ما تدافع به، ونحن ندرك هذا المبدأ ولذا قمنا بزيادة الطلبيات".
وأردف: "إنه لن يخاطر بزعزعة استقرار السوق البولندية من خلال قبول واردات الحبوب الأوكرانية، لكنه لن يمنع المرور عبر بولندا"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية البولندية.
وتابع: "بالطبع سنحافظ على عبور البضائع الأوكرانية، ولا تتحمل بولندا أي تكاليف نتيجة لذلك، على العكس من ذلك، يمكن القول إننا نكسب منه".
واتهم مورافيتسكي من وصفهم بالأوليغارش الأوكرانيين، وهو مصطلح يطلق على رجال الأعمال ومسؤولين سابقين تضاعفت ثرواتهم عبر صلاتهم بالحكومات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، بدفع حبوبهم إلى السوق البولندية دون الاهتمام بالمزارعين المحليين، قائلاً: "إن بولندا ستركز الآن على توريد أحدث الأسلحة لأغراضها الخاصة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البولندية (بولسات).
ويوم الثلاثاء، ألغى الرئيس البولندي "أندريه دودا"، اجتماعًا مع الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، كان مزمعًا عقده في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، مشبهًا أوكرانيا بالرجل الغارق، الذي يتشبث بكل شيء، والقادر على جر المتشبث بهم إلى القاع معه.
وأكدت السلطات البولندية أن الجمهورية هي ثالث أكبر مورد للأسلحة إلى أوكرانيا، في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
وكانت بولندا منذ فترة طويلة واحدة من أقوى حلفاء أوكرانيا منذ انطلاق الحرب الروسية في شباط/ فبراير من العام الماضي 2022، إلى جانب العديد من دول الكتلة الشرقية الأوروبية، التي تخشى أن تكون التالية، حال نجاح المساعي العسكرية الروسية في أوكرانيا.
لكن الحليفين أصبحا على خلاف، إذ فرضت بولندا ضمن دول أوروبية أخرى، حظراً على الحبوب الأوكرانية في وقت سابق من العام الجاري، لحماية المنتج المحلي من الحبوب في تلك الدول، إذ يعفي الاتحاد الأوروبي صادرات الحبوب الأوكرانية من الرسوم الجمركية، ما يجعلها أرخص سعراً من الحبوب في تلك الدول.
والأسبوع الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي، خططاً لتعليق الحظر، لكن الدول الثلاث، قالت: "إنها تعتزم تحدي التغيير والحفاظ على القيود".
وأدى ذلك إلى احتجاجات من أوكرانيا، التي رفعت هذا الأسبوع دعاوى قضائية ضد الدول الثلاث بشأن هذه القضية، إذ تطرق الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، الأربعاء، أثناء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ذلك الموضوع، قائلًا: "قد تبدو بعض الدول وكأنها تلعب دورها الخاص، لكنها في الواقع تساعد في تمهيد الطريق أمام موسكو".
وأثارت تلك التصريحات إدانة فورية من بولندا، حيث استدعت الخارجية البولندية، السفير الأوكراني في وارسو، لإبلاغها باحتجاجها القوي. (İLKHA)