نظمت جمعية "أوزغور دير" في إسطنبول ضمن حديقة فاتح ساراجهان وقفة احتجاجية تحت عنوان "دعونا نرفع راية الإخوان ضد العنصرية" ضد العنصرية في تركيا.
وشهدت وقفة مشاركة مكثفة من قبل العديد من المنظمات المدنية مثل جمعية "مظلوم در"، مؤسسة الإمام البخاري، مؤسسة فتح، ومجلة التوحيد، و"أوكور در"، وشباب موشتو، IHH، جمعية حقوق اللاجئين، جمعية دعوة، حركة الإنسان والقيمة، جمعية طريق الرحمة، وإقرأ در، جمعية الأندلس، وقدمت العديد من المنظمات غير الحكومية الدعم مثل مجلة الشباب وإدارة حزب الهدى في إسطنبول.
"نعلم أن أساس العنصرية هو منهج الجاهلية"
وبدأ البرنامج بقراءة القرآن الكريم، وقرأ رئيس جمعية أوزغور دير "رضوان كايا" البيان الصحفي نيابة عن مجموعة المنظمات والمؤسسات المشاركة، قائلاً: "نحن مع وعي محاربة آفة العنصرية التي تلوث هوائنا ومياهنا وأرواحنا، وتقضي على العقول وتفسد شبابنا وتجعل مستقبلنا مظلماً، نحن نعلم أن العنصرية هي مرض عقلي، وحقد، وسواد في القلب، وأن أصل كل ذلك هو منهج الجاهلية، وهذا المنهج الجاهلي يجعله ينسى أنه خلق كسائر البشر من قطرة ماء فيتمرد، ويحاول أن يجعل أرض الرحمن غير صالحة لسكنى عباد الرحمن، وهو انعكاس للشرك والظلم ضد حدود الله، ومن الواضح أن العنصرية ليست ظاهرة جديدة في هذا البلد، على الرغم من أنها أصبحت أكثر انتشارا في الآونة الأخيرة، واليوم، نعلم جيداً كيف أن العقلية التي تعادي إخواننا وأخواتنا الذين لجأوا إلى هذا البلد من مختلف جغرافيا الأمة، وخاصة السوريين، وترى أن كل أنواع الافتراء والإهانة والاعتداء عليهم مشروعة، كانت معادية للناس من مختلف شرائح المجتمع في هذا البلد لمدة مائة عام بالضبط".
"الدافع الأساسي وراء العداء للعرب هو العداء للإسلام والأمة"
وتابع كايا: "هذه العقلية، التي تجبر الناس على قول ’أنا تركي’ من أجل أن يكونوا سعداء، وفرقت لقرون بين الأشخاص الذين يعرفون عن أنفسهم بأنهم ’الحمد لله، أنا مسلم’ في هذه الجغرافيا، على أساس النسب والعرق والدم، ففي العشرينات والثلاثينات، ولعقود من الزمن، تم تجاهل الأكراد وإنكارهم وحصلت محاولات لاستيعابه،. ومن الواضح أن الدافع الرئيسي وراء الخطاب الذي نواجهه اليوم على شكل كراهية للعرب هو العداء للإسلام والأمة، فأصبحت تزعجهم الناس الذين يتحدثون العربية فيما بينهم، والطعام الذي يتناولونه، وحتى اللافتات العربية التي يعلقونها في محلاتهم، نحن نشعر بالاشمئزاز بحق من هذا الموقف المقرف، لكننا لسنا متفاجئين، لأن الذين تزعجهم اللافتات العربية اليوم هم الذين حاولوا ذات يوم إخفاء الكتابات الجليلة في مساجدنا، وآيا صوفيا شاهد على ذلك، فهم الذين منعوا الأذان العربي، والمآذن تشهد، وهم الذين منعوا القرآن، ويشهد على ذلك الأجيال التي سبقتنا والله تعالى الذي يرى ويعلم كل شيء، ولا شك لدينا في أن الذين يستهدفون المهاجرين اليوم ويحاولون طردهم بمختلف الحجج سيجبروننا على ترك ومغادرة هذا البلد غداً، إذا أتيحت لهم الفرصة، في واقع الأمر، لقد شهدنا جميعًا هذا الأمر وشاهدناه مؤخرًا، ألم يقولوا لشعبنا بالذهاب للجزيرة العربية أو إيران لأنهم أرادوا الدراسة بالحجاب وتنظيم حياتهم وفق الإسلام؟".
"تركيا تخسر أيضًا بسبب العنصرية، ويبتعد من يريد الاستثمار"
وأشار "كايا" إلى أن العنصريين كانوا يطلقون النار فعليًا على نفس الهدف وأن تركيا تضررت أيضًا، قائلاً: "أولئك الذين يرون وجود تركيا في ليبيا وسوريا ومساعدة المظلومين هناك احتلالًا، وأولئك الذين يرون العرب هنا هم في الواقع نفس الأطراف، إنها دعاية ذات وجهين، إنهم يحاولون تحويل الأمة إلى أعداء مع بعضهم البعض، وبسبب العنصريين، تضيق نفوسنا ونخجل من إنسانيتنا، وفي الوقت نفسه، تركيا تخسر أيضاً السمعة التي بنتها على مدى عقود، وتتضرر وتعاني من خسائر اقتصادية، لأن الذين يريدون الاستثمار يبتعدون عن هنا، وحتى الناس يخشون القدوم كسائحين، والأهم من ذلك، سلام البلاد، إن المجتمع يتزلزل، ونحن ندعو الحكومة إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحاً وحسماً ضد العدوان العنصري".
"سنستمر في العيش أخوة حتى نهاية الزمن"
وشارك رئيس حزب الهدى في محافظة إسطنبول بالاحتجاج مدلياً بالتصريحات التالية: "الحمد لربنا الذي خلقنا من قبائل مختلفة وألسنة مختلفة ثم جعلنا إخوانا، أود أن أبدأ بالكلمات الشهيرة للشهيد مالكوم إكس القائل: ’العنصرية ليست أيديولوجية، بل هي مرض نفسي’، واليوم نرى في بلادنا أن العنصرية هي في الحقيقة مرض نفسي، حيث تحاول حفنة من العنصريين التفريق بين أمة ضخمة عاشت جنباً إلى جنب مع أكرادها وأتراكها وعربها، وقاتلت كتفاً بكتف في هذا البلد وعلى هذه الأراضي لعدة قرون، نقول ونحن مرتاحي البال، لا يمكنهم تحمل هذا، لأنهم لا يمثلون 85 مليون شخص، وهم أقلية صغيرة، لقد كنا جنبًا إلى جنب، كتفًا إلى كتف، ونعيش معًا لعدة قرون، ونأمل أن نستمر في العيش الأخوة حتى النهاية، لن تتمكن بعض التصريحات وبعض الشعارات من التغلب على أخوتنا أو التسبب في أدنى ضرر لأخوتنا".
"كانت هناك مطاردة للساحرات في شوارع وطرقات إسطنبول"
وانتقد البروفيسور د. أحمد أغيراكجا الإجراءات الأخيرة تجاه اللاجئين، خاصة في المدن الكبرى، قائلاً: "اليوم، كأنهم يقومون بصيد الساحرات في إسطنبول وإزمير والمدن الكبرى، حيث يحاولون القبض على أي شخص يصادفونه وترحيله، هذه بساطة شدة وعنصرية، لن يذكر اسمهم بالخير أبدًا، وكما أن هتلر وموسوليني ملعونان اليوم، فسوف يلعنان بنفس الطريقة في المستقبل، واليوم، للأسف، قام الأصدقاء في السلطة، فبعد خطاباتهم، كالذي يتصيد الساحرات في شوارع وأزقة إسطنبول ويحاولون إبعاد الذين لا يقيمون في إسطنبول منها وحتى من تركيا، عندما تقومون بجولة في إسطنبول، في الفاتح، في شارع أك شمس الدين، سوف تخجل من إنسانيتكم، وتم سحب رقائق الألومنيوم فوق اللافتات وتم محو الكلمات العربية، ما سبب هذا؟ هل عاد عداء حكومة حزب الشعب الجمهوري الحاصل في الأربعينيات تجاه اللغة العربية والقرآن الكريم من جديد؟ علامة استفهام عالقة في أذهاننا! لماذا هذا العداء تجاه اللغة العربية؟ ما سبب هذا؟
"لسوء الحظ، فإن أصوات حفنة من المجتمعات مرتفعة ومن هم في السلطة يأخذونها على محمل الجد."
وأكد رئيس جمعية مظلوم در على أن المرض النفسي يكمن في جذور العنصرية، قائلاً:
"إن ما يحدث في تركيا يتجاوز العنصرية بالمعنى الكلاسيكي، ويظهر على أنه عداء كامل للإسلام، لأن العنصريين في تركيا يعاديون أيضًا التركمان والتركستان الشرقيين والأوزبكستانيين، ويستغلون بعض صعوبات العيش معًا لزرع بذور الشقاق في المجتمع، عندما تبحثوا بعمق، يمكنكم أن تفهموا أن هؤلاء العمال الذين يعانون من ضائقة نفسية هم في الواقع مجرد حفنة من الناس، وإنه ليس عددا كبيرا جدا، والحمد لله، مجتمعنا أكثر عقلانية، ومع ذلك، ولسوء الحظ فإن صوت هذه المجموعة من الناس مرتفع للغاية وتؤخذ على محمل الجد من قبل من هم في السلطة". (İLKHA)