ظهرت المعلمة المدعوة تريبتا تياجي في المقطع وهي جالسة على مكتبها، بينما كان التلاميذ يتناوبون على تنفيذ توجيهاتها بضرب زميلهم المسلم، وقد ألقت تياجي نصائح بالضرب بشكل أكثر قوة قائلة: "لماذا تضربونه بلطف؟ عليكم ضربه بقوة أكبر. اصفعوه في منطقة الخصر (...) ستصبح وجنتاه حمراء".
وقد تم تسجيل أصوات التلاميذ ينفذون تلك التعليمات والطالب المسلم يتلقى الضربات ويبكي.
ومن جانب آخر، أشارت المعلمة في المقطع إلى تصريح غير مقبول بقولها "لقد أعلنت أن جميع الأطفال المسلمين يجب أن يغادروا".
وأثار هذا الموقف موجة من الاستنكار والغضب من قبل الجمهور، حيث تم استجواب الطالب محمد التماش (بعمر 7 سنوات) في مقابلة صحفية، وأفاد بأن هذا المشهد استمر لمدة ساعة بأكملها، بسبب عدم قدرته على الإجابة على سؤال دراسي بشكل صحيح.
وقال والدا الطفل للجزيرة إن الحادث وقع أمس الأول الخميس في قرية كوبابور، وأضافت والدته روبينا "عاد ابني إلى المنزل وهو يبكي. لقد أصيب بصدمة نفسية. هذه ليست الطريقة التي يعامل بها الأطفال".
وبحسب والده محمد إرشاد وهو مزارع، فإن المعلمة "طلبت من زملاء ابني بالصف أن يصفعوه واحدا تلو الآخر. بررت المعلمة تصرفاتها بالقول إن ابني لم يحفظ دروسه. ابني جيد في دراسته. لا نفهم لماذا تمت معاملته بهذه الطريقة". وأضاف الرجل البالغ من العمر 42 عاما "يبدو أن المعلمة مملوءة بالكراهية".
وأضاف "قررت إخراج ابني من هذه المدرسة. لم أرغب في تقديم شكوى للشرطة لأنني لا أريد أن يتم الاتصال بي من قبل الشرطة أو المحكمة بين الحين والآخر، لا أريد الخوض في كل هذه الأمور".
من جانبها، خرجت المدرسة التي ظهرت في المقطع، لتبرر ما حدث، بأنها معاقة ولا تستطيع النهوض لذلك طلبت من التلاميذ ضرب زميلهم نيابة عنها.
وأفادت الشرطة المحلية في بيان، أنها وجهت تهم "ضرب الطالب مع ترديد عبارات دينية"، ضد المعلمة، وأنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية.
وتصدر المقطع المنصات الهندية، وسط غضب واسع لما وصفه النشطاء بأنه "تمييز ديني في المدارس"، وطالب النشطاء باتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة ومعاقبة المعلمة على هذا التصرف.
ويشكل المسلمون ما يقرب من خمس سكان ولاية أوتار براديش البالغ عددهم 235 مليون نسمة.
وقال راهول غاندي، زعيم المعارضة البارز، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء السابق "زرع سم التمييز في عقول الأطفال الأبرياء، وتحويل مكان مقدس مثل المدرسة إلى سوق للكراهية، لا يوجد شيء أسوأ يمكن أن يفعله المعلم للبلاد".
وأضاف "هذا هو نفس الكيروسين الذي نشره حزب بهاراتيا جاناتا والذي أشعل النار في كل ركن من أركان الهند"، في إشارة إلى حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.
وكتب رئيس مجلس عموم الهند لاتحاد المسلمين أسد الدين عويسي "هذا المقطع، هو نتاج آخر 9 سنوات، حيث الرسالة التي حفرت في أذهان الأطفال الصغار أنه يمكن للمرء أن يضرب المسلم ويهينه دون أي عواقب".
وانتقد عويسي غياب التحرك الرسمي لعقاب المدرسة، واتخاذ موقف حاسم ضد هذا التصرف، مستنكرا في حديثه غياب المنظمات الحقوقية، وهيئات حماية الأطفال.
ويعاني المسلمون الذين يزيد عددهم على 200 مليون نسمة من بين تعداد سكان البلاد الذي يقدّر بنحو 1.4 مليار نسمة، الاضطهاد والتمييز العنصري، خاصة منذ أن وصل حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للسلطة في 26 مايو/أيار 2014.
وقبل نحو 9 سنوات أطلق مودي سلسلة من الإجراءات وأقر سياسات ضد المسلمين، بدأها بإلغاء الوضع الخاص بكشمير الهندية والتضييق على المسلمين، وبعدها شرع الحزب الحاكم في تعديل قانون الجنسية ومطالبة المسلمين بوثائق تثبت أن أجدادهم كانوا في الهند قبل عام 1971، ثم أقر الحزب القانون الذي يمنح الجنسية الهندية للمهاجرين شرط ألا يكونوا مسلمين.
المصدر: الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي (İLKHA)