تظاهر مئات السوريين مجدداً، اليوم الجمعة، في مناطق عدة في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، في تحركات انطلقت احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية وتطورت إلى المطالبة بإسقاط نظام الأسد، العاجز عن إيجاد حلول لتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي والخدمات الأساسية في المناطفق الخاضعة لسيطرته.
وتشهد المحافظتان منذ نحو أسبوع تحرّكات شعبية أعقبت قرار السلطات زيادة الرواتب للعاملين في الدولة بمقدار 100 بالمئة في مقابل زيادة أسعار المواد الأساسية بمقدار 300 بالمئة، إضافة لرفع الدعم عن الوقود والمشتقات النفطية والغاز، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين وانهيار الليرة أمام العملات الأجنبية.
ففي محافظة درعا، التي كانت تعدّ مهد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011 قبل أن يقمعها النظام بالقوة، شارك عشرات السكان في تظاهرة في بلدة بصرى الشام، مرددين هتافات مناهضة لرئيس النظام بشار الأسد.
ورفع المتظاهرون في البلدة، التي أبرمت اتفاقات تسوية مع النظام برعاية روسية، بدءاً من العام 2018، لافتات حملت شعارات عدة بينها "إرحل، نريد أن نعيش" و"السكوت اليوم يعني استمرار الطاغية".
وقال موقع تجمع أحرار حوران: "إن المحافظة سجّلت 8 نقاط تظاهر، كان أبرزها في نوى والحراك وبصرى الشام وجاسم".
وأفادت مصادر محلية سورية، أن التظاهرات تأتي تأكيداً على مطالب الثورة السورية التي تركز على تنحي رأس النظام السوري وتحقيق انتقال سياسي في البلاد.
وكانت مدينة درعا وريفها قد شهدت، صيف 2021، تصعيداً عسكرياً بعد ثلاث سنوات من تسوية استثنائية أرستها روسيا، سلّم بموجبها مقاتلو الفصائل سلاحهم الثقيل فقط، مقابل بقائهم في مناطقهم، ولم تنتشر قوات النظام في كل أنحاء المحافظة.
وإثر التصعيد، تم إخراج دفعة من المقاتلين الرافضين للتسوية وانضم آخرون إلى صفوف جيش النظام، لكن المحافظة تشهد بين الحين والآخر اشتباكات وفوضى أمنية واغتيالات لمقاتلين سابقين في صفوف الثوار.
وفي محافظة السويداء، تظاهر المئات في ساحة الكرامة/ السير في مدينة السويداء، في تحرك قالت مصادر: "إنه الأكبر منذ اندلاع الاحتجاجات نهاية الأسبوع الماضي".
وفي تطوّر لافت، تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً أظهرت رفع علم الثورة السورية في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء.
وردّد المتظاهرون هتافات عدة بينها "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"سورية لنا وليست لبيت الأسد". (İLKHA)