قالت الباحثة في هيومن رايتس ووتش "نادية هاردمان" في بيان: "إنّ السلطات السعودية تقتل مئات المهاجرين وطالبي اللجوء في المنطقة الحدودية النائية مع اليمن أمام أعين بقية العالم".
وقالت هاردمان: "يجب ألا نحوّل الانتباه عن هذه الجرائم الشنيعة من خلال إنفاق المليارات لشراء ملاعب الغولف الاحترافية، وأندية كرة القدم، والفعاليات الترفيهية الكبرى لتحسين صورة السعودية".
وقد وثّقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومقرّها نيويورك الانتهاكات ضد المهاجرين الإثيوبيين في المملكة العربية السعودية، واليمن منذ ما يقرب من 10 سنوات، لكنّها أشارت إلى أنّ عمليات القتل الأخيرة تبدو "واسعة النطاق ومنهجية"، ويمكن أن ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وفي العام الماضي، أفاد خبراء الأمم المتحدة أنّه في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022، كانت هناك مزاعم مثيرة للقلق بأنّ القصف المدفعي ونيران الأسلحة الصغيرة عبر الحدود من قبل قوات الأمن السعودية أدّى إلى مقتل حوالي 430 مهاجراً في جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن.
وتشير الاتهامات التي لم تُعلّق عليها الرياض على الفور، إلى تزايد الانتهاكات بشكل كبير على طول "الطريق الشرقي" الخطير، والذي يمتد من القرن الأفريقي إلى السعودية، حيث يعيش ويعمل مئات الآلاف من الإثيوبيين.
وبينما لم يرد المسؤولون السعوديون على طلب وكالة "فرانس برس" للتعليق على التقرير، قال تقرير هيومن رايتس ووتش: "إنّه لم يكن هناك رد على الرسائل المرسلة إلى وزارتي الداخلية والدفاع السعوديتين، ولجنة حقوق الإنسان، والمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن".
وفي عام 2015، حشد المسؤولون السعوديون تحالفًا للإطاحة بالحوثيين الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء، من الحكومة المعترف بها دوليًا.
وأشير إلى أنّ العديد من الانتهاكات التي كشفت عنها "هيومن رايتس ووتش" ربما حدثت خلال وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نيسان/ أبريل 2022، وظلّ مستمرًا إلى حد كبير على الرغم من انتهاءه رسميًا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
إطلاق النار من مسافة الصفر
واستخدم تقرير "هيومن رايتس ووتش" مقابلات مع 38 مهاجرًا إثيوبيًا يحاولون العبور من اليمن إلى المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو والصور، أو التي تمّ جمعها من مصادر أخرى المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للتقرير، وصف الأشخاص الذين أجريت مقابلات معهم 28 حادثة أسلحة متفجرة، بما في ذلك الهجمات بقذائف الهاون.
وقال التقرير: "إنّ بعض الناجين وصفوا الهجمات من مسافة قريبة، وسأل حرس الحدود السعوديون الإثيوبيين "أي جزء من أجسادهم يفضلون أن يتم إطلاق النار عليهم".
ودعت "هيومن رايتس ووتش" الرياض إلى "الإلغاء الفوري والعاجل" لسياستها المتمثلة في استخدام القوة المميتة ضد المهاجرين وطالبي اللجوء، وحثت الأمم المتحدة على التحقيق في عمليات القتل المزعومة. (İLKHA)