وجه وزير الدفاع الصهيوني "يوآف غالانت" تهديداً نارياً لحزب الله اللبناني، مهدداً بإعادة لبنان إلى العصر الحجري.
جاء ذلك خلال تفقده لمنطقة جبل دوف "مزارع شبعا المحتلة"، على الحدود اللبنانية، ورؤيته لخيمة أقامها حزب الله في المنطقة، وفق هيئة البث العبرية الرسمية، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال غالانت: "أحذر حزب الله ونصر الله ألا يخطئا، لقد ارتكبتم أخطاء في الماضي ودفعتم ثمناً باهظاً للغاية، إذا ما اندلع هنا، لا قدر الله، تصعيد أو مواجهة؛ سنعيد لبنان إلى العصر الحجري".
وأضاف مواصلاً تهديده: "أحذر حزب الله وزعيمه، لا تخطئوا.. لن نتردد في استخدام كل قوتنا، وتدمير كل متر يخص حزب الله ولبنان إذا اضطررنا لذلك".
وتابع: "سنعرف كيف نحمي مواطني إسرائيل ودولة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، على العدو أن يفهم أنه عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل فنحن جميعًا متحدون"، في إشارة إلى الشرخ الحاصل في المجتمع الصهيوني، بسبب خطة إضعاف القضاء وتغلغل هذا الشرخ إلى صفوف جيش الاحتلال.
واستدرك غالانت: "إن إسرائيل ليست معنية بالحرب، لكننا مستعدون للدفاع عن مواطنينا وجنودنا وسيادتنا".
وشملت جولة غالانت المنطقة الحدودية اللبنانية ومقر فرقة الجليل العسكرية ومزارع شبعا، حيث تلقى تقارير من ضباط في الجيش حول تقدم بناء جدار عند الحدود.
ورافق غالانت قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال "أوري غوردين" وضباط آخرون.
وأفادت وسائل إعلام صهيونية بأن غالانت تحدث مع ضباط الجيش حول أهمية تسريع بناء الجدار الحدودي، وقال: "جئت هذا الصباح إلى الحدود الشمالية، من أجل أن أتابع عن كثب الأحداث هنا في الفترة الأخيرة، والتقيت هنا مع ضباط الجيش الإسرائيلي والجنود، لدينا ضباط ممتازون".
ويصف المسؤولون الأمنيون في جيش الاحتلال حرباً مقبلة محتملة ضد حزب الله بأنها سيناريو خطير، معقول، ويتوقع إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية خلاله باتجاه الأراضي المحتلة ومن أكثر من جبهة.
وفي حال أرادت ما تسمى إسرائيل المبادرة إلى خطوة عسكرية استباقية لمنع سيناريو كهذا، فإنها لن تتمكن من القيام بذلك في ظل المناخ السياسي الحالي، وفيما يشكك الكثيرون في دوافع الحكومة ورئيسها "بنيامين نتنياهو"، وفق ما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس الاثنين.
وقالت الصحيفة: "إن سيناريو خطير – معقول، يردع إسرائيل ويفسر عدم رغبتها المعلن بحرب وردود أفعالها المعتدلة، مقابل استفزازات حزب الله المتكررة على طول الحدود".
ويسود قلق كبير في جهاز الأمن الصهيوني بسبب استمرار الوضع السياسي الداخلي على خلفية خطة الإصلاح القضائي الحكومية لإضعاف جهاز القضاء.
وقالت الصحيفة: "إن رد الفعل الإسرائيلي كان بهذا الشكل المعتدل في أعقاب تفجير مفترق مجدو، الذي نفذه عنصر تسلل من لبنان وحاول العودة إليها قبل أن تقتله قوات الأمن الإسرائيلية، وعندما استولى عناصر لبنانيون على كاميرات مراقبة إسرائيلية عند الحدود اللبنانية، وكذلك إثر إقامة قرابة 30 موقعاً لقوات "رضوان" النخبوية في حزب الله، وفي أعقاب نصب خيمة في مزارع شبعا".
وتشهد الحدود الفلسطينية اللبنانية، توترات متصاعدة بشكل كبير، ، حيث قدمت تل أبيب، شكوى رسمية ضد لبنان إلى مجلس الأمن الدولي، أواخر الشهر الماضي، مطالبة بإلزام بيروت بتحرك فوري لمنع إقامة حزب الله بنى تحتية عسكرية على الحدود، في إشارة للخيمة في منطقة مزارع شبعا المحتلة.
في المقابل، قدم لبنان، في 11 تموز/ يوليوالماضي، شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد الكيان الصهيوني على خلفية تكريس احتلالها الجزء اللبناني من بلدة "الغجر" الحدودية. (İLKHA)