أدانت المنظمات غير الحكومية التي اجتمعت أمام مسجد سلطان بيلي المركزي في بيان صحفي، الاعتداءات على مقدسات المسلمين.

ورفع المتجمعون القرآن بأيديهم، ورددوا شعار "لتُكسر الأيدي التي تمتد للمصحف الشريف" مع التكبير، وأعربوا عن رفضهم الاعتداء على الإسلام والقيم الإسلامية من الدنمارك وهولندا والعالم الغربي وخاصة السويد، وردّوا على الهجمات.

"القرآن الكريم عزنا وشرفنا وكرامتنا"

وقد قال "محمد أمين ياقوت" مخاطبًا الجمهور: "إنّ القرآن هو أعظم هبة من الله لنا، وأعظم هبة من الله للبشرية، فالإنسانية موجودة مع القرآن، وإذا أزلنا القرآن من الحياة، فستهلك البشرية وتموت، واليوم، في السويد والدنمارك والغرب، وفي يوم الجمعة، وفي يوم العيد المبارك، وأمام المسجد، يُهان المصحف أمام أعين المسلمين، ويُداس بالأقدام ويُركل، وللأسف يتم حرقه، فهذا اختبار عظيم للمسلمين، والقرآن الكريم شرفنا وعزنا وكرامتنا، وفي هذا الصدد، إذا داس أحد كرامتنا بالأقدام، فبالطبع، سيكون لدينا رد فعل على هذا الموقف، وسيكون بأقوى طريقة، وإنّنا اليوم، نُشهد الله وملائكته وعباده وساحة سلطان بيلي هنا، ونقول: يا رب إنّنا لسنا راضين عن هذا الظلم، ولسنا راضين عن هذا العمل الدنيء والعار والعمل اللاإنساني، ونحن ضد هذا المنكر".

"غطاء حرية الفكر والتعبير لا يعطي أبدًا الحق في مهاجمة مقدساتنا"

كما قرأ "سيهان يابان" البيان الصحفي نيابة عن منظمات سلطان بيلي غير الحكومية، حيث قال: "لا يوجد يوم لن يتم فيه شن هجوم جديد على قيمنا وديننا ونبينا وكتابنا ومقدساتنا، وإنّ أعداء الإسلام وأعوانهم المحليين الذين هم أتباعهم، يهينون الإسلام والمسلمين، ونبي الإسلام وكتابه المقدس، وهم ينظرون إلى أعين المسلمين ويستهزئون بهم، ولقد تمّ إهانة كتابنا المقدس في فرنسا مؤخرًا، وفي السويد في الأسابيع الماضية، وفي الدنمارك قبل أسبوع، وإنّ غطاء حرية الفكر والتعبير لا يعطي أبدًا الحق في مهاجمة مقدسنا".

"رغم كل ردود الفعل، فإن هجوم هذه العقلية المتهور على المقدسات الإسلامية هو استفزاز كبير"

وتابع "يابان" قائلًا: "كما تعلمون فإنه في بعض البلدان الأوروبية، قام بعض الأفراد أو المنظمات في هذه البلدان بإهانة مقدسات الإسلام مرارًا وتكرارًا، وقد تسبب هذا الموقف في رد فعل شعبي قوي دولي، ورغم كل ردود الفعل على هذه الإهانات منذ الأمس وحتى اليوم، إلا أنه استفزاز كبير أنّ هذه العقلية لا تزال تهاجم بتهور المقدسات الإسلامية، وإنّ العقلية القاتمة التي عفا عليها الزمن التي نفّذت هذه الهجمات تحول عداؤها للإسلام إلى عمل منهجي تدعمه الدولة يومًا بعد يوم، بغض النظر عن أنّه من مقدسات أفراد المجتمع الذي هو فيه، حيث يتم تنفيذ هذه الاعتداءات أحيانًا في نطاق النشاط الفني، وأحيانًا في نطاق ما يسمى بحرية الفكر، ومن الواضح أنّ هذا استفزاز وتحريض بقصد، وإنّه هجوم من هجماتهم الممنهجة لاستفزاز المسلمين من أجل بعض المخططات المظلمة، فإنّه لا يحق لأحد تدنيس معتقدات ومقدسات مسلمي العالم وشعوبنا باستخدام حرية الفكر والتعبير كذريعة، ولا يحق لأحد أن يسيء للرسول محمد وكتابه الذي تفديه الأمة الإسلامية البالغ عددهم ملياري مسلم بروحها، تحت غطاء حرية الفكر والتعبير".

"في هذا البلد لا الإسلام ولا مقدّسات الإسلام ليسوا بدون مدافع"

وشدّد "يابان" على أنّ القرآن والنبي محمد خط أحمر بالنسبة للمسلمين، وقال: "إنّ الذين هاجموا وأساءوا للرسول وللقرآن الكريم، إنّهم هاجموا بالفعل كل المسلمين، لذلك، فإنّ أعداء النبي والقرآن هم أعداء مشتركون لجميع المسلمين، وإنّ هؤلاء المساكين الذين يعتقدون أنّ إهانة مقدسات المسلمين مهارة، يجب أن يعلموا أنّ المسلمين ليسوا مضطرين لتحمل إهاناتهم، ففي هذا البلد، لا الإسلام ولا مقدّسات الإسلام ليسوا بدون مدافع، فتوقفوا عن مهاجمة الإسلام وقيمه، وإنّ الاعتداء على الإسلام وقيمه لم يفيد أحداً، بل على العكس من ذلك، فإنّه رغم كل الاعتداءات والافتراءات ظلّ الإسلام والمسلمون يرتقون ويُعظّمون باستمرار، لكن تعرّض أعداؤهم للعار وحُكم عليهم بالفناء، فلن يكون مصيركم مختلفًا عن أسلافكم أعداء الإسلام، ولن تكونوا قادرين على تجنب الوقوع في مزبلة التاريخ، ونحن، كمنظمات غير حكومية في سلطان بيلي، نعلن لجميع أعداء الإسلام قوله تعالى: ((والله متمّ نوره ولو كره الكافرون))، فإن أوامر وقيم وتعاليم الإسلام خالدة، وهي تتخطى العصور، وستظل تتخطى العصور، وإنّ القيم السامية للإسلام التي هي مصدر خلاص البشرية وعنوان السعادة، هي السبيل الوحيد للخلاص للبشرية جمعاء في جميع الأوقات، وما هو عفا عليه الزمن حقًا هو أفكار ومعتقدات هؤلاء المنحرفين الذين أتوا من ظلام العصور ومعتقداتهم وأنفسهم، وإنّ أصحاب هذه الأعمال الدنيئة التي تتجاهل قيم المسلمين وتهينهم وتحرض على الكراهية، يتخذون من جديد مصدر ضغائنهم وكراهيتهم للدين الإسلامي الأسمى منذ ما بعد العصور، ويتبعون طريق أسلافهم فرعون ونمرود وأبو جهل، وإنّه قبح القوى الإمبريالية التي تهين القيم الدينية والأخلاقية للشعب، وتزرع بذور الكراهية والحقد في المجتمع، فهؤلاء أعداء الحقوق والشعوب الذين هم من فيالق مشاريعهم المظلمة، يجب أن يعرفوا، أنّه كما تمّ نسيان أسلافهم في صفحات التاريخ المظلمة، فإنهم وأيديولوجياتهم المنحرفة سوف يموتون أمام شمس الإسلام، وسيكون الاسلام وقيمه كما كان عليه بالأمس".

"دعونا نعتبر أولياء الله أحباب لنا وأعداؤه أعداء لنا"

وذكر "يابان" أنّه يجب أن يعلم أعداء الإسلام أنهم لن يكونوا قادرين على تحييدنا نحن المسلمين بهذه الهجمات وما شابهها ضد الإسلام وقيمه على فترات منتظمة، وقال: "لن يكونوا قادرين على تطبيع أفعالهم الدنيئة، وسيجدوننا دائمًا ضدهم بأقوى طريقة ممكنة، ومن أجل أن نظهر للعالم كله، وخاصة تلك الشرائح المعادية للإسلام، أنّ الإسلام والقرآن الكريم ليسوا بدون مدافع أو صاحب، فإنّنا ندعو شعبنا إلى إدانة ولعن هذا العمل الدنيء وأولئك الأوغاد على كل منصة، فنحن في آخر الزمان، حيث تنفصل جبهة الإسلام والكفر تدريجياً عن بعضها البعض، والجميع يختار الآن بين الإسلام أو الكفر، فنحن كأمهات وآباء، لنملأ قلوبنا بحب ربنا العظيم، ورسوله الحبيب، وكتابنا العظيم قبل أن نلفظ أنفاسنا الأخيرة، ولندخل الجنة في الآخرة إن شاء الله، ولننقذ أنفسنا وأطفالنا وأحبابنا من عذاب جهنم التي وقودها الناس والحجارة، ودعونا نعتبر أولياء الله أحباب لنا، وأعداؤه أعداء لنا، ودعونا نفي دائمًا بمسؤوليتنا أمام الله من خلال عدم قبول الإهانات للإسلام ومقدساته أبدًا قدر الإمكان".

كما انتهى البيان الصحفي بالدعاء. (İLKHA)