أجرى الاتحـاد العالمي لعلماء المسلمين والمؤسسات العلمائية الملتقى العالمي في إسطنبول داخل مقر "أوماد".
وبحث العلماء والمؤسسات العلمائية المجتمع نقاط عديدة موضوعها الأساسي هو الدفاع وحماية المقدسات الإسلامية.
وأشار العلماء إلى الانتهاكات الحاصلة بحق الإسلام وشعائره وخصوصاً حرق المصحف الشريف في السويد والدنمارك تحت حماية الحكومتين لهذه الاعتداءات تحت ذريعة الحرية الفكرية.
ولفت البيان الانتباه إلى ما تتعرض له القبلة الأولى للمسلمين من قبل الاحتلال الصهيوني والاعتداءات المتكررة والتقسيم المستمر وما إلى ذلك من انتهاكات.
وأكد العلماء والمؤسسات المجتمعة أن الحرية في الإسلام مقدسة لكن الحرية المقبولة شرعاً هي لا تمس حرية الآخر وكرامته أو تضر بمعتقداته.
وشدد العلماء في البيان على أنه لا يليق بهذه الأمة الكبيرة أمة الاستجابة أن تكتفي بمجرد الشجب والاستنكار فحسب بل عليها اتخاذ خطوات عملية، كلُّ بمقدار مسؤوليتها، وقدرتها وفق منطق الحكمة، مشيراً إلأى العديد من الوسائل المؤثرة في هذا الأمر، ومنها بذل الجهد للتعريف عن الإسلام وعن سماحته ورحمته.
ودعا العلماء المجتمعون في البيان منظمة التعاون الإسلامي لعقد مؤتمر حول هذه الإهانات نحو مقدساتنا للوصول إلى خطة استراتيجية تتضمن أدوات ووسائل فعّالة لمنع تكرارها.
وأكد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية من الحكومات الإسلامية والشعوب المسلمة للمقاطعة العادلة الدبلوماسية والاقتصادية للدول الراعية للاعتداءات.
ووجه البيان دعوة جميع البرلمانيين المسلمين للتحرك الفعّال نحو برلمانات العالم، والبرلمانيين الأحرار لتحقيق ميثاق، أو قانون يمنع ازدراء الأديان، ولبيان أن ما يصيب المسلمين ظلم كبير، وإيذاء شديد، وذلك بهدف كسب أكبر قاعدة برلمانية في العالم لتأييد قضايانا العادلة.
ودعا الأمم المتحدة لعقد اجتماع عاجل لإصدار ميثاق عالمي لمنع الازدراء بالأديان، وتجريم إهانة المقدسات، باعتبارها إيذاء معنوياً لأصحابها، ومخلة بالأمن والسلم الدوليين، ودافعة نحو الإرهاب، وأيضاً تؤدي إلى الكراهية والعنصرية.
ودعا أيضاً الأمة الإسلامية إلى حماية المسجد الأقصى قبلتنا الأولى والقدس الشريف، وتحرير جميع الأراضي المحتلة، بجميع الوسائل المشروعة بما فيها حق المقاومة ضد المحتلين.
واستنكر الملتقى العالمي بشدة الاتهامات، والكلمات غير المسؤولة الموجهة ضد بعض أمهات المؤمنين، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام.
وطالب الملتقى العالمي أمته الإسلامية جمعاء إلى التعاون البناء والتكامل والوحدة الحقيقة والمصالحة الشاملة بين جميع مكونات الأمة قادة وشعوباً وحركات وأحزابا على أساس الحقوق المتقابلة والحرية المنضبطة، واحترام إرادة الشعوب.
وكان البيان الختامي للملتقى كما يلي:
"البيان الختامي للقاء التشاوري العـالمي للاتحـاد العالمي لعلماء المسلمين والمؤسسات العلمائية حول "الدفاع وحماية المقدسات الإسلامية"
بیان الملتقى العالمي للعلماء والبرلمانيين والمفكرين في غرة المحرم 1445 هجري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد:
فيتابع أهل الرأي والفكر في العالم الإسلامي ما يتعرض له الإسلام في ثوابته ومقدساته، فمرة تثار الرسوم المسيئة والأفلام المسيئة في الدنمارك، وفرنسا، حول رسول الرحمة للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم، ومرة يحرق القرآن الكريم، ويمزق، ويداس تحت الأقدام، ويتكرر في السويد بمسمع ومرأى الحكومة السويدية وحمايتها، تحت شعار الحرية، وكذلك في دنمارك، ويستغلها اليمين المتطرف للهيمنة على الحكم.
ومن جانب آخر فإن قبلتنا الأولى المحتلة، ازداد المحتلون في تدنيسها وتقسيمها زمانياً ومكانياً، وإجراء طقوسهم الدينية فيها، ناهيك عن قيامهم أيضا بتمزيق المصاحف في بعض مساجد فلسطين، وقتل عدد من أهلها بارد.
وبالإضافة إلى ما سبق فإن هناك هجمات شنيعة على رموز الإسلام والمسلمين، مثل أمهات المؤمنين أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام...
وأمام هذه الأحداث الجسام والتهديدات التي توجه نحو مقدسات الإسلام، والإساءات التي تتجه نحو المسلمين، دون أي اعتبار لمشاعرهم، وهم في حدود ملياري مسلم فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتعاون والتنسيق مع عدد كبير من الجمعيات والروابط العُلمائية، والحركات الإسلامية والبرلمانيين العرب والمسلمين والمفكرين، ونحوهم، قد اجتمعوا في هذا الملتقى العالمي المنعقد بإسطنبول، وفي مقر "أوماد" - غرة المحرم ١٤٤٥ الموافق ۲۰۲۳/۷/۲۲م، وتباحثوا وألقوا كلمات معبرة تمخضت عن هذا البيان: أولاً: إن الحرية في الإسلام أيضاً مقدسة، وتؤكدها النصوص الشرعية حتى في مجال العقيدة والدين، فقال تعالى: (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) ..الكهف: 29.
ولكن الحرية المقبولة عقلاً وشرعاً هي التي لا تمس حرية الآخر وكرامته، فإذا كانت كرامة الشخص مقدسة فكيف لا تكون الكرامة الشخصية المعنوية لنحو ملياري مسلم مقدسة ومحترمة؟.
ثانياً: لا يليق بهذه الأمة الكبيرة أمة الاستجابة أن تكتفي بمجرد الشجب والاستنكار فحسب بل عليها اتخاذ خطوات عملية، كلُّ بمقدار مسؤوليتها، وقدرتها وفق منطق الحكمة والوسائل المؤثرة الآتية:
1- بذل المزيد من الجهد للتعريف بالإسلام، وحقائقه ورحمته وعدله، وما يحققه من الخير والسعادة للإنسانية جمعاء.
فهذا واجب جميع المقتدرين على ذلك، الحكومات والمؤسسات، وبجميع اللغات العالمية والمحلية تنفيذاً لقوله تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) الحجر: 94/95
فالبلاغ المبين بالبينات والتطبيقات العملية - من خلال بيان المعجزات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية للقرآن
وجمال السيرة النبوية العطرة واجب الوقت على الأمة جمعاء.
ويرى المجتمعون أن هذا الواجب لم يستكمل بالصورة المطلوبة، ولذلك يجب على الأمة أن توصل حقائق الإسلام (قرآناً وسنة) إلى أمة الدعوة بجميع الوسائل المتاحة، وهذا يستدعي تنشيط دور الترجمة، وإنشاء مراكز قوية بمختلف اللغات للتعريف بالإسلام، والتواصل المؤثر مع وسائل الإعلام العالمية، وكذلك ترتيب الكراسي العلمية في مختلف الجامعات العالمية، للتعريف بالإسلام والاستفادة من الوسائل الجديدة (سوشيال ميديا لتحقيق هذا الهدف العظيم، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَغْتَ رِسَالَتَهُ ...) المائدة: 67
ومما لا شك فيه أن دور العلماء والدعاة والحكماء في هذا المجال مطلوب أكثر، والحاجة إليه أشد.
-2- دعوة منظمة التعاون الإسلامي لعقد مؤتمر حول هذه الإهانات نحو مقدساتنا للوصول إلى خطة استراتيجية تتضمن أدوات ووسائل فعّالة لمنع تكرارها.
-۳- دعوة الحكومات الإسلامية إلى اتخاذ الإجراءات الآتية: أ- عقد لقاء بين الحكومات الإسلامية، أو منظمة التعاون الإسلامي وبين الحكومات الغربية التي تسمح بإهانة مقدساتنا، لبيان المخاطر والآثار الناجمة عنها. ب - دعوة الأمم المتحدة لاتخاذ قرار مناسب باعتبار أن هذه الإهانات مقدسات المسلمين يهدد السلم الدولي، والتعاون البنّاء للوصول إلى ميثاق دولي لمنع الازدراء بالأديان.
ج- اتخاذ خطوات عملية من الحكومات الإسلامية والشعوب المسلمة للمقاطعة العادلة الدبلوماسية والاقتصادية إذا حدثت
رسمية هذه الإهانات أو تكررت وعندئذ تكون المقاطعة . وشعبية مؤثرة. وهنا نثمن موقف الأزهر الشريف في دعوته إلى المقاطعة الاقتصادية.
ومن عدل الإسلام أن من لم يؤيد الإهانات فلا تشمله المقاطعة، والجهات ذات العلاقة.
د- استثمار العلاقات الدولية والاقتصادية والسياسية للتعريف بالإسلام ورحمته وعدله وعظمة القرآن الكريم، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العطرة، واتخاذ ذلك هدفاً استراتيجياً للدول الإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والسماح بالمظاهرات السلمية الحضارية أمام السفارات.
ثالثا- دعوة وزارات الأوقاف ومنتسبيها إلى القيام بواجبهم في حماية المقدسات بكل الوسائل المشروعة والمساحة.
رابعا: دعوة جميع البرلمانيين المسلمين للتحرك الفعّال نحو برلمانات العالم، والبرلمانيين الأحرار لتحقيق ميثاق، أو قانون يمنع ازدراء الأديان، ولبيان أن ما يصيب المسلمين ظلم كبير، وإيذاء شديد، وذلك بهدف كسب أكبر قاعدة برلمانية في العالم لتأييد قضايانا العادلة.
خامسا: دعوة الحقوقيين وعلماء القانون والمحامين للعمل الدؤوب لخدمة مقدساتنا وحمايتها من خلال اللجوء إلى القضاء الدولي. والمحاكم الدولية والإقليمية لتجريم إهانة المقدسات، وفرض العقوبات على مرتكبيها.
سادسا: دعوة الأقلية المسلمة في أوروبا وغيرها للعمل الدؤوب المخطط الممنهج المبرمج للدفاع عن حقوقهم المشروعة، وحماية مقدساتهم الإسلامية من خلال المظاهرات السلمية، واللجوء إلى القضاء، والتواصل مع جميع مكونات الدولة فيها، وبخاصة المنظمات الحقوقية، والبرلمانات والكنائس المتعاونة والشخصيات الفاعلة، والمتفاعلة مع قضاياهم.
سابعا: دعوة الأمم المتحدة لعقد اجتماع عاجل لإصدار ميثاق عالمي لمنع الازدراء بالأديان، وتجريم إهانة المقدسات، باعتبارها إيذاء معنوياً لأصحابها، ومخلة بالأمن والسلم الدوليين، ودافعة نحو الإرهاب، بل هي إرهاب، وأيضاً تؤدي إلى الكراهية والعنصرية.
ثامنا: دعوة أمتنا الإسلامية إلى حماية المسجد الأقصى قبلتنا الأولى والقدس الشريف، وتحرير جميع الأراضي المحتلة، بجميع الوسائل المشروعة بما فيها حق المقاومة ضد المحتلين، الذي كفلت به الشرائع السماوية، والمواثيق الدولية وأن ذلك فريضة شرعية، وضرورة قومية ووطنية وإنسانية، ولا سيما أمام الجرائم التي يقوم بها المحتلون والمستوطنون ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
تاسعاً: يستنكر الملتقى العالمي بشدة الاتهامات، والكلمات غير المسؤولة الموجهة ضد بعض أمهات المؤمنين، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام، لأنها مخالفة لواقع الإسلام، ومتعارضة مع نصوصه الشرعية، كما أنها تؤدي إلى مزيد من تمزيق الأمة وتفرقها، وتأصيل الطائفية البغيضة التي تدمر البلاد والعباد.
عاشراً: يدعو الملتقى العالمي أمته الإسلامية جمعاء إلى التعاون البناء والتكامل والوحدة الحقيقة والمصالحة الشاملة
بين جميع مكونات الأمة قادة وشعوباً وحركات وأحزابا على أساس الحقوق المتقابلة والحرية المنضبطة، واحترام إرادة
الشعوب.
إن مما لا شك فيه أن قوتنا في وحدتنا، وفشلنا المحقق في تنازعنا وتفرقنا، فقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) <الأنفال : 46>
الملتقى ، لنا، وتيسير وفي الختام يقدم . العالمي ه ل - تركيا رئيساً وحكومة وشعبا على اتاحة هذه الاجتماع واللقاء، فحفظها من كل سوء.
وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذلِكَ يُتيّن اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران: 103> صدق الله العظيم.
وأخيراً تقرر لتفعيل هذه القرارات تشكيل لجنة للمتابعة من ممثلي الاتحاد والمشاركي
كما يقدم اللقاء العالمي شكره لجميع الدول الإسلامية والمؤسسات التي كانت لها مواقف مشرفة نحو مقدساتنا والشكر موصول لكل من ساهم في هذا اللقاء بالحضور، أو المشاركة عبر الزووم، أو بالإعداد، وكذلك لجميع وسائل الإعلام التي صبرت علينا فنقلت اللقاء كله، أو خاتمته.
ولا يسعنا إلا أن نقدم الشكر الجزيل لجمعية "أومـاد" ووقفهـا على استضافتها لنا، فجزى الجميع خيرا. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الملتقى العالمي لحماية المقدسات إسطنبول، غرة المحرم 1445هجري ، 23\7\2023م". (İLKHA)