تمّت مناقشة آثار قرار روسيا بإنهاء اتفاقية الحبوب في مجلس الأمن الدولي.
وتأكيدًا على أهمية عودة روسيا إلى الاتفاقية، شكر العديد من الدول الأعضاء أيضًا تركيا والأمم المتحدة على جهودهما المكثفة.
"إن التهديدات التي تتعرض لها السفن المدنية في البحر الأسود أمر غير مقبول "
وأثناء إلقاء كلمة في مجلس الأمن لفتت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام "روزماري ديكارلو" الانتباه إلى حقيقة أنّ أسعار الغذاء العالمية بدأت في الارتفاع بعد قرار روسيا.
وأشارت "ديكارلو" إلى أنّ هذا يؤدي إلى تفاقم الأزمات الزراعية والطاقة والمالية الحالية التي تؤثر على المجتمعات الأكثر ضعفاً.
وذكرت "ديكارلو" أنّ هجوم روسيا على الموانئ في أوكرانيا وجه ضربة إضافية للأمن الغذائي، وقالت: "إنّ الهجمات تسببت أيضًا في خسائر في الأرواح بين المدنيين".
كما قالت ديكارلو: "إنّ التهديدات بإمكانية استهداف السفن المدنية في البحر الأسود غير مقبولة".
وشدّدت "ديكارلو" على الحاجة إلى تجنب الخطاب والأنشطة التي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الوضع الخطير للغاية بالفعل، وقالت: "يجب اتخاذ كافة الاحتياطات لمنع نشوب نزاع قد يتسبب فيه حادث عسكري في البحر الأسود، وإلا فإنّ العواقب ستكون وخيمة علينا جميعًا".
"أودُّ أن أشكر تركيا على جهودها غير العادية"
فيما صرح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق المساعدات الطارئة "مارتن غريفيث" أنّ قرار روسيا قد أثّر بالفعل على ملايين الأشخاص الذين يعيشون في وضع صعب للغاية.
وذكّر "غريفيث" بأنّ الاتفاقات الموقعة في 22 تموز/ يوليو من العام الماضي ذات أهمية تاريخية، وأشار إلى أنّ قرار روسيا بإنهائها كان بمثابة خيبة أمل كبيرة.
وقد صرّح "غريفيث" أنّ التطورات الأخيرة "مقلقة"، وقال: "لقد تمّ تسجيل يوم الأربعاء باعتباره اليوم الذي ارتفعت فيه أسعار الحبوب بأكبر قدر منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وهذا ليس مفاجئًا، فقد كنّا نقدر التأثير المعني".
وفي إشارة إلى أنّ الأمم المتحدة ستواصل جهودها لتحقيق صادرات الحبوب، صرح "غريفيث" أنّ هناك حاجة إلى دعم دولي ودبلوماسية لهذا الغرض.
وقال غريفيث: "في هذا السياق، أودُّ أن أشكر الحكومة التركية على جهودها غير العادية ودعمها".
وفي إشارة إلى أنّ الكثيرين عبروا عن مشاعر الحزن وخيبة الأمل إزاء قرار روسيا، قال غريفيث: "لكن بالنسبة لـ 362 مليون شخص، هذه ليست مسألة حزن، بل إنها تتعلق بمستقبلهم وأطفالهم وعائلاتهم، وإنهم ليسوا حزينين فقط، لكنهم غاضبون وقلقون، حيث سيتضور بعضهم جوعاً، ويموت بعضهم من الجوع". (İLKHA)