شيّع آلاف الفلسطينيين في جنين شهداء العدوان الصهيوني عقب إعلان قوات الاحتلال انسحابها من المخيم، مخلفة وراءها دماراً كبيراً، فضلاً عن عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، اليوم الأربعاء.

وانطلقت مواكب التشييع من أمام المستشفى الحكومي، بمشاركة جماهيرية غفيرة، وصولاً إلى المخيم، حيث جرى التجهيز لانطلاق مسيرة تشييع كبيرة لجميع الشهداء من جنين ومخيمها والقرى المجاورة.

وهتف المشيعون للشهداء وللمقاومة التي صمدت في مواجهة العدوان الصهيوني، منددين بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ومتوعدين بمواصلة طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال.

وأعلنت فصائل العمل الوطني والإسلامي عن تشييع شهداء جنين في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الأربعاء، من أمام المستشفى الحكومي، بمشاركة جماهيرية غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في آخر تحديث لها: "إن من بين الشهداء 4 أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، في حين وجدت الطواقم الطبية منذ بدء العدوان، فجر الإثنين، صعوبة بالغة في الوصول إلى المصابين والتعامل معهم".

والشهداء هم: سميح فراس أبو الوفا (20 عاماً)، وحسام محمد أبو ذيبة (18 عاماً)، وأوس هاني حنون (19 عاماً)، ونور الدين حسام مرشود (16 عاماً)، ومحمد مهند الشامي (23 عاماً)، وأحمد محمد عامر (21 عاماً)، ومجدي يونس عرعراوي (17 عاماً)، وعلي هاني الغول (17 عاماً)، ومصطفى عماد قاسم (16 عاماً)، وعدي إبراهيم خمايسة (22 عاماً)، وعبد الرحمن أحمد صعابنة (22 عاماً)، وجواد نعيرات.

وبحسب تقارير منظمات طبية وحقوقية، فإن الاحتلال استهدف مستشفيات وفرق وسيارات إسعاف، وأعاق تحركاتها، كما حاصر نحو 13 ألفًا في المخيم وشرّد نحو 4 آلاف، واعتدى عليهم أثناء خروجهم من منازلهم بقنابل الغاز والمسيل للدموع.

وخلّف العدوان على مدينة جنين ومخيمها أضراراً جسيمة بممتلكات الفلسطينيين، وتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه، الأمر الذي أعاق وصول مركبات الإسعاف إلى بعض المنازل لإخلاء المصابين، وأرغمت مئات الفلسطينيين من أهالي مخيم جنين على مغادرته تحت تهديد قصف منازلهم.

وكانت قوات الاحتلال، قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، فجر الاثنين الماضي، بقصف منزل وسط مخيم جنين، وقد قصفت الطائرات عدة مواقع داخل المخيم وعلى أطرافه.

وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.

(İLKHA)