استأنف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المعارك بعيد انتهاء هدنة امتدت 24 ساعة، اقترحتها الوساطة السعودية الأمريكية لتخفيف معاناة السكان الإنسانية، ضمن سلسلة من الهدنات بين الطرفين منذ بداية القتال منتصف نيسان/ أبريل الماضي.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس: "إنّ القتال الذي اندلع، الأحد، بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع".
وشملت الاشتباكات على الأرض حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وقال الجيش السوداني، في بيان: "إن قواته تتقدم بخطى ثابتة نحو النصر"، فيما أعلنت قوات الدعم السريع أنها تصدت لهجمات الجيش وكبدته خسائر مادية.
وأضاف الجيش في بيانه: "إن أشاوس القوات المسلحة يتقدمون بخطى ثابتة نحو تثبيت النصر وبسط الأمن والاستقرار الذي لاحت بشائره".
من جانبها، أفادت قوات الدعم السريع أن قوات الجيش حاولت الهجوم على قوات الدعم السريع في عدد من المحاور في الخرطوم، وكان رد الأشاوس بتدمير ودك المعتدين وأعداد كبيرة من العتاد بلغت أكثر من 70 مركبة وآلية وأسر المئات من قوات الجيش شرقي الخرطوم.
وأضافت في بيانها: "هاجمت مليشيا البرهان الانقلابية وأعوانهم من النظام البائد والمتطرفين، قواتنا جنوبي الخرطوم، وتم تدمير القوة المهاجمة تماماً واستلام عدد 5 دبابات وحرق دبابتين".
ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال، والتي تعاني من النهب والاشتباكات، واندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى، مثل إقليم دارفور غرب البلاد الذي يعاني أساساً صراعاً بلغ ذروته قبل نحو 20 عاماً.
وأبلغ سكان وناشطون عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة قرب الحدود مع تشاد، وموجات جديدة من الهجمات تشنها قبائل عربية على صلة بقوات الدعم السريع.
وشهدت المدينة انقطاعاً واسعاً في الاتصالات لعدة أسابيع.
ومن المدن المتضررة الأخرى مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم، التي تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى دارفور.
ويقول السكان: "إنها تشهد فعلياً حالة حصار بسبب الصراع، مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية".
وتعد منطقة كردفان منطقة زراعية مهمة، ومصدراً للماشية والبذور الزيتية والصمغ العربي.
وتقول قوات الدعم السريع: "إنّها تحاول مواجهة أعمال النهب، وتنفي مسؤوليتها عن العنف في دارفور". (İLKHA)